السفر واضطراب النوم

السفر أصبح أمرا لا غنى عنه لكثير من الناس سواء أكان للعمل، أو السياحة، أو الدراسة أو العلاج أو غير ذلك وأصبح التنقل في الجو بين مختلف القارات أمرا مألوفا فنتج عن ذلك ما يعرف باضطراب النوم Jet Lag، الذي يعرف علميا بأنه اضطراب يحدث للساعة البيولوجية في الجسم بسبب الرحلات الجوية الطويلة.
ينشأ بسبب اختلاف التوقيت بين دولة المغادرة والدولة التي يتم السفر إليها. وبجانب اضطراب النوم تشمل أعراضه الإرهاق وصعوبة التركيز أو العمل بالمستوى المعهود وقد يشمل مشكلات في الجهاز الهضمي وتغيرات في الحالة المزاجية، أي أن يشعر المسافر عند وصوله إلى وجهته أنه ليس على ما يرام! وبالطبع فإن هذه الأعراض تختلف من شخص إلى آخر حسب السن والحالة الصحية العامة وبعد المسافة التي يقصدها المسافر.
يشير العلماء إلى أن ضوء الشمس هو المؤثر الرئيس في الساعة الداخلية للإنسان، وذلك لأن الضوء يؤثر في تنظيم الميلاتونين وهو الهرمون الذي يساعد على ضبط تزامن الخلايا في جميع أنحاء الجسم، ولذا فإنه من بين أسباب الوقاية من اضطراب النوم المرتبط بالسفر أن يتم ضبط معدل التعرض للضوء الساطع، وذلك لتسهيل التعود على المكان الجديد، وبوجه عام تشير الدراسات إلى أنه إن كان السفر في اتجاه الغرب فإن التعرض للضوء ينبغي أن يكون في المساء، في حين أن التعرض لضوء الصباح يسهم في التعود بشكل أسرع إذا كان السفر في اتجاه الشرق.
ومن طرق الوقاية الوصول مبكرا وبالأخص إذا كان السفر للعمل بحيث يبقى الإنسان هناك يومين أو ثلاثة لإعطاء الجسم فرصة للتكيف. كما يلزم أخذ قدر كاف من الراحة قبل الرحلة لأن الحرمان من النوم يؤدي إلى تفاقم اضطراب الرحلات الجوية الطويلة. ومن المهم أيضا أن يتم ضبط جدول مواعيد النوم بصورة تدريجية قبل المغادرة، أي إذا كان السفر في اتجاه الشرق فيبكر بالخلود إلى النوم بمعدل ساعة يوميا كل ليلة لبضعة أيام قبل السفر، أما إن كان السفر في اتجاه الغرب فيؤخر موعد النوم بمعدل ساعة واحدة.
كما ينصح بضبط الساعة على التوقيت الجديد قبل المغادرة بقليل والحرص على تجنب النوم عند الوصول حتى يحل وقت المساء بالتوقيت المحلي، وينصح بشرب الماء وتجنب المنبهات ما أمكن ذلك وأيضا تجنب الوجبات الثقيلة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي