FINANCIAL TIMES

سوق مزدهرة للملابس المستعملة عبر الإنترنت .. نشأت لتبقى

سوق مزدهرة للملابس المستعملة عبر الإنترنت .. نشأت لتبقى

يتوقع أن تنمو حصة صيحة الملابس المستعملة عالميا من 21 في المائة حاليا إلى 27 في المائة بحلول 2023.

مثل كثيرين من أبناء الجيل زد، عزف أطفالي عن متاجر الملابس التقليدية. لأسباب تتعلق بالاستدامة والتكلفة، يتسوقون الآن فقط في متاجر التوفير.
أخيرا خرجت متثاقلة في نزهة تسوق، ودفعت مقابل تحديث خزانة ملابس ابنتي وحصلت على بعض بنطلونات الجينز من علامة لاكي التجارية لنفسي، حيث أنفقت أقل مما قد يكلفه زوج جديد في المركز التجاري.
لكن هدايا عيد الميلاد ستكون تحديا. فمع انتشار المتحور أوميكرون، ليس لدي أي رغبة في البحث في الرفوف مرة أخرى، وسيستاء الأطفال من الملابس الجديدة. هذا يترك لي سوق الإنترنت المزدهرة.
كانت مواقع إعادة بيع الملابس قد بدأت تشتهر بالفعل قبل الجائحة. قال مستشارو شركة بي سي جي العام الماضي إن ربع المتسوقين العالميين اشتروا قطعا مستعملة في 2019 وتوقعوا أن حصة صيحة الملابس المستعملة عالميا قد تنمو من 21 في المائة حاليا إلى 27 في المائة بحلول 2023.
لكن عمليات الإغلاق العالمية أثارت اهتمام المستثمرين حقا باحتمال نمو القطاع. هذا العام، انضم الموقعان الأمريكيان، ثريد أب وبوش مارك، إلى الأسواق العامة. وفي أوروبا، استثمر مالك شركة جوتشي، كيرنغ، في شركة فيستير كولكتيف، واشترت إتسي شركة ديبوب، ودعمت شركة الأسهم الخاصة، إيه كيو تي، عملية جمع أموال كبيرة لشركة فينتد تعادل ثلاثة أضعاف قيمتها السابقة.
توقعت دراسة أجرتها شركة جلوبال داتا، بتكليف من موقع ثريد أب، أن شركات إعادة البيع "على عكس متاجر الملابس المستعملة التقليدية" ستنمو بمعدل 11 مرة أسرع من تجارة الملابس بالتجزئة العادية وسيتضاعف إجمالي سوق السلع المستعملة إلى 77 مليار دولار بحلول 2025. والمستهلكون الأصغر سنا هم من يقودون هذا الاتجاه: 42 في المائة من جيل زد وجيل الألفية تسوقوا في سوق الملابس المستعملة العام الماضي.
لكن الزهرة بدأت تسقط عن شجرتها. تراجعت أسهم شركة ثريد أب وشركة بوش مارك أكثر من 80 في المائة عن ذروتهما في وقت سابق من هذا العام. حتى شركة ريل ريل، التي تم إدراجها منذ فترة أطول، شهدت انخفاض سعر سهمها أكثر من النصف منذ شباط (فبراير).
كثير من الشك له ما يبرره. إعادة بيع الملابس عبر الإنترنت تزداد ازدحاما. يشق اللاعبون الأكبر حجما طريقهم، وبدأت قصص النجاح تصطدم ببعضها بعضا مع توسعها بشكل أكبر. مثلا، أبلغت شركة بوش مارك عن تباطؤ نمو الإيرادات في الربع الثالث مع تحولها إلى منطقة الخسائر.
تتزايد أيضا المنافسة على المتاجر الفعلية الآن بعد أن أعيد فتح المتاجر بشكل تام. بالنسبة إلى المتسوقين الذين يحبون الإثارة الناتجة عن الاستكشاف، التصفح عبر الإنترنت يكافح للتغلب على الاستكشاف في رفوف متاجر الملابس المستعملة. المتاجر الكبرى، مثل سيلفريدجز ونيمان ماركوس، تجذب أولئك الذين يبحثون عن أسماء تجارية أصلية وقطع عتيقة.
المستهلكون الذين يلجؤون للبضائع المستعملة لأسباب تتعلق بالتكلفة لديهم أيضا خيارات أخرى. تزدهر متاجر الأزياء السريعة والمواقع الإلكترونية، من شي إن في الصين إلى بريمارك في المملكة المتحدة. يمثل متجر إتش آند إم السويدي تهديدا ثلاثيا. فهو لا يبيع الملابس الجديدة الرخيصة فحسب، بل يجمع أيضا الملابس القديمة لإعادة تدويرها، وقد دخل عديد من علاماته التجارية إلى سوق إعادة البيع.
على الرغم من التحديات، فإن سوق إعادة البيع عبر الإنترنت تتماسك وتنضج بدلا من أن تخبو. مع ارتفاع الاستدامة كمحرك لسلوك المستهلك، ستكون الموضة في وضع حرج. فهي مسؤولة عن ما يقارب 10 في المائة من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بسبب سلاسل التوريد الطويلة والاستخدام المكثف للمواد التركيبية.
يشير هذا إلى أن مبيعات القطع المستعملة ستصبح أكثر جاذبية بالنسبة للصانعين الأصليين. هناك عدد قليل من الطرق الأفضل لتقليل إجمالي انبعاثات الكربون من إعادة بيع البضائع نفسها. من المرجح أيضا أن يدفع العملاء أكثر إذا كانت الشركة المصنعة تضمن أصالتها. يجادل المتحمسون بأن الذكاء الاصطناعي والبلوكتشين سيسرعان عملية التحقق من الصحة ويجذبان مشترين جددا مثلما عملت السيارات "المستعملة" المعتمدة من التجار على توسيع سوق السيارات المستعملة في التسعينيات. يتمثل الحلم النهائي في إنشاء سوق دائرية، حيث يرسل العملاء المخلصون البضائع التي سئموا منها ويحصلون على الائتمان الذي يستخدمونه لشراء المزيد.
كيت فلتشر، أستاذة تصميم الاستدامة في كلية لندن للأزياء، تشك في أن تحل إعادة بيع الملابس مشكلة الاستدامة. تقول، "تحاول الصناعة الحفاظ على نموذج أساس عالي التأثير من خلال استبدال البضائع المستعملة. خزائن الناس أخذت تصبح ممتلئة".
لم يمنع ذلك مجموعات مثل فار فيتش لتجارة التجزئة الفاخرة عبر الإنترنت من محاولة الاستفادة. في الأسبوع الماضي، استحوذت على لوكسكلوسيف، وهي منصة لإعادة البيع توفر التكنولوجيا للعلامات التجارية التي ترغب في إعادة البيع عبر الإنترنت.
في العام الماضي اشترى 32 في المائة من الجيل إكس و16 في المائة من جيل مواليد ما بعد الحرب العالمية ملابس مستعملة، وفقا لشركة جلوبال داتا. إذا تمكنت شركات الرفاهية والأزياء من إقناع مزيد منا بمتابعة الأشخاص اليافعين، فهناك كثير من الأموال التي يمكن جنيها.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES