أخبار اقتصادية- عالمية

تفشي الوباء قد يفسد فرحة الهند في استعادة لقب أسرع نمو اقتصادي

تفشي الوباء قد يفسد فرحة الهند في استعادة لقب أسرع نمو اقتصادي

توقّعات بتعافى الاقتصاد الهندي بقوة بعدما سجّل انكماشا 7.3 في المائة العام الماضي.

تتجه الهند إلى استعادة مكانتها كأهم اقتصاد سريع النمو في العالم، لكن المخاوف المحيطة بعودة الزيادة في تفشي فيروس كورونا قد تفسد هذه الفرحة.
ورفعت الهند أمس توقعاتها للنمو للعام المالي الحالي إلى 9.2 في المائة، رغم ازدياد عدد الإصابات بكوفيد الذي يهدد تعافي ثالث أكبر اقتصاد في آسيا.
وبحسب "الفرنسية"، توقع المكتب الوطني للإحصاءات، أن يتعافى الاقتصاد الهندي بقوة بعدما سجل انكماشا نسبته 7.3 في المائة العام الماضي، إثر موجة وبائية أسفرت عن عدد كبير من الوفيات والإصابات.
لكن خبراء الاقتصاد لفتوا إلى أن تفشي الوباء مجددا قد يهدد التعافي الاقتصادي هذه المرة أيضا.
وسجلت الهند 117100 إصابة جديدة بكوفيد الجمعة، لتتخطى الحصيلة اليومية عتبة 100 ألف لأول مرة منذ حزيران (يونيو) 2021.
وأفاد مادان سابنافيس كبير خبراء الاقتصاد لدى "كير للتصنيف"، أن من الواضح أن الأرقام الصادرة عن المكتب الوطني للإحصاء لم تأخذ تأثير موجة كوفيد الحالية في الحسبان.
وامتنعت حكومة رئيس الوزراء ناريندرا مودي عن الإعلان عن أي تدابير إغلاق واسعة على مستوى البلاد في وقت تسعى للحد من الانعكاسات الاقتصادية للموجة الوبائية الحالية.
وقالت أديتي نايار كبيرة خبراء الاقتصاد لدى وكالة ICRA للتصنيف، إن "التأثير على نمو إجمالي الناتج الداخلي سيعتمد على مدى تمديد القيود في أنحاء الولايات خلال الأسابيع المقبلة".
وتعد أرقام المكتب أقل من آخر التوقعات الصادرة عن صندوق النقد الدولي، الذي توقع نمو إجمالي الناتج الداخلي الهندي 9.5 في المائة في العام المالي الحالي الذي ينتهي في آذار (مارس) 2022.
وقدر المصرف المركزي الهندي أيضا، أن نمو إجمالي الناتج الداخلي للبلاد 9.5 في المائة العام الجاري "ما لم تشهد الهند ارتفاعا في عدد الإصابات بكوفيد".
لكن على الرغم من التعافي الظاهر لنسب النمو في الهند بعد الموجة الثانية، إلا أن مؤشرات اقتصادية أخرى لا تزال تواجه ضغوطا.
وبلغ معدل البطالة أعلى مستوى له منذ أربعة أشهر ليسجل 7.9 في المائة في كانون الأول (ديسمبر)، وفق بيانات "مركز مراقبة الاقتصاد الهندي"، وذلك حتى قبل الموجة الوبائية الثالثة.
وبدأت الهند الأسبوع الجاري تطعيم الفتيان البالغة أعمارهم بين 15 و18 عاما لأول مرة، فأعطت أكثر من 12 مليون جرعة منذ 3 كانون الثاني (يناير).
في المجمل، أعطى البلد الذي يعد 1.3 مليار نسمة نحو 1.5 مليار جرعة، إذ تلقى 61 في المائة من البالغين الجرعتين، وفق وزارة الصحة.
وفيما لا يزال هناك ربع آخر في السنة المالية، إضافة إلى أن أجزاء من الاقتصاد تواجه بالفعل قيودا جديدة للحد من انتشار متحور أوميكرون، يرجح أن تخضع التقديرات للمراجعة.
يأتي ذلك في وقت تعتزم فيه الحكومة الهندية مراجعة وتعديل قواعد الاستثمار الأجنبي المباشر قريبا، بهدف تسهيل عمليات الطرح العام الأولي المقترحة من جانب شركة "لايف إنشورانس كورب أوف إنديا" للتأمين على الحياة والمملوكة للدولة، حسبما قال جاين أنوراج أمين تشجيع الصناعة والتجارة الداخلية للصحافيين في موجز صحافي افتراضي.
ونقلت وكالة بلومبيرج للأنباء عن جاين قوله إن الحكومة تقوم أيضا ببلورة سياسة لتجارة التجزئة وقطاع التجارة الإلكترونية، رغم أنه من المستبعد إحداث أي تغيير على سياسة الاستثمار الأجنبي المباشرة لقطاع التجارة الإلكترونية.
ومن المقرر أن يتم تسريع تطوير ممرات صناعية، واستخدام منصة واجهة موحدة للنقل والإمداد لوضع خريطة تحدد مواقع البنية التحتية المادية.
وقال جاين إن وزارة التجارة والصناعة الهندية ستطلق مؤشرا جديدا لأسعار البيع بالجملة مع اتخاذ 2017 / 2018 كعام أساس بنهاية العام الحالي.
وأضاف أن الحكومة لم تلحظ تأثيرا كبيرا لمتحور أوميكرون على النمو الاقتصادي للبلاد.
وتعتزم الهند السماح بضخ 20 في المائة استثمارا أجنبيا مباشرا في شركة "لايف أنشورانس كورب أوف إنديا".
يشار إلى أن 44 شركة ناشئة في الهند دخلت نادي المليار دولار خلال العام الماضي.
وكان 2021 عاما ممتازا لسوميت جوبتا. فخلاله احتفل بعامه الـ30 وودع العزوبية، كما تخطت قيمة شركته الناشئة "كوين دي سي إكس" التي أسسها في الهند، عتبة مليار دولار.
فبعد العمل بلا هوادة في خضم الجائحة في تمويل وتطوير الشركة، وهي منصة متخصصة في العملات الرقمية، أخذ فريقه أخيرا بضعة أيام من الراحة احتفالا بالحدث على أحد شواطئ مدينة جوا على سواحل الهند الغربية.
ويقول جوبتا "هذا الأمر يحمل منفعة كبيرة للجميع"، مضيفا "مسيرتنا كانت مشوقة للغاية. لقد تعلمت كثيرا. ونتوقع مستقبلا مشرقا للهند". في المحصلة، حازت 44 شركة هندية في 2021 تصنيف "يونيكورن" (شركات ناشئة مقدرة بمليار دولار أو أكثر)، مستفيدة من اهتمام كبير من المستثمرين الدوليين.
واستثمرت الصناديق الأجنبية أكثر من 35 مليار دولار في الشركات الناشئة الهندية عام 2021، أي أكثر بثلاث مرات من 2020، وفق بيانات جمعتها منصة "تراكشن" لتحليل شركات التكنولوجيا. ويتم إنفاق مبالغ طائلة في قطاعات الابتكار، من المال إلى الصحة مرورا بألعاب الحظ.
ويقول سيدهارث ميهتا مؤسس شركة الاستثمار "باي كابيتال بارتنرز" إن "الهند متأخرة عن الصين بـ13 أو 14 عاما من حيث حجم السوق". ويشير إلى أن "السوق الرقمية في الهند أقل من 100 مليار دولار في اليوم، لكن يمكن أن تصل بسهولة إلى ألف أو ألفي مليار في عشرة أو 15 عاما".
ومن بين المجموعات التي تبدي اهتماما متزايدا بالهند، شركة سوفت بنك اليابانية العملاقة التي استثمرت ثلاثة مليارات دولار في البلاد هذا العام، و"تنسنت" و"علي بابا" الصينيتان، والصندوقان الأمريكيان سيكويا كابيتال وتايجر جلوبال.

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من أخبار اقتصادية- عالمية