الطاقة- النفط

أسعار النفط تواصل التحليق .. السوق تتخلص من حالة الذعر بخطوات ثابتة

أسعار النفط تواصل التحليق .. السوق تتخلص من حالة الذعر بخطوات ثابتة

أسعار النفط الخام اكتسبت ثقة واسعة بعد فترة قصيرة من الاضطرابات.

واصلت أسعار النفط الخام مكاسبها السعرية، إذ ارتفعت بنحو 4 في المائة بعد قفزة قوية بلغت 5 في المائة أمس الأول، وذلك بسبب انحسار المخاوف من خطورة متحور "أوميكرون" من فيروس كورونا، وأثره المحدود في الطلب العالمي من النفط، إضافة إلى تعثر المفاوضات النووية الدولية مع طهران، واستبعاد عودة قريبة للصادرات النفطية الإيرانية إلى الأسواق.
وتواصل مجموعة المنتجين في "أوبك +" ضخ الزيادة التدريجية الشهرية البالغة 400 ألف برميل يوميا، بينما بثت السعودية أجواء إيجابية في السوق برفع أسعار بيع نفطها إلى أسواق آسيا والولايات المتحدة، وهو ما اعتبرته السوق مؤشرا على الثقة بتعافي الطلب العالمي.
وقال لـ"الاقتصادية"، محللون نفطيون: إن أسعار النفط الخام قفزت وسط مكاسب متلاحقة في السوق بسبب التقارير التي تفيد بأن الحالات المسجلة لمتغير "أوميكرون" من فيروس كورونا كانت معتدلة إلى حد ما، ما خفف من القلق بشأن ضربة محتملة للطلب.
وأوضح المحللون، أن حالات الشفاء الواسعة من متغير "أوميكرون" بثت الطمأنينة نسبيا في السوق، وذلك بعد فترة قصيرة توترت فيها الأسواق في جميع أنحاء العالم منذ ظهور المتغير، ما أثار مخاوف بشأن احتمال تعثر حدوث انتعاش اقتصادي.
وأشاروا إلى أن الطلب تحديدا على وقود الطرق في الولايات المتحدة في الأسبوع الماضي قفز بنحو 60 ألف برميل يوميا، على الرغم من زيادة الإصابات بفيروس كورونا، ولكن في المقابل سجلت البلاد زيادة قوية في توزيع اللقاحات على نطاق واسع وتحديدا الجرعة الثالثة المعززة من اللقاحات.
وقال سيفين شيميل، مدير شركة في جي إندستري الألمانية، إن أسعار النفط الخام اكتسبت ثقة واسعة بعد فترة قصيرة من الاضطرابات ومن تهاوي الأسعار بالتزامن مع ظهور "أوميكرون"، مبينا أن الثقة ترجع إلى تأكيد الأطباء انتفاء الخطورة من المتغير الجديد على الرغم من ظهوره في 17 ولاية أمريكية على الأقل.
وأوضح أن عودة الثقة تدريجيا لتعافي الطلب جذبت أسعار النفط من دوامة الهبوط السابقة خاصة بعدما رفعت السعودية أسعار بيع النفط للعملاء في آسيا والولايات المتحدة لكانون الثاني (يناير) وذلك بعد أيام فقط من موافقة تحالف "أوبك +" على زيادة الإنتاج في الشهر نفسه وتزامن ذلك أيضا مع تعثر المفاوضات النووية في فيينا وصعوبة عودة الصادرات النفطية الإيرانية وسط تكهنات باستمرار العقوبات الأمريكية.
من جانبه ذكر روبين نوبل، مدير شركة أوكسيرا الدولية للاستشارات، أن السوق النفطية تصحح نفسها حاليا وتعود إلى الارتفاع بعد ستة أسابيع متتالية من الانخفاضات - وهي أطول فترة تراجع منذ 2018 –، لافتا إلى أن السبب الرئيس للخسائر كان تجدد قيود السفر بسبب متغير كورونا الجديد، ولكن الصورة تتبدل الآن مع زيادة القناعة بالإفراط في تقدير المخاطر المرتبطة بهذا المتغير والذي ربما يكون أضعف من المتغيرات السابقة.
وأضاف أن قناعة "أوبك +" بأن الطلب العالمي ما زال قويا ومتماسكا، وهو الذي دفع التحالف إلى الاستمرار في إضافة براميل جديدة إلى السوق في كانون الثاني (يناير) المقبل مع الإعلان عن البقاء في حالة تأهب واستعداد لتغيير السياسات، بحسب احتياجات السوق ومتطلباتها في أي وقت.
من ناحيته، أوضح ماركوس كروج، كبير محللي شركة أيه كنترول لأبحاث النفط والغاز، أن الإدارة الأمريكية تركز في المرحلة الراهنة على ضرورة النجاح في خفض تكاليف الطاقة ومعالجة آثار ارتفاع أسعار البنزين التي لامست أعلى مستوى لها في سبعة أعوام الشهر الماضي.
بدورها، قالت نينا أنيجبوجو، المحللة الروسية ومختص التحكيم الاقتصادي الدولي، إن السوق النفطية تتجه بخطوات ثابتة نحو التخلص من حالة الذعر التي نشبت مع ظهور المتغير "أوميكرون"، مشيرة إلى بيانات صادرة عن شركة ريستاد إنرجي تؤكد أن الأسعار تم تصحيحها صعودا حيث تبدو أعراض السلالة الجديدة أكثر اعتدالا من التوقعات السابقة.
وأوضحت أن ارتفاع الأسعار يعكس نموا واضحا في الطلب على النفط خاصة في آسيا، لافتة إلى تفاؤل "أوبك +" بشأن تعافي الطلب على النفط، وهو ما ظهر خلال اجتماع وزراء الطاقة في "أوبك +" الأسبوع الماضي خاصة بعد تأكيد توافق المنتجين على مواصلة المسار والالتزام بخطة زيادة الإنتاج في كانون الثاني (يناير) 2022.
وفيما يخص الأسعار، ارتفع النفط أمس بنحو 4 في المائة مع تراجع المخاوف من أثر سلالة أوميكرون المتحورة من فيروس كورونا في طلب الوقود العالمي، في حين تعثرت المحادثات النووية مع إيران، ما يعطل عودة إمدادات الخام الإيراني إلى الأسواق.
وبحسب "رويترز"، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 2.81 دولار بما يعادل 3.9 في المائة إلى 75.89 دولار للبرميل خلال التعاملات أمس، بعد أن لامست أعلى مستوى خلال الجلسة عند 76.20 دولار للبرميل.
وصعدت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 3.12 دولار أو 4.5 في المائة إلى 72.61 دولار للبرميل بعد ارتفاعها 4.9 في المائة في الجلسة السابقة.
كانت أسعار النفط قد هبطت الأسبوع الماضي وسط مخاوف من أن تكون اللقاحات المتاحة أقل فاعلية في مقاومة المتحور الجديد "أوميكرون"، ما أثار مخاوف من أن تلجأ الحكومات إلى إعادة فرض القيود للحد من انتشاره، ما قد يضر بالنمو العالمي والطلب على النفط.
لكن مسؤولة صحة في جنوب إفريقيا ذكرت في مطلع الأسبوع، أن حالات الإصابة بأوميكرون هناك معتدلة، كما قال أنتوني فاوتشي، أكبر مسؤول عن الأمراض المعدية في الولايات المتحدة، "لا يبدو أن هناك درجة كبيرة من الشدة" في الأعراض حتى الآن.
وفي إشارة أخرى على الثقة في قوة الطلب على النفط، رفعت السعودية سعر البيع الرسمي يوم الأحد.
من جانب آخر، تراجعت سلة خام "أوبك" وسجل سعرها 71.41 دولار للبرميل الإثنين مقابل 71.61 دولار للبرميل في اليوم السابق.
وذكر التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" أمس، أن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء في المنظمة حقق أول انخفاض عقب ارتفاع سابق، كما أن السلة خسرت نحو ثلاثة دولارات مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي الذي سجلت فيه 74.2 دولار للبرميل.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الطاقة- النفط