FINANCIAL TIMES

انخفاض قياسي في عدد اليابانيين الذين يصلون إلى سن الـ20

انخفاض قياسي في عدد اليابانيين الذين يصلون إلى سن الـ20

يابانيات يرتدين زيهن الوطني ويلتقطن صورة سيلفي احتفالا ببلوغن سن العشرين.

انخفض عدد المواطنين اليابانيين الذين بلغوا سن الـ20 في العام الماضي إلى مستوى قياسي. وينضم هؤلاء إلى سن الرشد الرسمي في وقت يتضاءل فيه حجم القوة العاملة في البلاد، في ظل نمو فاتر، وتضخم منخفض، وسياسة سعر فائدة صفري.
فقد أظهرت أحدث الأرقام الحكومية أن عدد اليابانيين الذين كانت أعمارهم 20 عاما في الأول من كانون الثاني (يناير) 2022 انخفض 40 ألفا عن العام السابق إلى نحو 1.2 مليون نسمة، وهو أدنى مستوى منذ بدأت الدراسة المسحية في 1968.
يعكس هذا الانخفاض عدم قدرة اليابان المستمرة على عكس اتجاه انخفاض عدد المواليد، وقد بلغ معدل المواليد 1.34 طفل لكل امرأة في سن الإنجاب في 2020، مع ولادة 840 ألف طفل فقط في اليابان في ذلك العام.
انخفض عدد سكان البلاد إلى 126.6 مليون بحلول العام السابق، وهو استمرار لانخفاض مطرد منذ ذروة 2008 التي بلغ فيها عدد السكان نحو 128 مليون نسمة.
أدى الانخفاض في عدد الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 20 عاما إلى تقليص مجموعة "البالغين الجدد" في البلاد إلى 0.96 فقط في المائة وألقى بظلاله على احتفال "يوم الإثنين" الخاص بـ "بلوغ السن القانوني"، ويتسم هذا اليوم، وهو عيد قومي، بالاحتفالات ترحيبا بمن بلغوا 20 عاما من العمر وانضموا بالتالي إلى مزايا ومسؤوليات سن الرشد.
قالت رينا، التي استأجرت رداء كيمونو من أجل المناسبة في مقاطعة شيبويا في طوكيو: "إنني أتطلع للحفل، لكني لست متأكدة إذا كنت متحمسة حقا لأصبح بالغة. يبدو أن لدى اليابان الكثير من المشكلات التي لم يتم حلها قط وأعتقد أنها أصبحت مشكلاتي الآن".
أضافت أنه لم يكن من المريح أن عدد اليابانيين الذين يصلون إلى سن الرشد الرسمي هذا العام سيرتفع مع تخفيض السن القانوني للرشد– السماح للأشخاص بشراء هاتف محمول والتقدم بطلب للحصول على قروض دون موافقة الوالدين– لأول مرة في 140 عاما، تخفيضه من 20 عاما إلى 18 عاما.
تشير دراسات حول مواقف اليابانيين تجاه الوظائف والأعمال إلى أن مشكلات البلاد الديموغرافية القاسية ولدت رغبة في الاستقرار أكثر من أي أمر آخر، فقد أخبر عدد من الشباب في سن الـ20 "فاينانشيال تايمز" أن طموحهم الأساسي هو الانضمام إلى شركة وتجنب المخاطر. وقال عدة أشخاص منهم إن بدء عمل تجاري يمثل قفزة مخيفة إلى المجهول.
ولأسباب مشابهة، فإن دعم الحزب الليبرالي الديمقراطي الحاكم بين الشباب أعلى منه بين الأجيال الأخرى. قال جونجي ناكاجاوا، وهو أستاذ في جامعة تشو جاكوين، إن هذا يعكس وجهة نظر بين الشباب في سن الـ20 بأن المشهد السياسي من غير المرجح أن يتغير على الإطلاق.
قال ناكاجاوا: "إنهم لا يعتقدون أن الاقتصاد سيتحسن في المستقبل لأن الاقتصاد ينمو بوتيرة منخفضة للغاية، حسبما يمكنهم تذكره". أضاف: "زاد عدد الطلاب الذين يرغبون في أن يصبحوا موظفين عموميين محليين أخيرا لأنهم يريدون الاستقرار".
قال طالب يبلغ من العمر 19 عاما، سيتم اعتباره شخصا بالغا بدءا من نيسان (أبريل)، إنه صوت لمرشح الحزب الديمقراطي الليبرالي في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي. أضاف الطالب الذي طلب عدم ذكر اسمه: "نحن حرفيا في حالة طوارئ مع كوفيد - 19، فكيف يمكنني أن أوكل إرادتي فجأة إلى طرف آخر؟ لا يمكنني أن أثق بأحد. لهذا السبب أريد أن تبقى الأمور على ما هي عليه".
كشف تقرير صادر عن مجموعة ماكرومل لأبحاث السوق الأسبوع الماضي، أن الشباب في سن الـ20 كانوا أقل اهتماما بالشأن الدولي وأكثر تركيزا على المستوى المحلي من المجموعات السابقة، وهو اتجاه ربما تفاقم بسبب قيود السفر المطولة الناتجة عن كوفيد - 19.
مقارنة بالعام الماضي، فقد أظهرت الدراسة انخفاضا في عدد الأشخاص، الذين يرغبون في العمل والدراسة في الخارج والعمل مع الأجانب في اليابان وتعلم اللغات الأجنبية. وعلى وجه الخصوص، نسبة أولئك الذين أرادوا "استخدام اللغة الإنجليزية للحصول على وظيفة" تراجعت 10.6 نقطة من ذروتها في 2020، وهبطت إلى 38 في المائة.
قال يوكي موروهاشي، المدير التمثيلي لمجموعة ضغط مؤتمر شباب اليابان، إن المزاج السائد بين البالغين الأصغر سنا في اليابان هو حالة يأس منخفضة المستوى.
أضاف: "لم يعد لديهم شعور بأن اليابان ستنهض لأنهم لم يشهدوا نموا منذ ولادتهم، لكنهم لا يعتقدون أنها ستنخفض كثيرا أيضا. لا توجد توقعات أو خيبات أمل كبيرة".

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES