السمنة .. 200 مرض

تروي الأسطورة الشعبية عن أحدهم متباهيا بأكله في زمن ندرة الأكل "أكلت أدع – الماعز - والحقتين مع الجذع، وجنب بعير، وصاع شعير، وجمة بير، والحمد لله، من غير شبع"!

تحكي الأسطورة أعلاه عن الشعور بعدم الشبع وهو أحد أعراض مرض السمنة ويحدث جراء تضافر عوامل عديدة في جسم المصاب بالسمنة ومنها الجهازان العصبي والهضمي وغيرهما وليس عائدا لنهم الشخص!
ومرض السمنة يؤدي إلى ما يقارب 200 مرض آخر، كالسكري والضغط ودهون الكبد وكذلك خشونة المفاصل إضافة إلى مضاعفاته النفسية كالقلق والاكتئاب!
لذا كان السعي الدولي لمواجهة مرض السمنة ومحاولة تفادي هذه الأمراض ومضاعفاتها المرهقة والمكلفة للأنظمة الصحية، وأخيرا نشرت وزارة الصحة السعودية إحصائية تشير إلى أن ما يقارب 50 في المائة يعانون زيادة الوزن في السعودية وهي نسبة تماثل ما يحدث في كثير من دول العالم.
والمتأمل لبرامج مكافحة السمنة يجد أن نجاحاتها محدودة حتى الآن، حيث تتشتت أهداف هذه البرامج بين الوقاية ومنع حدوث السمنة وإهمال علاج المصابين بالسمنة حاليا أو العكس، والمنطق يستلزم حدوث الاثنين معا، بالسعي إلى منع حدوث السمنة وكذلك علاج المصابين بالسمنة ومضاعفاتها.
ومن آخر المحاولات الحثيثة لمكافحة مرض السمنة كان اعتماد النظام الصحي البريطاني لصرف أحد أدوية السمنة بناء على معايير معينة، بعد أن لاحظوا أن أغلبية المرضى لا يستجيبون بشكل كاف لتغيير نمط الحياة ويحتاجون إلى دواء السمنة معه.
وكي تنجح برامج مكافحة السمنة، يجب نشر الوعي بكون السمنة مرضا وليست خيارا للشخص، وأن تستخدم الوسائل الممكنة كافة، بدعم الأكل الصحي واستخدام أدوية السمنة، وتوفير عمليات السمنة. ومن المؤسف أن برامج التأمين تقدم تغطية محدودة جدا لعلاج السمنة رغم أن علاجها أحد مستهدفات رؤية المملكة 2030.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي