Author

وجهة عالمية في قلب جدة التاريخية

|
ترقد جدة عند أقدام البحر الأحمر وتتميز بخصائص قديمة مثل قدم أبرق الرغامة وبني مالك، وموقعها على رصيف البحر الأحمر جعلها تطل على كل المدن السعودية، لكن الغريب أن جدة المغلقة على نفسها جغرافيا هي المنفتحة تاريخيا على كل دول العالم.
خلال الأسبوع الماضي أهدى ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى أهالي جدة مشروع وسط جدة، وهو يعد أحد المشاريع المهمة المفعمة بالعوائد الاقتصادية والاستثمارية والاستفادة من التاريخ وثقافة المدينة وأيضا تحقيق هدف جودة الحياة وجلب السعادة، والمشروع هو تطوير إيكولوجي ثقافي تنويري شامل لوسط جدة، والأهم أنه تم تشكيل مجلس إدارة المشروع برئاسة الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ما يعني أهمية كبرى لهذا المشروع التطويري التجاري.
وهنا لا بد أن تكون هناك وقفة لنعرف تفاصيل عن هذا المشروع طبقا لما أدلى به المهندس أحمد السليم الرئيس التنفيذي لشركة وسط جدة للتطوير من شرح تفصيلي عن مراحل التخطيط لتنفيذ المشروع.
والناظر والمتمعن من غايات تخطيط المشروع أنه يمر بمراحل متعددة تبدأ بدراسة العرض والطلب في السوق، ثم تحديد فئات الأصول من منشآت ترفيهية ورياضية ضخمة، وسكن، ودور ضيافة، ومكاتب، ومطاعم، وكافيهات، ثم تحديد حجم الاستثمارات المالية اللازمة لتنفيذ المشروع بمستوى عال من الجودة والتخطيط. ولعلنا نلاحظ أن التكلفة الإجمالية الأولية لمشروع وسط جدة الذي كان يطلق عليه اسم "داون تاون جدة" تصل إلى 75 مليار ريال، ما يعني أن هذا المبلغ الضخم وراءه تنفيذ من نشاطات متنوعة ويتضمن تطوير 5,7 مليون متر مربع ذات إطلالة مباشرة على البحر الأحمر، أي إن المشروع يهدف إلى توفير وجهة عالمية في قلب جدة التاريخية، حيث يضم المشروع أربعة معالم رئيسة عالمية هي: دار أوبرا، متحف، استاد رياضي، مارينا، وأحواض ومزارع مرجانية خلابة.
وسيسهم المشروع في تطوير أكثر من عشرة مشاريع نوعية في قطاعات حيوية "سياحية، رياضية، ثقافية، ترفيهية"، إضافة إلى مناطق سكنية عصرية تضم 17 ألف وحدة سكنية مع مشاريع فندقية متنوعة توفر أكثر من 2700 غرفة، إضافة إلى مشاريع متنوعة لقطاع الأعمال، ويهتم المشروع بتجسيد الهوية الثقافية، والفنون المعمارية المتميزة الأصيلة لمدينة جدة الخلابة بقالبها العصري والمتجدد، مع مراعاة تطبيق أحدث التقنيات، وأعلى معايير الجودة والمحافظة على البيئة النظيفة بعيدا عن تلويث الحياة العامة في محيط جدة الذكية. كل هذه المواصفات التطويرية والبناء السياحي يعكس مدى ما سيدخله هذا المشروع من مزايا تجارية تزيد من حركة المدينة باعتباره منفذا بحريا للسعودية ويمر عليها كثير من الزوار والسياح والمسافرين خارجيا وداخليا.
واعتمد مشروع وسط جدة تصاميم معاصرة مستوحاة من العناصر والمكونات المعمارية التاريخية لمدينة جدة التراثية، ولقد شارك في تصميم المخطط العام لمشروع وسط جدة أكثر من 500 مهندس واستشاري يمثلون خمسة من أفضل دور الخبرة في العالم، وسيسهم المشروع بآلاف الفرص الوظيفية والنوعية والمختصة في قطاعات اقتصادية واعدة في مجالات مثل الثقافة، والرياضة، والترفيه، والسياحة، والتقنية وغيرها من فنون العصر الحديث.
ولذلك نستطيع القول: إن مشروع وسط جدة الذي سينفذ بمباركة وإشراف الأمير محمد بن سلمان هو مشروع من مشاريع جودة الحياة الحيوية وتحقيق السعادة، وهو مشروع تنموي استثماري من الدرجة الأولى، حيث إنه سيفتح مجالات العمل لكثير من الشباب والشابات.
وسيسهم المشروع في توفير نمط حياة معاصر وخيارات ترفيهية عالمية حتى يتناغم مع الأهداف الرئيسة لرؤية السعودية 2030، التي تستهدف توفير اقتصاد مزدهر ومتنوع، ومجتمع نابض بالحياة، مع توفير أفضل أنماط الحياة للسكان والزوار، فضلا عن المساحات الخضراء والأماكن المفتوحة والخدمات العامة التي ستمثل 40 في المائة من مساحة مشروع وسط جدة، بجانب توفير مناطق بيئية مخصصة لممارسة رياضة المشي والحد من كثافة المركبات الضارة بالبيئة والملوثة للمناخ.
وليس هذا فحسب، بل سيضم المشروع مرسى عالميا "مارينا" ومنتجعات بمواصفات عالمية مهيأة لاستقبال اليخوت من داخل وخارج المملكة، كما يتضمن المشروع مجموعة كبيرة من الفنادق والمطاعم والمقاهي العالمية الفاخرة، والخيارات المتنوعة للتسوق، إضافة إلى توفير مشاريع سكنية عصرية تقدر بنحو 17 ألف وحدة سكنية، إلى جانب البنية التحتية المتطورة، والمرافق والخدمات المتقدمة لتقديم أنشطة ثقافية، وفنية، وترفيهية راقية على مستوى عالمي لمجتمع مفعم بالحيوية، مقبل على الحياة، والمشروع عموما يؤكد الحراك الاقتصادي المستمر، ويركز على الشراكة الفاعلة مع القطاعين الحكومي والخاص للاستفادة من الموقع الاستراتيجي للمشروع وسط جدة ويطل على جبهة عريضة من البحر الأحمر.
الخلاصة: إن جدة تستحق المشروع المنيف الموسوم باسم وسط جدة الذي منحه لها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، لأن جدة صاحبة تاريخ في التنمية والبناء، وقد حظيت بكثير من المميزات بفضل الاهتمام الذي توليه الحكومة السعودية لها، فهي أول المدن السعودية التي استخدمت مادة الأسمنت الذي غير علوم المعمار في كل مدن المملكة، وفيها عمر أهالي جدة أولى قلاع التعليم "مدرسة الفلاح"، وبدأت حركة المصارف التجارية، وتطورت فيها الرياضة عموما وأسس فيها أول الأندية السعودية "الاتحاد"، وفيها أول الصحف، وفيها أسس تجار جدة أول غرفة تجارية صناعية، وفيها تم بدء تنفيذ مشروع جدة التفاعلية الذكية، وقريبا - إن شاء الله - ستزدهر جدة بمشروعها المذهل والفريد "مشروع جدة" بعد تنفيذ مشروعها الكبير الذي أهداه لها ولي العهد وستغدو سندريلا المملكة، وستضيء بأنوارها وأضوائها شاطئ البحر الأحمر. حقا جدة حزام مكة المكرمة والمدينة المنورة، وهي الطائر الأخضر لكل المدن السعودية في دولتنا الباسلة والفتية.
إنشرها