هاجس سمنة الأطفال
ويا رب من أجل الطفولة وحدها
أفض بركات السلم شرقا ومغربا
وصن ضحكة الأطفال يا رب إنها
إذا غردت في موحش الرمل أعشبا
بدوي الجبل
يؤرق المهتمون بالسمنة والأنظمة الصحية أن يروا تزايد معدلات انتشارها بين الأطفال، فمنظمة الصحة العالمية تشير في إحصاءاتها لنحو 400 مليون طفلا يعانونها وكذلك الدراسات لدينا في السعودية تشير إلى تزايد معدلاتها.
حدوث السمنة في الأطفال يحمل في طياته ترقب عواقبها الوخيمة باكرا، فيعانون أولا تنمر الآخرين عليهم والسخرية منهم في المدارس مثلا، مع لوم وتقريع من الأهل على ما لم يقترفوه بإرادتهم، ثم قد يواجهون مضاعفات السمنة، كالسكري وارتفاع الضغط ودهون الكبد وانقطاع التنفس أثناء النوم في العقدين الثاني والثالث من عمرهم.
جذور هذه الزيادة في سمنة الأطفال متشعبة، والعامل الأبرز هو الجينات الوراثية ومن ثم تجد محفزا لظهور السمنة من خلال عوامل بيئة وغذائية، وغيره.
كما أن الأبحاث تثبت أن سمنة الأم الحامل وتزايد وزنها عن المطلوب في الحمل، يزيد من احتمالية سمنة الطفل المولود من هذا الحمل، وهكذا ندور في حلقة مفرغة.
بل إن خيارات علاج سمنة الأطفال محدودة مقارنة بالكبار، لكنها ليست معدومة، فلدينا تغيير نمط الحياة، وكذلك بعض أدوية السمنة وهناك دور لعمليات السمنة إن كان هناك حاجة إليها.
تحديات مواجهة سمنة الأطفال كثيرة، وتستلزم تضافر عدة جهات ومؤسسات، كالأسرة والتعليم و الصحة وغيرها، لكن سيظل دور الأسرة مركزيا، خصوصا أن نصف آباء الأطفال المصابين بالسمنة يعتقدون أن وزن أطفالهم في المعدلات الطبيعية.