كلنا مسوفون

يعتقد المسوفون المماطلون أنهم سعداء بمماطلتهم وأنهم قادرون على إنجاز ما يطلب منهم في وقت قصير وقياسي قبل الموعد المحدد وفي هذا دلالة على تميزهم، دون أن يدركوا الصراع الذي يدور في عقولهم وتأثير التسويف السيئ في حياتهم النفسية والاجتماعية!
ولمعرفة ما يدور في عقول المسوفين، تخيل تيم إربان الذي يطلق على نفسه "سيد المسوفين" وصاحب مدونة "انتظر لكن لماذا"، أن في دماغ الشخص المسوف ثلاثة كائنات: بشري وأطلق عليه "القرارات العقلاني"، وقرد أطلق عليه "قرد المتعة أو الرضا الفوري"، وثالثهم "وحش الهلع"!
يقول إربان أردت أن أدون عن التسويف والتأجيل وأشرح للعالم، ما يجري في رؤوس الذين يسوفون ويؤجلون أعمالهم، كانت لدي نظرية تقول إن عقول المسوفين حقيقة تختلف عن الأشخاص الآخرين فكلا العقلين يحتوي على "متخذ القرار العقلاني"، لكن عقل المسوف يحتوي أيضا على "قرد المتعة الفورية" الذي يقول لك توقف، كل شيء بخير ويصرف تركيزه عن الإنجاز بتزيين القيام بأي شيء مسل كالانشغال بالجوال أو الأكل أو القيام بأعمال أقل أهمية عدا مهامه الأساسية، بمعنى أن القرد هو الذي يسير المسوف.
هذا القرد لا يبدو كشخص تريده قائدا خلف الدفة. هو يعيش كليا في اللحظة الراهنة، لا يوجد لديه ذاكرة للماضي ولا أدنى معرفة بالمستقبل.. هو يهتم بشيئين فقط: "السهل والممتع" وهذا يتناسب مع عالم الحيوان.
إذ يختلف البشر عن الحيوانات بوجود "متخذ القرار المنطقي"، الذي يعطينا قدرات لا يستطيع أي حيوان القيام بها، نستطيع تخيل المستقبل، والتعلم من الماضي وعمل خطط للمستقبل طويلة المدى، أي إننا نستطيع رؤية الصورة الكاملة.
يحتل المماطلون المربعين الأصفر والأحمر من مصفوفة أزنهاور فينجزون أشياء ربما تكون عاجلة لكنها ليست مهمة أو أشياء غير مهمة أو عاجلة المتعة التي تحصل عليها هناك غير حقيقية، كما يسيطر عليهم الشعور بالذب والقلق والتعاسة... إذا ما الذي يجعل المسوف ينتقل إلى المنطقة الزرقاء التي تحدث فيها أشياء أقل مرح وسهولة لكنها مهمة جدا. لقد تبين أن المسوف لديه ملك حارس، شخص يراقبه دائما وينظر إليه في أظلم وأحلك لحظاته.. "وحش الفزع" الذي يستيقظ قبل الموعد المحدد لتسليم مهامك!
أما التسويف غير المرتبط بموعد نهائي مثل زيارة الأهل أو بدء نظام غذائي أو ممارسة الرياضة أو قطع علاقة سيئة يختفي فيه وحش الفزع ويسيطر الحزن والهم والقلق!

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي