رؤية السعودية .. في ضوء نظرية التحولات التاريخية

يجد الإنسان راحة كبيرة حينما يربط بين رؤية السعودية 2030، وبين نظرية التحولات التاريخية، وذلك انطلاقا من أن رؤية السعودية هي حزمة برامج ومشاريع تنموية هدفها إحداث تطورات كبيرة مركبة في مجتمع طموح يسعى إلى الوصول إلى قفزات تنموية هائلة في حياته الاقتصادية، والاجتماعية، والسياسية.
بمعنى أن مجموعة البرامج والمشاريع التي تحفل بها رؤية السعودية 2030 تستهدف تحقيق جودة الحياة وجلب السعادة للإنسان السعودي، أي إن الرؤية ستحدث تغيرات كبيرة وفارقة في البشر والحجر، من خلال تغيير الواقع الاجتماعي للمواطن إلى واقع جديد يتجدد مع المتغيرات الجديدة، وإزاء ذلك سيمتلك المجتمع مجموعة من الإمكانات التي تنقله إلى مستويات اجتماعية مختلفة عن تلك المستويات التي ظل يعيش عليها لعقود غابرة وطويلة.
إنه التغير الإيجابي في الثقافة، وفي الكفاءة، وفي المعيشة، وفي الحياة الكريمة.
وحينما يتغير المجتمع على هذا النحو، فإنه يتحرك إلى الأمام ويستوعب حياة جديدة تهدف إلى بناء مجتمع جديد على أسس من المدنية والحضارة المعبرة عن مرحلة جديدة من مراحل التغيير والتطوير.
هذا يعني أن التحولات التاريخية هي مجموعة من التغيرات الهادفة إلى إعادة هيكلة المجتمع وفق متغيرات تستهدف تطوير البنى التحتية، والبنى الفوقية للمجتمع في ظل جودة الحياة الجديدة.
في 2030 سنلمس جميعا حجم التحولات التي ستجتاح المجتمع السعودي وتغيره من حال إلى ألف حال، وهذا يعني أننا نعلق آمالا كبيرة على نتائج تنفيذ رؤية السعودية 2030، وهنا فإن علم التاريخ هو القائد إلى معرفة نتائج الرؤية التي ستفرض سطوة التغيير في مجتمع مبدع وطموح، وساع للخير والإنسانية.
رؤية السعودية 2030 تعد حاكمة لحركة التاريخ في الفترة من 2016 حتى 2030، ومبشرة لمنظومة حضارة جديدة تبنى فوق منطقة شبه الجزيرة العربية، أغلى الحضارات الحديثة. وعلى سبيل المثال، فإن اتجاه حركة التاريخ سيأخذ مساره نحو إرادة التطوير والتغيير والتعويض. ولمس الشعب السعودي حجم التغيرات التي سيتعرض لها منذ بداية تنفيذ مشاريع الرؤية في 2016، وإن الانطلاقة ستتواصل في ملحمة من ملاحم البناء والتطوير والتعويض.
ونزعم أنه من دون حركة التاريخ التي تفاعلت مع رؤية السعودية 2030، وانطلقت فوق مركبة البناء لتبني وتعمر وتتجه نحو تنمية وبناء مجتمع جديد يقوم على مبادئ الخير والإنسانية.
إن سباق الزمن الذي راهنت عليه رؤية السعودية 2030 كان وما زال المحرك الأول في منظومة حركة التاريخ التي نعيشها ونتابعها حتى تتحقق - بإذن الله - أهداف رؤية 2030.
إن حركة التاريخ كانت بمنزلة الأجنحة التي دفعت مراكب الرؤية باتجاه تنفيذ البرامج والمشاريع التي كانت بمنزلة أطواق النجاح في منظومة التنمية والبناء والتغيير.
وأذكر أنه في مرحلة وصول مركبة البناء والتنمية إلى مرافئ 2020 كانت نظرية التحولات التاريخية ترفع الرايات بنجاح مذهل لهذه الرؤية التي ستمكن المملكة من تحقيق تحولات تاريخية غير مسبوقة في التنمية والبناء والتطوير، ويوم أن احتضنت رؤية السعودية 2030 مشروع التحول الرقمي، ومشروع الذكاء الاصطناعي، وغير ذلك من مشاريع جودة الحياة، وجلب السعادة، وتنويع مصادر الدخل، كان يوما تاريخيا في حياة المملكة العربية السعودية.
كل هذه المشاريع هي معالم على طريق بناء مجتمع سعودي جديد تبنيه كوادر رؤية السعودية 2030، وسيكون هذا المجتمع في طليعة مرحلة جديدة من مراحل وطن بدأ يأخذ مكانه في المقدمة في منطقة حبلى بكثير من التطورات الواعدة.
وفي ظل هذه الظروف التي يعيشها المجتمع السعودي بدأت حركة التاريخ تتوقف أمام مجموعة من أهم المشاريع النوعية في تاريخ المجتمع السعودي. نذكر - على سبيل المثال - أن الحكومة الرشيدة طرحت مشروع "التمكين" أمام المرأة السعودية، ومشروع القوة الناعمة الذي تضمن تغييرا نوعيا في مجالات مشاريع الترفيه.
وبفضل حركة التاريخ والاتجاهات المواتية تجاوزت المملكة تداعيات مرحلة تاريخية شهدت هبوطا صارخا في إيرادات المورد الأوحد، لكن رؤية السعودية وضعت مرتكزات الإفلات من هذه الكماشات التقليدية التي ظلت تتغلغل في رئة الاقتصاد الوطني لفترة طويلة من الزمن، لكن آليات الرؤية حققت الهدف الأكبر، وهو تنويع مصادر الدخل، ولذلك لم يعد البترول هو المورد الأوحد، بل أصبح موردا إلى جانب عديد من الموارد الوطنية.
إن الشباب السعودي يخوض في هذه الأيام معركة البناء متسلحا بما تحقق من برامج ومشاريع، ومتسلحا بالحلول غير التقليدية، ومتجها نحو مرافئ العصر الجديد الذي سنتباهى به - إن شاء الله - في 2030.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي