الرئيس التنفيذي لـ "بيور جيم": واثقون بنموذجنا للأعمال
مثل أي مرتاد لصالات الألعاب الرياضية الحديثة، يراقب همفري كوبولد، الرئيس التنفيذي لشركة بيور جيم، الأرقام من كثب.
عندما تم إغلاق الصالات الرياضية في بداية عمليات الإغلاق الأولى في المملكة المتحدة في آذار (مارس) 2020، عدها كثيرون أماكن مشبعة بالفيروسات. لكن رئيس أكبر سلسلة للصالات الرياضية في المملكة المتحدة قرر الأخذ بزمام المبادرة من أجل تطوير بروتوكولات الصناعة لإعادة فتح الصالات الرياضية بكل أمان.
يقول كوبولد، إن على قادة الأعمال أن يتحدثوا عن القضايا التي لديهم خبرة فيها. بدأ ممارسة الضغوط من أجل دعم القطاع، من خلال الظهور بانتظام في وسائل الإعلام. يقول كوبولد، "أعتقد أن هناك نزعة تميل إلى أن يتراجع النشاط التجاري إلى الخلف إلى حد ما". أضاف، "هناك مخاوف بشأن مدى الدعم الذي تتلقاه الأعمال التجارية من الحكومة (...) لكن في هذه الحالة، شعرت أنه يتعين علينا الوقوف وأن نكون ظاهرين للعيان".
توقفت جميع أعماله. في ذلك الوقت، قدم كوبولد البروتوكولات التي يتبعها القطاع للسير جوناثان فان تام، نائب كبير المسؤولين الطبيين، وعلماء آخرين في "إس أيه جي إي" أثناء زيارة قاموا بها إلى "بيور جيم" في منطقة بارك رويال غرب لندن. عندما رأى فان تام استوديو اللياقة البدنية الأنيق، اشتبه بتدبير كوبولد حيلة ما من خلال عرض أكثر مواقع "بيور جيم" ذكاء. لكن كوبولد، 57 عاما، قال له، "كل هذا مقابل 23 جنيها استرلينيا في الشهر (...) هكذا يجب أن تكون صالات الألعاب الرياضية الحديثة".
أراد كوبولد بناء قاعدة أساسية للأدلة المتعلقة بعدوى كوفيد- 19 في الصناعة، خوفا مما قد يحجب الحكومة عن النظر في قطاع الصالات الرياضية في المملكة المتحدة، الذي قدرت شركة ديلويت الاستشارية قيمته بنحو 5.5 مليار جنيه استرليني في 2019. قال، "يمكنك إخراج شخص ما من أمر معين، ولكن لا يمكنك إخراج هذا الأمر من الشخص"، كما قال كوبولد مازحا، بعد أن كان قد أمضى حياته المهنية المبكرة مع شركة الاستشارات الإدارية.
قادت شركة بيور جيم عمليات تطوير البيانات عن العدوى في الصالات الرياضية بالتعاون مع رابطة يو كيه أكتيف لهذه الصناعة. وجدت دراسة أولية أن ما مجموعه 78 حالة إصابة بفيروس كورونا قد حصلت في 22 مليون زيارة للصالات الرياضية. ساعدت عمليات الضغط المتكررة، المدعومة بهذه البيانات ودراسات أخرى، على إقناع صناع السياسة بأن الصالات الرياضية آمنة نسبيا. تم فتحها للزيارات الداخلية في المملكة المتحدة قبل الحانات بعد عمليات الإغلاق في 2021.
بينما كان كوبولد يترقب إعادة الافتتاح، كان أيضا بحاجة إلى قيادة "الأزمات الحالية" بسبب الجائحة. شمل ذلك مناقشة تأجيل دفع الإيجار مع أصحاب العقارات البالغ عددهم 250 مالكا، واتخاذ قرار بتغطية أجور الإجازة للمدربين الشخصيين في "بيور جيم" البالغ عددهم ألفي مدرب الذين لم يحصلوا على المدفوعات الحكومية. في بداية 2020، استحوذت الشركة أيضا على شركة فيتنيس وورلد الدنماركية مقابل 350 مليون جنيه استرليني. لكن الشركة خسرت نحو 200 مليون جنيه استرليني، ارتفاعا من 39.6 مليون جنيه استرليني في 2019، وهي ضربة وصفها كوبولد في ذلك الوقت بأنها "مروعة بكل صراحة".
استمرت الخسائر الفادحة خلال العام الماضي. بلغ صافي ديون "بيور جيم" أكثر من 800 مليون جنيه استرليني، مقارنة بالأرباح البالغة 70.9 مليون جنيه استرليني فقط، على مدى الأشهر التسعة حتى أيلول (سبتمبر) 2021. علاوة على ذلك، فشلت محاولة طرح الشركة للاكتتاب العام الأولي. كوبولد وأليكس وود، المدير المالي، "لم يحصلا على يوم إجازة فعلي في الفترة ما بين أيار (مايو) وكانون الأول (ديسمبر)"، كما يقول، بينما كانا يستعدان للإدراج - وهو أمر حاول كوبولد فعله سابقا في الشركة في 2016.
لكن كان على "بيور جيم"، "جمع قدر كبير جدا من رأس المال لسداد الديون وجمع السيولة الكافية". مع تباطؤ علميات الطرح للاكتتاب العام الأولي في نهاية 2021، تضاءلت ثقة المستثمرين ما أدى إلى انسحاب "بيور جيم". يقول كوبولد إنه كان يشعر "بالإحباط وليس خيبة الأمل" لأن "الأسواق لم تكن مستجيبة بالقدر الذي كنا بحاجة إليه".
لكن على الرغم من مستويات الديون المرتفعة، إلا أن ثقة كوبولد أتت من سجلات الشركة التجارية. في 2016، بلغت قيمة "بيور جيم" نحو 550 مليون جنيه استرليني - تجاوزت قيمته الآن 1.5 مليار جنيه استرليني، كما يقول كوبولد. أضاف، "ما يحبطني هو أن المستثمرين في السوق العامة لم يكونوا قادرين على رؤية بعض تذبذبات السوق قصيرة المدى".
في الواقع، اجتياز الجائحة يتطلب الثقة في نموذج العمل، فضلا عن "الثقة" في عودة ارتياد الناس صالات الرياضة من جديد، كما يقول كوبولد. تتوقع "بيور جيم" الآن الاستفادة من رواد الصالة الرياضية الذين يرغبون في تخفيض عضويتهم لتدبر أزمة تكلفة المعيشة المرتفعة.
يبقى عرض الصالة الرياضية بأسعار منخفضة لا تغيير فيه: موقع الصالة البيضاوية في جنوب لندن حيث التقينا لم يكن ساحرا. لكن، مثله مثل الـ300 موقع في المملكة المتحدة، المساحة جيدة التهوية وتعمل بشكل مثالي لمن هم في الـ20 من العمر، حيث يقضون صباح الأربعاء هناك بتكلفة اشتراك نحو 25 جنيها استرلينيا شهريا.
يفخر كوبولد بـ"وضع الميزانية" لـ"بيور جيم" وإمكانية الوصول إليه. يقول، "أعتقد أن هذا هو منتج الصالة الرياضية القياسي الذي يبحث عنه الناس. لكن بالطبع، هناك أشخاص يسعدون بدفع 100 أو 150 جنيها استرلينيا للذهاب إلى مكان آخر فيه قدر أكبر بقليل من الجرانيت والزجاج ومزيد من الكروم"، لكنه ليس النموذج المتبع في "بيور جيم".
تقدم الشركة عضوية دون عقد وهناك نموذج تسعير متغير، بتكاليف تراوح من 46.99 جنيه استرليني شهريا للعضوية العادية في كلافام، جنوب لندن، إلى 17.99 جنيه استرليني شهريا للحزمة نفسها في جريمزبي، شمال شرق إنجلترا. إنها علامة على كيفية إدارة عمل بسيط "بطريقة محنكة"، كما يقول كوبولد.
ثلاثة أسئلة لهمفري كوبولد
من قدوتك في القيادة؟
الراحل أندرو جروف، الرئيس التنفيذي السابق لشركة إنتل. لم يكن قائدا كبيرا، ومبهرجا أو ما إلى ذلك، لكنه كان يتبع مبدأين أساسيين. قال إن المشكلة في معظم الشركات التي تصبح ناجحة هي أنها تفخر بهذا النجاح. هذا النجاح يؤدي إلى الشعور بالرضا عن النفس وذلك الشعور هو مقدمة الفشل دائما. يجب أن تتمتع بروح شكوكية ولكن الصحية منها.
ما أول درس تعلمته في القيادة؟
أهمية الأصالة. إذا كنت في موقع قيادي، سيتطلع الناس إليك ولا يمكنك أن تتوقع منهم إلا أن يحذو حذوك، بدرجة معقولة، إذا اعتقدوا أن الشخص الذي تقدمه لهم حقيقي.
ماذا كنت ستفعل لو لم تصبح رئيسا تنفيذيا؟
كنت سأصبح عالما. لقد درست العلوم في جامعة كامبريدج وأردت أن أصبح عالم فيزياء نووية. أنهيت برنامجين تدريبيين في مجال البحث العلمي، لكن الأمر لم يكن مثيرا تماما كما هي القراءة عن أينشتاين التي جعلت كل شيء يبدو جميلا، ثم جذبني الاهتمام بالأعمال التجارية.
لم يعيقه فشل الاكتتاب العام الأولي، سعى كوبولد للحصول على التمويل من جهات أخرى وهو الآن يقوم بالتوسع على نطاق صغير في الولايات المتحدة. قال، "أوقفنا إجراءات الاكتتاب العام الأولي في نهاية أحد الأسابيع ثم انتقلنا إلى المناقشات مع مقدمي رأس المال الخاص في الأسبوع الذي تلاه". في النهاية ستستثمر "كيه كيه آر" 300 مليون جنيه استرليني في تمويل خطط التوسع الدولية لشركة بيور جيم. إنه مسار مألوف: في 2017، اشترت مجموعة لينارد جرين آند بارتنرز للأسهم الخاصة الأمريكية حصة الأغلبية في "بيور جيم" من "سي سي إم بي كابيتال أدفايزورز".
يرفض كوبولد أي فكرة مفادها أنه يفتقر إلى السيطرة على توجهات "بيور جيم"، في ظل ملكية الأسهم الخاصة. يتم اتخاذ القرارات مثل التوسع في الولايات المتحدة أو إطلاق دراجة على غرار بيلوتون بالتشاور مع مالكي الأسهم الخاصة في "بيور جيم".
يقول، "بصفتك رئيسا تنفيذيا، عليك أن تكون واضحا وصريحا، لكن ليس العمل بأسلوب إما هي طريقتي أو لا خيار آخر". يضيف أن نهجه التعاوني يؤدي إلى "نقاشات حادة"، لكنه أيضا يعزز الثقة في قيادته. يقول، "تبعد شركة لينارد جرين عنا 11 ألف ميل وثماني مناطق زمنية. فهم يدركون أنهم يعتمدون علينا وعلى شعوري بالسوق".
كنا نتحدث في الأسبوع الذي تلا تنحي جون فولي عن منصب الرئيس التنفيذي لشركة بيلوتون. يقول كوبولد، وهو راكب للدراجات الهوائية و "غريب الأطوار" والرئيس التنفيذي السابق لمتاجر ويجيل للتجزئة الرياضية على الإنترنت، إنه يستخدم منصة زويفت للدراجات، بدلا من "بيلوتون". بينما كان كوبولد معجبا بأعمالها، قال إنه "من المحتمل أنها قد انجرفت قليلا في بعض الأمور". سيكون استثمار "بيور جيم" في الولايات المتحدة صغيرا، وفتح ثلاثة مواقع سيخاطر بنحو 20 مليون دولار، كما يقول. "إذا قمنا ببناء مشروع تجاري متواضع الحجم في أمريكا، فقد يترتب عن ذلك افتتاح 100 أو 200 موقع قد تراوح قيمتها بين 300 مليون دولار و500 مليون دولار".
التفاؤل الحذر بعدم "رهان الشركة" على التوسع يذكر بتحذيرات فان تام بتجنب "المغالاة" في القيود التي تسببت بها الجائحة. يقول كوبولد بعيون مطلعة على البيانات، "إذا نجحت، سيكون ذلك رائعا، أما إذا لم تنجح، سنكون حينها قد عرفنا سبب عدم نجاحها".