أهمية الأسواق الشعبية

لا تكاد تخلو مدينة من المدن على مستوى العالم من منطقة شعبية تضم محال صغيرة وجلسات تراثية تعرض وتباع فيها المشغولات اليدوية والأكلات والمشروبات المحلية، تكون أزقتها ضيقة. مثل هذه المناطق تعد عناصر جذب قوية للسياح خاصة الأجانب أو من يقدم من خارج المدينة، ولذا فإنه من المفترض على الجهات ذات العلاقة خاصة البلديات أن تحافظ على مثل هذه الأماكن والإبقاء عليها بصورتها التقليدية مع إجراء بعض ما يلزم من اللمسات التحسينية، كتوفير البنية التحتية اللازمة وزيادة أماكن الجلسات الشعبية والحرص على نظافة المنطقة وسلامة العاملين فيها وتهيئة مواقف للسيارات وممرات لذوي الاحتياجات الخاصة.
كما ينبغي تقديم الدعم اللازم وتيسير القروض دون فوائد لأصحاب الحرف التقليدية وتشجيعهم ليتمكنوا من المحافظة على مشغولاتهم الشعبية وتطويرها. نلاحظ في كثير من دول العالم حرص معظم السياح على زيارة الأسواق الشعبية واقتناء بعض التراثيات الشعبية التذكارية، لأن الدول تختلف فيما بينها في ذلك، وإلا فالعالم متجه إلى التشابه في نمطية الأسواق والمراكز التجارية الكبيرة "المولات" بما تحويه من الماركات العالمية الشهيرة بشكل كبير، أفقد متعة الاختلاف التي كنا نلمسها في أعوام ماضية.
كما أن المحافظة على الأسواق الشعبية تمثل قوة اقتصادية مضافة ويدعم سوق العمل لقطاع كبير من المواطنين وبالأخص كبار السن وبالذات النساء ممن عرفن بإتقان الحرف اليدوية والمشغولات التراثية. تمتاز المملكة بتنوع تراثها ما بين منطقة وأخرى، بل أحيانا بين مدينة وأخرى في المنطقة نفسها وهذا بلا شك يضفي مزيدا من الشغف والإبداع وتلمس عبق التاريخ ويكون مدعاة للسياح للتنقل بين أرجائها والاستمتاع بما تحويه من تراث قلما تجده في بلد آخر.
فمن منا لا يعرف أسواق الديرة أو البطحاء في الرياض أو سوق قابل في جدة ومثلها الجردة في بريدة أو سوق الثلاثاء في أبها أو القيصرية في الأحساء وغيرها كثير. وفي دول الخليج العربي تشتهر مثلا سوق المباركية في الكويت وسوق واقف في قطر والخوانيج في دبي. وأوروبا هي الأخرى تحرص على المحافظة على أسواقها الشعبية مثل شارع بورتو بيللو الشهير في العاصمة البريطانية لندن. إننا نتمنى أن نرى في كل مدينة من مدن مملكتنا الغالية واجهة شعبية تضم سوقا تراثية تكون نقطة إشعاع يلتقي فيها البعد السياحي والاجتماعي والتراثي في مكان واحد.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي