Author

تيقن من «السلوقن»

|

قبل أعوام تقدمت شركة استشارية بمقترح لمشروع تجاري لمصلحة إحدى الجهات الخيرية في المملكة، وكان الهدف في غاية النبل، إذ كانت صالة أفراح تقدم خدمات نوعية للعرسان وتدعم ذوي الدخل المحدود، فضلا عن توفير مورد مالي "محرز"، وكانت الفكرة ناجحة ابتداء على الورق، وبدأ العمل على هذا الأساس وانتهى بقص شريط الافتتاح وتوزيع "تورتة" الوقف الخيري وبعد مغادرة الجميع أطفئت الأنوار ولم تفتح منذ ذلك اليوم!
اضطرت الجهة إلى الاستعانة بشركة تسويق وانكبت تعيد دراسات الجدوى وفسرت سبب الفشل إلى أمر صغير الحجم عظيم الأثر لم يستطع الاستشاري اكتشافه، لأنه نظر من زاوية تجارية بحتة بعيدة كل البعد عن نظرة المسوق المحترف، وكانت القشة التي قصمت ظهر البعير، إذ لم يتناه اسم القاعة إلى القائمين على المشروع وارتباطه ذهنيا باسم الجمعية الخيرية وكان سبب الإحجام عن إقامة المناسبات الخاصة فيه.
إن أعظم الإعلانات أثرا تلك المحفورة في ذاكرة الجماهير ومتأكد أنه يتراءى إلى البعض إعلانات راسخة صوتا وصورة وفي المقابل فإن الإعلان قادر على خسف أي مشروع بالكامل، فالسمات البصرية والشعارات من أقوى وسائل الدعاية والتأثير الذي يتعين أن يختار بعناية فائقة.
إن الأسماء والشعارات والعبارات الملهمة والجاذبة slogan كفيلة بدفع المشاريع نحو القمة أو الهاوية وهنا يبرز نموذجان الأول كان عن حملة قامت بها شركة نايك الشهيرة من أجل التفوق على منافستها ريبوك وصنع جمهور جديد يتعدى حدود الماراثون المسجونة فيه منذ أعوام، واستخدمت شعارا ملهما لغرض تجاوز المساحة الجماهيرية وهو "افعلها فقط" وحققت نجاحا باهرا وتجاوزت مبيعاتها عشرة مليارات دولار سنويا بعد أن كانت لا تتجاوز 800 مليون دولار سنويا وما زالت هذه العبارة البسيطة ملهمة حتى اليوم.
النموذج الثاني عن شركة كوكاكولا حينما عانت انخفاض مبيعاتها لجأت إلى أسلوب في غاية الذكاء بطبع الأسماء في العبوات واستغلت مبدأ الفردانية ووضعت شعار "شارك كوكاكولا" وجذبت الجماهير بأسمائهم عبر أكثر من 150 اسما شائعا في عدة قارات واختارت الأسماء الأكثر انتشارا على الجزء الأمامي من الزجاجات بخط ماركة كوكاكولا، وأضافت ميزة طلب الأسماء الخاصة عبر موقعها على الإلكتروني مثل الأسماء المستعارة والشعارات الخاصة، ثم انتشرت في جميع أنحاء العالم.
لذا عزيزي التاجر قبل تدشين مشروعك دشن "السلوقن" وتيقن منه بطريقة ذكية وملهمة وواضحة.

إنشرها