الطاقة- النفط

سوق النفط مستمرة في تحقيق مكاسب سعرية .. نقص استثمارات وصعوبات في زيادة الإنتاج

سوق النفط مستمرة في تحقيق مكاسب سعرية .. نقص استثمارات وصعوبات في زيادة الإنتاج

عززت "أوبك" إنتاجها بمقدار 90 ألف برميل يوميا بينما بدأ إنتاج روسيا في الركود في نوفمبر.

توقع محللون نفطيون استمرار المكاسب السعرية للنفط الخام خلال الأسبوع الجاري، بعد خمسة أسابيع متتالية من صعود الأسعار بتأثير من المخاطر الجيوسياسية في أوكرانيا وكازاخستان، ما وسع التوقعات بشح الإمدادات في مقابل استمرار تعافي الطلب العالمي، نتيجة تقلص المخاوف من متغير أوميكرون لفيروس كورونا.
وأوضحوا أن صعود الأسعار يكبحه حدوث زيادة غير متوقعة في مخزونات النفط الخام والوقود في الأسبوع الماضي، ما أدى إلى إغلاق التعاملات على تراجع مع الحفاظ على مكاسب أسبوعية بنحو 2 في المائة لخامي القياس العالميين.
وذكر المحللون أن النفط الخام سجل أعلى مستوياته في سبعة أعوام مع توقعات قوية بقرب الوصول إلى مستوى مائة دولار للبرميل خلال العام الجاري، بسبب التوترات على طول الحدود الروسية - الأوكرانية، التى قادت إلى الارتفاع الأخير في الأسعار إضافة إلى الغموض المحيط بموقف الإدارة الأمريكية في حال حدوث غزو روسي، ما يزيد من التقلبات السعرية.
وفي هذا الاطار، يقول لـ"الاقتصادية" روس كيندي العضو المنتدب لشركة "كيو إتش إيه" لخدمات الطاقة، "إن المكاسب الأسبوعية المتوالية للنفط الخام تعود إلى تقلص المخاوف من متغير أوميكرون، الذي جاء تأثيره في استهلاك النفط والوقود محدودا، وفي المقابل تواجه زيادة الإمدادات النفطية صعوبة سواء من داخل "أوبك+" أو خارجها، حتى إن أحدث الإحصائيات تشير إلى أن روسيا - وهي أكبر منتج من خارج "أوبك" - قد لا تكون قادرة على تقديم إلا نحو نصف الزيادات المقررة فقط في إنتاج النفط الخام خلال الأشهر الستة المقبلة".
وأشار إلى أن الأزمة نفسها موجودة لدى بعض المنتجين في "أوبك" خاصة المنتجين الأفارقة والذين يعانون نقص الاستثمارات وصعوبات زيادة الإنتاج، لافتا إلى أن قطاعا كبيرا من المنتجين في "أوبك+" يكافحون للاستجابة لزيادة الطلب خاصة مع انتعاش الطلب على الوقود من تداعيات أزمة الوباء.
من جانبه، يقول دامير تسبرات مدير تنمية الأعمال في شركة "تكنيك جروب" الدولية، "إن شح الإمدادات مقابل تعافي الطلب يعزز توقعات استمرار وتيرة المكاسب القياسية للنفط الخام، وهو ما يترجم إلى ارتفاع معدلات التضخم العلمية إلى أعلى مستوى منذ عقود، وزيادة الأعباء، خاصة على دول الاستهلاك بسبب القفزات المتلاحقة في ارتفاع أسعار الطاقة".
وذكر أنه من المفترض أن تضيف روسيا نحو مائة ألف برميل يوميا من النفط الخام إلى السوق كل شهر، لكن الإضافات توقف في كانون الأول (ديسمبر) الماضي، نظرا إلى تراجع أنشطة الحفر على نحو كبير في العام الماضي، لافتا إلى تقارير دولية تتوقع أن الزيادات الشهرية الفعلية لروسيا لن تتجاوز 60 ألف برميل يوميا في النصف الأول من العام الجاري 2022.
بدوره، يقول بيتر باخر المحلل الاقتصادي ومختص الشؤون القانونية للطاقة، "إن تحالف "أوبك+" يلعب الدور الرئيس في توازن واستقرار السوق ويعمل وفق خطة دقيقة ومدروسة على استعادة الإنتاج الذي توقف خلال اندلاع أزمة الوباء، حيث من المفترض أن يضخ التحالف 400 ألف برميل يوميا إضافية كل شهر، لكن الزيادات الفعلية في الإنتاج تراجعت بسبب عوامل تراوح بين الاضطرابات الداخلية إلى الاستثمار غير الكافي طويل الأجل في عدد من الدول المنتجة".
وأوضح أنه في الشهر الماضي - على سبيل المثال - عززت "أوبك" إنتاجها بمقدار 90 ألف برميل يوميا فقط بينما بدأ إنتاج روسيا في الركود في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، مشيرا إلى أنه في كانون الأول (ديسمبر) انخفض إنتاج "أوبك+" دون حصة النمو المستهدفة.
من ناحيتها، تقول أرفي ناهار مختص شؤون النفط والغاز في شركة "أفريكان ليدرشيب" الدولية "إن "أوبك" سبق أن أطلقت عديدا من التحذيرات من خطورة وتداعيات أزمة نقص الاستثمارات الجديدة خاصة في مشاريع المنبع"، لافتة إلى تقارير دولية تنبه إلى أن استمرار "أوبك+" في الكفاح من أجل تحقيق أهدافها الإنتاجية قد تكون له عواقب اقتصادية سلبية أوسع، خاصة إذا استمرت الوتيرة الحالية القوية من التعافي في الطلب العالمي، حيث ثبت يقينا أن متغير "أوميكرون" لفيروس كورونا له تأثير أكثر اعتدالا في الاقتصاد العالمي مما كان متوقعا في السابق.
ولفتت إلى أن أسعار خام برنت حصدت مكاسب بأكثر من 10 في المائة منذ بداية العام الجاري وربما يكون هناك مزيد من الارتفاعات في الشهور المقبلة، منوهة بتقديرات صادرة عن مجموعة "فيتول" تعد أسعار الطاقة المرتفعة عاملا مهما في زيادة التضخم، وتتوقع عودة مطالبات البيت الأبيض لتحالف "أوبك+" بتعزيز الإمدادات والمساعدة على كبح تكاليف الوقود.
من ناحية أخرى، توقعت وكالة الطاقة الدولية الأربعاء أن يتجاوز المعروض النفطي الطلب قريبا، إذ إن من المنتظر أن يضخ بعض المنتجين الخام عند أعلى المستويات على الإطلاق أو فوقها، فيما يصمد الطلب رغم انتشار المتحور أوميكرون من فيروس كورونا.
من جانب آخر، ذكر تقرير "بيكر هيوز" الأمريكي الأسبوعي المعني بأنشطة الحفر، أن عدد منصات الحفر النشطة في الولايات المتحدة ارتفع بمقدار ثلاث الأسبوع الماضي ليصل إجمالي عدد الحفارات إلى 604، حيث ظلت أسعار النفط أقل بقليل من أعلى مستوياتها في سبعة أعوام.
وأوضح التقرير أن إجمالي عدد الحفارات النشطة كان أعلى بـ226 منصة من عدد الحفارات هذه المرة في 2021، كما انخفضت الحفارات التي تعمل بالنفط من واحد إلى 491، في حين ارتفعت الحفارات الموجهة بالغاز بمقدار أربعة إلى 113.
وذكر التقرير أنه وفقا لإدارة معلومات الطاقة، ظل إنتاج النفط في الولايات المتحدة الأسبوع الماضي عند 11.7 مليون برميل يوميا، ويعد هذا ارتفاعا من 11 مليون برميل في اليوم في بداية 2021.
ونوه التقرير بانخفاض عدد الحفارات في حوض بيرميان بمقدار واحد الأسبوع الماضي، حيث دعت إدارة معلومات الطاقة إلى إنتاج قياسي من حوض بيرميان الشهر المقبل، بأكثر من خمسة ملايين برميل يوميا.
وأضاف التقرير أنه "لم يطرأ أي تغيير على عدد الحفارات في ثاني أكثر الأحواض غزارة في البلاد، إيجل فورد، بينما يبلغ إجمالي عدد الحفارات في برميان الآن 292، مع إجمالي 50 منصة في إيجل فورد".

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الطاقة- النفط