Author

الأمل ودوره في الحياة

|

الأمل كلمة قليلة الأحرف، لكنها عظيمة المعنى، إذ تتوقف عليها كل حركة يقوم بها الإنسان. الأمل عنصر أودعه الله في بني البشر ليعيشوا حياتهم متفائلين مقاومين لليأس والقنوط، على الرغم مما قد يعتريهم من ظروف قاسية، وهم بهذا يمتلكون المكون الذي من خلاله يتطلعون إلى أن يصبح الظلام نورا واليأس أملا وفرحة. نعم الحياة من طبيعتها أنها لا تستقيم على حال، فهي كثيرة التقلب ففيها الخير والشر والسرور والحزن، والأمل واليأس. حذر الشارع سبحانه من اليأس والقنوط، "قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله.. الآية"، وقال: "ومن يقنط من رحمة ربه إلا الضالون.. الآية". قد يظن البعض أن التفاؤل والأمل شيء واحد وهذا غير صحيح، إذ إن التفاؤل يقف عند حد الإيمان بأن الأمور ستصبح على ما يرام، بينما الأمل يمتد إلى اتخاذ خطوات نحو تغيير هذه الأمور.
الأمل نافذة قد تبدو صغيرة، لكنها تفتح آفاقا واسعة في الحياة، فبالأمل تنبعث في روح الإنسان القوة والحركة التي تؤهله لتحقيق أهدافه والعكس صحيح، إذ إنه حين يغيب الأمل فإن الروح تصبح هزيلة يائسة ضعيفة.
الأمل يسقي جذور الحياة لتورق الشجرة وتزدهر وتثمر، خلاف اليأس الذي يصيبها بالجفاف، ولذا فإن الأمل واليأس ضدان لا يلتقيان أبدا.

أعلل النفس بالآمال أرقبها
ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل

ولي أمل في الله تحيا به المنى
ويشرق وجه الظن والخطب كاشر
فقد يستقيم الأمر بعد اعوجاجه
وتنهض بالمرء الجدود العواثر


والأمل ليس مقصورا على الأفراد فحسب، بل يمتد ليشمل المجتمعات والأمم، فضعف المجتمعات وقوتها ليس أمرا ثابتا، وإنما هو سنن كونية تعتمد على قدرة المجتمع على الأخذ بما ينهض به. "وتلك الأيام نداولها بين الناس.. الآية".
ليحقق الإنسان الأمل عليه أن يبذل الأسباب وأن يبث في قرارة نفسه أن الأمور ستصبح على ما يرام، وأن يمتلك الثقة والإيجابية، فقد قيل: إن الناس معادن تصدأ بالملل وتتمدد بالأمل وتنكمش بالألم. قد تضطر ظروف الحياة الإنسان أن يرجع خطوة للوراء وهذا ليس بمستغربن وإنما يجب أن يدرك الإنسان أن السهم يحتاج إلى الرجوع للوراء قليلا لينطلق من كنانته. لذا عليه ألا يستسلم للظروف، وإنما عليه أن يطوعها لتحقيق أهدافه وطموحاته.

اخر مقالات الكاتب

إنشرها