default Author

أغرب وسيلة اتصال

|
الملابس من أكثر الأشياء التصاقا بالإنسان. إنها جزء من تكوينه البشري. سترك وزينتك لا يمكن أن تتخلى عنها أو العيش بدونها، ولو فعلت ذلك عد ضربا من الجنون، بل إن نزع اللباس هو أول عقاب وقع على البشر لارتكابه خطيئته الأولى!
فاللباس فطرة بشرية لأن النفس السليمة تنفر من العري وتحرص على الستر، كما أنه من أكثر أدواتنا تعبيرا عنا. إنها أول ما يراه الآخرون منك ومن خلاله يستطيعون الحكم على حالتك المادية ووضعك النفسي والاجتماعي حتى مستواك الثقافي!
بغض النظر عن كون الصورة التي رسموها لك حقيقية تعبر عنك أو أن ملابسك أوحت لهم بذلك، لذا كان لزاما على البشر الاعتناء بلباسهم نوعه ولونه وموديله ووقت ومكان ارتدائه فلكل مكان وزمان لبسه المحدد أو المقبول.
في 1565، ألقي القبض على رجل يدعى ريتشارد والوين في لندن لارتدائه ما وصفته السلطات بأنه "زوج بشع وشنيع جدا من السراويل الخرطومية"، وبعد هذه الحادثة بمئات الأعوام تم رفض توظيف طالبة ريفية وذنبها الوحيد أنها ارتدت أفضل فستان لديها، ما أوحى إلى الممتحنين أنها مرتدية ثياب حفلات وهذا دليل على عدم جديتها، لقد أخطأوا في قراءة ملابسها، وبالتالي أساءوا معرفة دوافعها!
ظهرت الملابس مع وجود البشر على الأرض وكانت عبارة عن عناصر من بيئته مثل أوراق الأشجار، والأعشاب، والجلود، والفراء، والريش، والعظام، وكان الهدف منها ستر العورة والحماية من تقلبات الطقس ثم ظهرت أشكال أخرى من الملابس للحماية من هجمات الحيوانات وباقي العوامل البيئية. وكان الناس يكتفون بوضعها على أجسادهم كما هي فيربطونها أو يعلقونها دون أي تغيير فيها، حتى حدثت ثورة صناعة الملابس تزامنا مع التطور التقني أواخر العصر الحجري، حين تمكن البشر من استخلاص الخيوط واستخدامها في صناعة الملابس.
ومع تطور ونشوء الحضارات خصوصا بلاد ما بين النهرين بدأت تتعقد المجتمعات ومعها الملابس، فتطورت أنواعها وأغراضها، ولم تعد مقتصرة على الوقاية والحماية، وباتت وسيلة أساسية للتمييز والتصنيف، وذلك مع ظهور التمايز الطبقي وتطور البناء الاجتماعي، فظهرت طبقة رجال الدولة والحكم، وطبقة رجال الدين، وطبقة المحاربين، وطبقة العامة!
وفي أواسط القرن الـ19 ظهرت أول علامة تجارية للملابس في 1858، على يد المصمم تشارلز وورث، المصمم الإنجليزي. وتعد الملابس وسيلة اتصال بين الناس حيث تدل على هوية الشخص ووضعه الاجتماعي وحالته النفسيه ومهنته، لذا عندما يرغب شخص في إخفاء شعوره أو عمره أو مهنته يغير ملابسه!
إنشرها