Author

الكورتيزون .. سلاح ذو حدين

|
كثيرا ما يتم تداول كلمة الكورتيزون في الأوساط الصحية، بل بين الناس بصفة عامة. مجرد ذكر اسمه يولد خوفا وشكوكا عند بعض المرضى ويصمون من يصفه من الأطباء إنه يريد شفاء المريض بأقرب وقت، دون مراعاة للأضرار التي يرون أنها ستنتج عن استخدامه.
وقبل أن نتحدث عن صحة مثل هذه التخوفات من عدمها نشير إلى أن الكورتيزونات بصفة عامة هي مركبات مشتقة من هرمون يفرزه جسم الإنسان من غدة صغيرة ملتصقة بالكلية تسمى الغدة الكظرية Adrenal gland. تنقسم الكورتيزونات من الناحية الوظيفية إلى عدة أقسام، ولها خصائص علاجية مميزة وبالذات قدرتها على مضادة الالتهابات وتكاثر الخلايا.
وتوصف لعلاج كثير من الأمراض خاصة للالتهابات التي لا تستجيب الحالة المرضية معها للعلاجات التقليدية أو العلاجات المباشرة، فنجدها توصف لعلاج الربو ولأمراض الحساسية على اختلاف أنواعها ولأمراض المناعة الذاتية ولآلام الأعصاب والعظام وللالتهابات الجلدية، خاصة الحادة منها ولغير ذلك كثير.
تصنع الكورتيزونات على عدة أشكال صيدلانية فنجدها على شكل أقراص أو كبسولات أو بخاخات أو شرابات أو حقن أو كريمات، وتتفاوت في قوتها فمنها ما يكون تأثيره ضعيف ومنها المتوسط ومنها القوي والقوي جدا. لا تصرف أدوية الكورتيزون إلا بوصفة طبية لأن هناك محاذير وأضرارا قد تنشأ من استخدامها بشكل خاطئ أو لمدة طويلة، ومن ذلك أنها قد تسبب ارتفاعا في ضغط الدم واحتباسا للصوديوم في الجسم وبالتالي زيادة في الوزن، محدثة عبئا إضافيا على القلب، كما قد تؤدي إلى تقلبات في المزاج وهشاشة العظام وتورم القدمين وارتفاعا في سكر الدم وتقليل المناعة وغير ذلك.
ومن هنا ينصح باستخدامه عن طريق البخاخات أو الكريمات الموضعية عوضا عن الحقن أو البلع وفق توجيهات الطبيب المعالج.
كما ينصح بممارسة الرياضة والتقليل من السعرات الحرارية وتناول الأطعمة الصحية، كما ينبغي الحذر من التوقف المفاجئ عن تناول الكورتيزون وأن يكون التوقف تدريجيا حتى يتأقلم الجسم على انسحابه منه ولا تحدث مضاعفات التوقف المفاجئ الخطيرة.
من هذا يتضح أن الكورتيزون دواء سريع التأثير مفيد لعلاج كثير من الأمراض ولا خوف من استخدامه شريطة ألا يستخدمه المريض من تلقاء نفسه، وألا يوقف استخدامه، حتى لو شعر بالتحسن وأن يلتزم تماما بتعليمات الطبيب المختص.
إنشرها