أهمية الألعاب الذهنية

يدرك الجميع أن الحركة البدنية مهمة جدا لصحة الإنسان، لكن قليل من الناس من يدرك أن صحة العقل وسلامته وديمومة حيويته تحتاج هي الأخرى إلى من يوليها حقها من الاهتمام، وتأتي ألعاب الذكاء أو ما يعرف بالألعاب الذهنية أو الفكرية mental games على رأس القائمة سواء لصغار السن من الأطفال والمراهقين أو لكبار السن على حد سواء، تشير الأبحاث العلمية إلى أن إبقاء المخ نشيطا من خلال الممارسة المستمرة للألعاب الذهنية يساعد على توليد خلايا دماغية جديدة ويزيد نشاط النواقل العصبية في الدماغ وينمي مهارات حل المشكلات، وبالتالي يسهم في القدرة على اتخاذ القرارات السليمة والمساهمة في تجنب مرض الخرف أو تأخيره وبطء تقدمه، إن القدرات العقلية لدى الإنسان ليست ثابتة كما يتصور البعض، بل يمكن تطويرها والعمل على تحسينها وتقويتها، إن الالتزام بالقراءة بشكل يومي يساعد على تنشيط الذاكرة، كما أن التأمل والتفاؤل يحسنان اللياقة الذهنية من خلال التخلص من التوتر والطاقة السلبية، لأن الجسم حال توتره يفرز مواد تؤثر لا في صحة الجسم فحسب، بل حتى في الصحة العقلية، هناك أنواع مختلفة من الألعاب الذهنية منها ما يكون مناسبا لصغار السن ومنها ما هو للكبار، فالكلمات المتقاطعة والألعاب الذهنية القائمة على الأرقام ولعبة المقطار "أم تسع" كلها تساعد على التفكير والتخطيط وتقود إلى تحسن الذاكرة، ومع توافر هذه الألعاب وغيرها في الهواتف الذكية أصبحت ممارستها سهلة وميسرة، يرى المختصون أن تعويد الطفل منذ الصغر على ممارسة الألعاب الذهنية له دور إيجابي واضح في قدراته العقلية لاحقا ويقوي مهارات التركيز والانتباه لديه ويحسن مهاراته الحركية مع مراعاة اختيار الألعاب التي تلائم عمر الطفل والتدرج فيها مع نمو الطفل، ومن أفضل الألعاب الذهنية للأطفال ما يعرف بـ "مكعبات البناء" التي تساعد على توسعة المدارك التخيلية للطفل وشحذ مهارات التفكير لديه، والأمر نفسه ينسحب على ألعاب الفيديو الإلكترونية شريطة أن يكون ذلك بشكل معتدل وضمن معايير خاصة تجنبا لحدوث الإدمان عليها، إن قدرة الدماغ البشري على التكيف والتغير للأفضل نعمة يجدر بالإنسان أن يستغلها ويستفيد منها، ومن الأمور المشاهدة أن المداومة على قراءة القرآن الكريم وحفظه هي من أقوى وسائل تجنب الأمراض العقلية المرتبطة بالشيخوخة كالنسيان والخرف وغيرها.