أخبار اقتصادية- عالمية

استحواذات وتحالفات في قطاع السيارات .. منافسات جديدة

استحواذات وتحالفات في قطاع السيارات .. منافسات جديدة

يشهد قطاع السيارات العالمية توسعا في خططه المستقبلية لرسم ملامح أعماله في الفترة المقبلة، عبر استحواذات وتحالفات لإعادة هيكلة مجالاته وتطوير برمجياته، التي ستكون ساحة المنافسة الجديدة بين شركات السيارات.
واتفقت مجموعة صناعة السيارات الأوروبية الأمريكية ستيلانتس وشركة التجارة الإلكترونية الأمريكية أمازون على التعاون بينهما لتطوير برمجيات للسيارات، وشراء الأخيرة لسيارات فان كهربائية من ستيلانتس لاستخدامها في خدمات توصيل البضائع إلى العملاء.
وستتعاون مجموعة ستيلانتس، التي تضم شركات فيات الإيطالية وبيجو ستروين الفرنسية وكرايسلر الأمريكية، مع أمازون في تطوير التكنولوجيا الرقمية واستخدام خدمة الحوسبة السحابية لدى أمازون.
وأشارت وكالة "بلومبيرج" للأنباء إلى أن أمازون ستصبح أول عميل تجاري للسيارة الكهربائية الجديدة رام برو ماستر التي تستخدم في خدمات توصيل البضائع والمقرر طرحها في الأسواق 2023.
وقال أندي جاسي، الرئيس التنفيذي لشركة أمازون في بيان "سنضع الأساس لشركة ستيلانتس للتحول من شركة صناعة سيارات تقليدية إلى قائد عالمي في التطوير والهندسة المعتمدة على البرمجيات".
وذكرت ستيلانتس وأمازون أنهما تعملان على تقديم حلول لمنصة قمرة قيادة رقمية باسم ستلا سمارت كوكبيت بدءا من 2024.
وستركز هذه التكنولوجيا على المعلومات وسيتم إضافتها إلى السيارات الكهربائية المزودة بتكنولوجيا القيادة الذاتية، مع تحول صناعة السيارات العالمية بعيدا عن المحركات التقليدية والتركيز على المحركات الكهربائية.
وأشارت "بلومبيرج" إلى أن تركيز ستيلانتس على تحقيق إيرادات من تنزيل البرمجيات وتحديثات خدمات مثل أنظمة الملاحة والصيانة يشير إلى أن البرمجة وأنظمة الكمبيوتر ستكون ساحة المنافسة الجديدة بين شركات السيارات.
إلى ذلك، يعتزم بنك "سوسيتيه جنرال" الفرنسي إعادة هيكلة أعماله في مجال تأجير المركبات وإدارة الأساطيل من خلال عملية استحواذ بالمليارات.
وأعلن البنك أن قسمه الخاص بتأجير السيارات "إيه إل دي" وافق على الاستحواذ على الشركة المنافسة "ليز بلان" مقابل 4.9 مليار يورو (5.5 مليار دولار) من مالكيها الحاليين، وهم كونسورتيوم تقوده "تي دي آر كابيتال"، ومقرها لندن.
وبحسب "الألمانية"، من المقرر إتمام الصفقة المحتملة عن طريق أسهم ونقد.
وبعد الصفقة، سيصبح سوسيتيه جنرال مالكا لما يزيد قليلا على نصف أسهم كيان التأجير المدمج، الذي سيدير 3.5 مليون سيارة.
وبلغت حصة البنك أخيرا في "إيه إل دي" أقل من 80 في المائة. وكان المصرف قد اشترى الشركة في 2001 وبدأ في طرحها في 2017. ووصلت القيمة السوقية للشركة حاليا إلى 5.3 مليار يورو.
كانت مجموعة فولكسفاجن الألمانية تمتلك حصة كبيرة في ليز بلان، إلى أن باعتها في 2016.
وفي سياق متصل بالقطاع، اختارت شركة صناعة السيارات السويدية فولفو كارز ولاية كاليفورنيا الأمريكية لكي تكون أول سوق تطرح فيه أحدث تقنياتها في مجال القيادة الذاتية للسيارات، قبل طرحها في باقي الأسواق.
وقالت الشركة السويدية إن الطرح الرسمي للتقنية الجديدة، التي يطلق عليها اسم (رايد بايلوت) يتوقف على الانتهاء من الاختبارات الداخلية لضمان أعلى معدلات السلامة والأمان، إضافة إلى الحصول على الموافقات اللازمة من السلطات المحلية في مختلف الأسواق.
ونقل موقع أوتوموتيف نيوز المتخصص في موضوعات السيارات عن هنريك جرين مدير الإنتاج في فولفو كارز المملوكة لمستثمرين صينيين القول إن المقرر بدء التشغيل التجريبي للتكنولوجيا الجديدة في كاليفورنيا بحلول منتصف العام الحالي.
ومن المقرر إتاحة تكنولوجيا "رايد بايلوت" كاشتراك إضافي في السيارات الكهربائية الجديدة، التي تطورها الشركة والتي ستدخل حيز الإنتاج في وقت لاحق من العام الحالي في مصنع شركة فولفو بالقرب من مدينة شارلستون في ولاية ساوث كارولينا الأمريكية.
وأشارت فولفو في وقت سابق إلى أن أسماء سياراتها الكهربائية الجديدة لن تكون عبارة عن حرف ورقم، كما اعتادت الشركة مع سياراتها التقليدية. وقال هاكان صامويلسون، الرئيس التنفيذي للشركة في تموز (يوليو) الماضي إنهم سيطلقون على السيارة الجديدة اسما كالذي يطلق على طفل.
من ناحيته، قال جرين إن الشركة ما زالت تبحث قيمة الاشتراك الذي سيدفعه العميل للاستفادة من تقنية "رايد بايلوت"، مشيرا إلى أنه يتوقع إقبالا قويا عليها بمجرد طرحها على نطاق واسع.
إلى ذلك، أعلنت شركة تصنيع السيارات الفيتنامية "فينفاست"، أمس، رغبتها في تصنيع سياراتها، التي تعمل بالطاقة الكهربائية في ألمانيا.
وقالت شركة "فينفاست"، في بيان لها إنها تعمل مع "وكالة التجارة والاستثمار الألمانية" للترويج للاقتصاد، للبحث عن موقع لإقامة مصنع لسياراتها وحافلاتها الكهربائية.
من جانبه، قال الرئيس التنفيذي لشركة "فينفاست"، لي تي تو توي: "لقد انتهى عصر شحن السيارات إلى جميع أنحاء العالم، ولا سيما منذ تفشي جائحة كورونا .. يجب أن يكون المصنع قريبا من السوق من أجل كسب العملاء". جدير بالذكر أن إنشاء موقع في الدولة صاحبة أكبر اقتصاد في أوروبا، سيمثل علامة فارقة مهمة بالنسبة للشركة.
ولم يذكر البيان المشترك تفاصيل بشأن حجم أو معايير المشروع أو جدوله الزمني.
بدورها، نجحت مجموعة جنرال موتورز أكبر منتج سيارات في الولايات المتحدة في توقيع عقدين لمصلحة قطاع برايت دروب، الذي يطور سيارات فان كهربائية تستخدم في خدمات توصيل البضائع مع شركة فيدكس للنقل والخدمات اللوجستية وسلسلة متاجر التجزئة وول مارت.
وبحسب موقع موتور تريند المتخصص في موضوعات السيارات، فإن شركة برايت دروب تقدم أيضا خدمات البرمجة والخدمات اللوجستية لمديري أساطيل سيارات التوصيل التي تنتجها.
وعقد مسؤولو فيدكس وول مارت مؤتمرا افتراضيا مع ماري بارا الرئيس التنفيذي لمجموعة جنرال موتورز للإعلان عن التعاقدات الجديدة.
وطلبت فيدكس 500 سيارة برايت دروب إي.في 600 لخدمات التوصيل في العام الماضي، في حين حجزت 2000 سيارة أخرى تتسلمها خلال الأعوام القليلة المقبلة لتشغيلها في خدمة فيدكس إكسبريس لتوصيل البضائع إلى العملاء.
وتسلمت فيدكس أول خمس سيارات من طراز إي.في 600 في الشهر الماضي، وهي تعمل حاليا. ومن المنتظر أن تتسلم مزيدا من السيارات كل أسبوع.
من ناحيتها، تعاقدت "وول مارت" على شراء سيارات برايت دروب طرازي 2023 و2024 على أن تبدأ تسلمها خلال العام المقبل.
و"جنرال موتورز" أعلنت في وقت سابق إنشاء شركة برايت دروب خلال معرض لاس فيجاس الدولي للإلكترونيات في العام الماضي. ونجحت الشركة الجديدة في تطوير وبدء تسليم سيارتها الكهربائية إي.في 600 خلال 20 شهرا لتكون السيارة الأسرع في طرحها في السوق في تاريخ "جنرال موتورز".
يأتي ذلك في وقت أظهرت فيه بيانات شركة صناعة السيارات اليابانية نيسان موتور تراجع مبيعاتها في الصين خلال كانون الأول (ديسمبر) الماضي 20.8 في المائة سنويا إلى 133803 سيارات، في حين تراجعت مبيعات الشركة اليابانية في السوق الصينية خلال العام الماضي ككل 5.2 في المائة، مقارنة بالعام السابق إلى 1.38 مليون سيارة.
ونقلت وكالة "بلومبيرج" للأنباء عن سوهي يامازاكي كبير نواب رئيس نيسان القول "حققنا أهدافنا ومستهدفاتنا في 2021 رغم التحديات العديدة، التي واجهناها ومنها جائحة فيروس كورونا المستجد وارتفاع أسعار المواد الخام ونقص إمدادات الرقائق الإلكترونية".
يأتي ذلك في حين يتوقع تقرير أصدرته شركة الصين الدولية لرأس المال أن يحافظ طلب المستهلكين على صناعة السيارات الصينية على نمو ثابت في العام الحالي.
وبحسب بيانات التقرير، التي نقلتها وكالة أنباء الصين الجديدة "شينخوا"، فإنه من المتوقع أن يبلغ حجم مبيعات السيارات 27.22 مليون وحدة في 2022، بارتفاع 6.2 في المائة على أساس سنوي.
وبشكل أكثر تفصيلا، ستنمو مبيعات الجملة لسيارات الركاب 8.1 في المائة على أساس سنوي إلى 22.76 مليون وحدة، بينما يتوقع أن يتراجع حجم مبيعات المركبات التجارية 2.2 في المائة إلى 4.46 مليون وحدة.
ووفقا للتقرير، سيبلغ حجم مبيعات الدراجات الكهربائية 54 مليون وحدة في العام الحالي، لتقفز 14.9 في المائة، مقارنة بالعام الماضي.
إلى ذلك، من المتوقع أن تظهر أرقام جديدة أن الطلب على السيارات الجديدة في بريطانيا ارتفع 1 في المائة العام الماضي، على الرغم من ارتفاع مبيعات السيارات الكهربائية.
ونقلت وكالة "بي إيه ميديا البريطانية" عن رابطة مصنعي وتجار السيارات القول إنه تم تسجيل 1.65 مليون سيارة جديدة 2021، مقارنة بـ1.63 مليون سيارة عام 2020.
وقال رئيس الرابطة مايك هاويس إن هذه "صورة قاتمة" و"ليست ما كنا نتمناه".
وأرجع ذلك إلى إخفاق القطاع في التعافي بصورة أقوى من 2020، أسوأ عام للقطاع منذ 1992، في ظل النقص العالمي لأشباه المواصلات وتداعيات جائحة كورونا.
وأضاف هاويس "النصف الأول من العام كان يخضع لإجراءات الإغلاق، وعلى الرغم من خدمة كليك آند كولكيت الإلكترونية، وتعزيز القطاع لإجراءات التوصيل، كان ذلك يمثل بداية صعبة للعام".
وذكر أن الأمور "لم تتحسن بصورة كبيرة" خلال الستة أشهر اللاحقة "بسبب نقص الإمدادات".
ووصف هاويس زيادة شعبية السيارات الكهربائية "بالأمر القوي للغاية والمشرق في الأفق".
وكان العام الماضي الأفضل بالنسبة للسيارات الكهربائية، حيث تم تسجيل 305 آلاف سيارة، ما يمثل نحو سيارة ضمن كل ست سيارات جديدة تم بيعها.

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من أخبار اقتصادية- عالمية