الزوجة الثالثة
بعض البشر يفكرون بطريقة مختلفة حين يتعلق الأمر بهم، ومهما حاولت أن تبين لهم الأمر من زاويته الحقيقية إلا أنهم سيرفضون رفضا قاطعا ويتمسكون بالازدواجية، ولذلك لا تطل الحوار معهم حتى لا يتحول إلى جدال لا طائل منه.
الأسبوع الماضي وصلتني رسالة من زوجة ثانية تقول فيها، "ارتبطت بزوجي قبل عشرة أعوام، حيث كنت أعمل موظفة عنده في شركته، ورغم فارق السن بيني وبينه الذي يزيد على 20 عاما ورغم أنه متزوج ولديه أبناء، إلا أنني وافقت على الزواج منه. كثيرون اعتقدوا أني أنانية و"خرابة بيوت" لأني لم أراع كونه متزوجا، لكن صدقا أنا أحببته بشكل جارف وانبهرت بشخصيته وثرائه وطريقة تعامله الراقية. عشت معه أجمل أعوام عمري وأجبرني على التفرغ له وللمنزل وأنجبت منه طفلين، وكانت الغيرة تأكل قلبي حين يكون مع زوجته الأولى وأبنائه، ولكني كنت أتحمل على مضض. قبل شهرين وصلني خبر من إحدى زميلاتي السابقات في الشركة عن وجود موظفة جديدة يوليها زوجي اهتماما خاصا، وعرفت منها أنها قمة في الجمال والرشاقة والأناقة وتصغر زوجي بأكثر من 30 عاما. بدأت ألاحظ أن زوجي يتأخر كثيرا في العودة إلى المنزل ويطيل الجلوس على هاتفه وتأتيه رسائل تجعله سعيدا وحالما. كان الوضع أكبر من احتمالي فقررت مواجهته بما عرفت، وكم كانت صدمة عمري حين أخبرني أنه تقدم فعلا لخطبتها وسيتزوجها قريبا. حاولت بكل وسيلة ممكنة إفساد هذا الزواج وهددته بترك المنزل أنا وأطفالي، لكن مع الأسف لم يراع مشاعري ويحترم غيرتي عليه وتزوجها. أنا اليوم مقهورة جدا وأشعر بخيانته لي بعد أن ضحيت بشبابي من أجله رغم فارق العمر بيننا ماذا أفعل ؟".
كان ردي عليها، "تقبلي وجود الزوجة الثالثة في حياتك كما تقبلت الزوجة الأولى وجودك في حياتها"، لم يعجبها ما قلته ووصفتني بالمستشارة الأسرية "اللي ما عندها سالفة". مثل هذه الزوجة وغيرها يظنون أن زوايا الحقيقة يختلف النظر إليها حين يتعلق الأمر بهم، ويعتقدون أن اقتناص الفرص التي يحققونها في الحياة هي حقوق مكتسبة لهم حتى إن كان ثمنها احتراق مشاعر الآخرين. كل هذه الأنانية التي "تطفح" بها نفوسهم سيذوقون مرارتها يوما ما، وحينها سيسمعون العالم صوت صراخهم وهم يلعبون دور الضحايا الأبرياء.
وخزة:
"كل قلب احترق بسببك سيعميك يوما رماده".