الطاقة- النفط

النفط يعود إلى التقلبات بعد مكاسب يومين .. السوق في انتظار التقييم الكامل لـ «أوميكرون»

النفط يعود إلى التقلبات بعد مكاسب يومين .. السوق في انتظار التقييم الكامل لـ «أوميكرون»

متغير "أوميكرون" لازال يدعم حالة من عدم اليقين بشأن الطلب على منتجات الطاقة عالميا.

سيطرت التقلبات على أسعار النفط الخام بعد يومين من المكاسب القوية، انتظارا لتقييم التأثير الكامل لمتغير "أوميكرون" من فيروس كورونا في الطلب العالمي على النفط الخام والوقود، في ضوء تقارير أولية من منظمة الصحة بأن المتغير الجديد أقل في الخطورة من المتغيرات السابقة، خاصة بعد ارتفاع نسبة الشفاء منه تحديدا في جنوب إفريقيا.
وتلقت أسعار النفط الخام دعما من أنباء تعثر المفاوضات الدولية الإيرانية وصعوبة التوصل إلى تفاهمات يتم بموجبها رفع العقوبات الأمريكية على طهران واستبعاد عودة الصادرات النفطية الإيرانية إلى الأسواق بشكل رسمي على المدى القصير.
ويواصل المنتجون في مجموعة "أوبك +" ضخ الزيادة الشهرية المقدرة بـ400 ألف برميل يوميا بمشاركة 23 منتجا حتى كانون الثاني (يناير) المقبل، وسط توقعات بتجاوز قريب لأزمة "أوميكرون" ومعالجة تداعياتها المفرطة التي حدثت في الأيام الماضية على الطلب العالمي على النفط الخام والوقود، بينما تستعد الإدارة الأمريكية للإفراج عن جزء من الاحتياطيات النفطية الاستراتيجية في مطلع العام الجديد.
ويقول لـ"الاقتصادية"، مختصون نفطيون: "إن قرار تحالف "أوبك +" برفع حصص الإنتاج بمقدار 400 ألف برميل يوميا في كانون الثاني (يناير) جاء على الرغم من تراجع الأسعار وفي ظل ثقة بتعافي الطلب"، لافتين إلى أن الإجراءات التي اتخذها وزراء "أوبك +" ضخت حالة من الحماس والتفاؤل في السوق، التي تشتد الحاجة إليها حاليا.
وذكر المختصون أن منتجي النفط الأمريكيين يقومون حاليا بصياغة ميزانياتهم الرأسمالية لـ2022، حيث من المقرر أن تزيد شركات النفط الأمريكية إنتاجها العام المقبل، لكنها قد لا تنفق كثيرا على أنشطة الحفر الجديدة، موضحين أن متغير "أوميكرون" ما زال يدعم حالة من عدم اليقين بشأن الطلب.
وفي هذا الإطار، يقول الدكتور فيليب ديبيش رئيس المبادرة الأوروبية للطاقة: "إن سوق النفط الخام ما زالت تكافح في طريق استعادة التوازن والاستقرار، حيث اجتازت تحولات حادة في الأسابيع الماضية بسبب متغير أوميكرون وتزامن ذلك مع محاولة بقيادة الولايات المتحدة لخفض الأسعار من خلال إطلاق مخزونات النفط الحكومية".
وأشار إلى أن اكتشاف المتغير أدى إلى انخفاض سعر خام برنت بأكثر من عشرة دولارات للبرميل في الأسبوعين الماضيين، موضحا أنه بعد هذا الانخفاض الحاد الذي شهدته أسعار النفط إلى ما دون 70 دولارا للبرميل للمرة الأولى منذ شهور يبدو أن المضاربين على ارتفاع أسعار النفط عادوا إلى السيطرة، حيث ارتفع النفط الخام بنحو 5 في المائة، الإثنين الماضي.
من جانبه، قال جوران جيراس مساعد مدير بنك "زد إيه إف" في كرواتيا: "إن أوبك + تثق بأن الطلب لا يزال قويا على الرغم من ظهور متغير أوميكرون، وقد اتضحت سلامة تقديرها للموقف مع إعلان منظمة الصحة العالمية أخيرا أن المتغير الجديد في الأغلب أقل في الخطورة، وكان هناك إفراط في رد فعل الأسواق بشأنه".
وأوضح أن الإجراءات التي اتخذها وزراء "أوبك +" في الاجتماع الافتراضي الأخير ضخت حالة من الحماس والتفاؤل في السوق، التي تشتد الحاجة إليها حاليا.
وذكر أن "أوبك +" فاجأت الأسواق عندما وافقت على زيادة شهرية بمقدار 400 ألف برميل يوميا في كانون الثاني (يناير) المقبل، ليصل إجمالي الزيادة بموجب اتفاقية تخفيف قيود الإنتاج في تموز (يوليو) الماضي إلى 2.4 مليون برميل يوميا، مشيرا إلى أن بيانات بنك "ستاندرد تشارترد" تؤكد أن "أوبك +" على أهبة الاستعداد للتدخل في السوق في حالة الضرورة بشكل طارئ.
من ناحيته، أوضح أندريه يانييف الباحث البلغاري ومختص شؤون الطاقة، أن تقييمات السوق النفطية سريعة التغير في ظل حالة عدم اليقين واستمرار تسعير الأخطار التي يتعرض لها الطلب خاصة في ضوء الانخفاض الأخير في التنقل في أوروبا، مشيرا إلى أن الأسعار تلقت دفعة في ضوء توقف المحادثات النووية الإيرانية أخيرا، ما أدى إلى استبعاد عودة قريبة للنفط الخام الإيراني. ولفت إلى أنه من المعروف أن إيران كانت تنتهك العقوبات الأمريكية من خلال تطبيق عديد من أساليب إخفاء الهوية لتجنب الكشف عن النفط الخام وبيعه للصين، مشيرا إلى أن تعثر المفاوضات خفف التوقعات بشأن وفرة العرض.
بدورها، تقول الدكتورة ناجندا كومندانتوفا كبير محللي المعهد الدولي لتطبيقات الطاقة: "إن أوبك + تركت الباب مفتوحا لإعادة النظر في زيادة العرض المخطط لها قبل الاجتماع العادي التالي في الرابع من كانون الثاني (يناير) المقبل، خاصة إذا تحققت مخاوف السوق من تراجع الطلب بسبب الوضع الوبائي"، موضحة أن أسعار النفط حاليا تمكنت من تجاوز خسائر رد الفعل الأولي المفاجئ بعد اكتشاف المتغير الجديد وإعلان "أوبك +" أنها تخطط لمواصلة إضافة الإمدادات الشهرية الشهر المقبل.
ولفتت إلى أن "أوبك +" اختارت الاستقرار بدلا من رد فعل متسرع على "أوميكرون"، مشيرة إلى أنه من خلال التمسك بخطة تخفيف التخفيضات خففت "أوبك +" أيضا التوتر مع الدول الرئيسة المستهلكة للنفط - بقيادة الولايات المتحدة - التي أعلنت بالفعل إطلاق الاحتياطيات النفطية الاستراتيجية بسبب القلق من ارتفاع أسعار البنزين كما دحضت "أوبك +" ادعاءات بعض المحللين الذين توقعوا أن تسعى المجموعة للدفاع عن مستوى سعري هو 80 دولارا أو 75 دولارا على الأقل للنفط من خلال إيقاف زيادات الإنتاج الشهرية مؤقتا.
من ناحية أخرى وفيما يخص الأسعار، تراجعت أسعار النفط بعد يومين من المكاسب مع انتظار المستثمرين تقييم التأثير الكامل لـ"أوميكرون" في الاقتصاد العالمي والطلب على الوقود، إضافة إلى فاعلية اللقاحات الحالية.
وانتعشت أسعار النفط في وقت سابق هذا الأسبوع من تراجعها الأسبوع الماضي، مع تزايد التفاؤل بأن المتحور "أوميكرون" لن يسبب أضرارا اقتصادية كبيرة، وتعثر المحادثات النووية الإيرانية.
ونزلت العقود الآجلة لخام برنت 19 سنتا بما يعادل 0.3 في المائة، إلى 75.25 دولار للبرميل عند الساعة 05:19 بتوقيت جرينتش أمس، بعدما ارتفعت 3.2 في المائة، عند التسوية أمس الأول. وانخفضت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 23 سنتا أو 0.3 في المائة إلى 71.82 دولار للبرميل بعد ارتفاعها 3.7 في المائة خلال الجلسة السابقة. من جانب آخر، حجبت منظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" أمس، أسعار سلتها بسبب العطلة العامة في النمسا.

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الطاقة- النفط