الطاقة- النفط

السلالة الجديدة من كورونا تدفع أسواق النفط للتخلي عن بعض الرهانات الصاعدة طويلة المدى

السلالة الجديدة من كورونا تدفع أسواق النفط للتخلي عن بعض الرهانات الصاعدة طويلة المدى

العقود الآجلة للنفط الخام تراجعت بأكثر من 10 في المائة بسبب مخاوف متغير كوفيد 19.

تسببت السلالة المتحورة "أوميكرون" من وباء كورونا في هبوط حاد لأسعار النفط في ختام الأسبوع الماضي بنحو 10 في المائة، مسجلة أكبر تراجع منذ نيسان (أبريل) من العام الماضي، ما جدد المخاوف من تباطؤ اقتصادي واسع واحتمال عودة الفائض الواسع في المعروض خلال الربع الأول من العام المقبل.
ويتأهب وزراء وخبراء دول "أوبك +" لسلسلة من الاجتماعات في الأسبوع المقبل لتدارس وضع السوق في ضوء التراجع الجديد غير المتوقع للأسعار وعودة قيود الإغلاق في عديد من الدول وتراجع الاستهلاك بعد تعثر الطلب مرة أخرى، ما قد يطرح فكرة تأجيل الزيادات الإنتاجية مجددا على مائدة المفاوضات بين المنتجين.
وفي سياق متصل، ذكرت وكالة "بلاتس" الدولية للمعلومات النفطية، أن التراجع الحاد للعقود الآجلة للنفط الخام جاء بسبب مخاوف من انتشار سريع لمتغير كوفيد - 19 الجديد الذي أعلن في جنوب إفريقيا، ما يمثل أكبر انخفاض في يوم واحد لهذا العام.
وأشار إلى أن الخسارة، التي وقعت في 26 تشرين الثاني (نوفمبر) تعد هي أكبر انخفاض منذ نيسان (أبريل) 2020 وأرسلت خام غرب تكساس الوسيط إلى أقل من 70 دولارا للبرميل للمرة الأولى منذ أيلول (سبتمبر) الماضي، مشيرا إلى حظر بعض الدول الرحلات الجوية من عديد من الدول الإفريقية على الرغم من اكتشاف المتغير أيضا في مسافر من جنوب إفريقيا إلى هونج كونج.
ونقل التقرير عن محللين دوليين تأكيدهم أن هذا المتحور الجديد أثار قلق المستثمرين حقا، لأنه قد يعرقل إعادة الفتح عن مساره ويؤدي إلى بعض عمليات البيع بدافع الذعر، حيث لا يزال من الممكن أن تنخفض الأسعار أكثر من ذلك بكثير.
وأشار إلى أن الأسواق متوترة بالفعل وأدت بالفعل إلى كثير من التخلي عن بعض الرهانات الصاعدة طويلة المدى، موضحا أنه شوهد الانخفاض بشكل أساسي في التعاملات الفورية، ما تسبب في تضييق تراجع النفط الخام.
وقال: إن قرار السحب المنسق من الاحتياطي النفطي الاستراتيجي بقيادة الولايات المتحدة قد يكون غير مناسب مع هذا التغير الجديد وسيكون التركيز على أي اعتبارات جديدة تتخذها "أوبك +" وقد برر هذا التحور الجديد حذر "أوبك +" في زيادة الإنتاج.
وأشار إلى أن الإدارة الأمريكية قد تعدل عن قرار سابق بإطلاق 50 مليون برميل من النفط الخام من الاحتياطي الاستراتيجي كجزء من جهد عالمي تشارك فيه الهند واليابان وكوريا الجنوبية والصين والمملكة المتحدة، التي ستشهد إطلاق إجمالي 71 مليون برميل في السوق في الأشهر المقبلة.
وذكر التقرير أن "أوبك" وحلفاءها "أوبك +" ستعقد سلسلة من الاجتماعات في الأيام المقبلة، إذ من المقرر أن تجتمع لجنة استشارية فنية على مستوى المندوبين غدا، يليها اجتماع لجنة المراقبة الوزارية، التي تشارك في رئاستها السعودية وروسيا بعد غد.
وأكد أنه من المقرر أن يجتمع وزراء "أوبك" بعد ذلك في الأول من كانون الأول (ديسمبر) قبل دعوة روسيا وتسعة شركاء آخرين في تحالف "أوبك +" لإجراء محادثات في الثاني من كانون الأول (ديسمبر).
وأوضح أن التباطؤ الأخير في نمو العرض في مواجهة الأسعار المرتفعة قد زاد المخاوف من ضيق السوق خلال المدى المتوسط ومع ذلك، فإن فترة طويلة من أسعار النفط الخام في نطاق 70 - 80 دولارا للبرميل ستكون في النهاية حافزا لنمو الإنتاج الإجمالي، ولا سيما في الدول غير الأعضاء في "أوبك".
وأشار التقرير إلى أنه من المتوقع حدوث زيادات قوية في العرض بين عامي 2023 و2025 ومن المرجح أن تشكل الدول غير الأعضاء في "أوبك" أكثر من 60 في المائة، من إجمالي الزيادة، حيث تمثل الولايات المتحدة الجزء الأكبر من النمو خارج "أوبك +" بقيمة 1.9 مليون برميل يوميا، بسبب النفط الصخري على وجه التحديد على الرغم من الالتزام بانضباط رأس المال، ولكن بقاء الأسعار حول مستوى 70 دولارا للبرميل على المدى القصير يزيد فرص نمو الإمدادات خاصة في ضوء الزيادات الحذرة في إنتاج "أوبك +" التي تبلغ 400 ألف برميل يوميا على أساس شهري.
ومن ناحية أخرى، وفيما يخص الأسعار في ختام الأسبوع الماضي، هوت أسعار النفط مع أسواق الأسهم العالمية، بفعل مخاوف من أن تؤدي السلالة الجديدة، إلى تقويض النمو الاقتصادي والطلب على الوقود.
وخسرت أسعار النفط عشرة دولارات الجمعة مسجلة أكبر تراجع في يوم واحد منذ نيسان (أبريل) 2020، بعدما أثار اكتشاف سلالة جديدة من فيروس كورونا قلق المستثمرين وعزز المخاوف من تضخم فائض المعروض العالمي في الربع الأول من العام المقبل.
وصنفت منظمة الصحة العالمية الجمعة السلالة الجديدة بأنها "مقلقة"، وأطلقت عليها اسم أوميكرون. وفرضت دول من بينها الولايات المتحدة وكندا وبريطانيا وجواتيمالا ودول أوروبية قيودا على السفر من جنوب القارة الإفريقية، حيث تم رصد السلالة.
وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت 9.50 دولار بما يعادل 11.6 في المائة، إلى 72.72 دولار للبرميل عند التسوية، لتسجل انخفاضا أسبوعيا بأكثر من 8 في المائة.
وانخفض خام غرب تكساس الوسيط 10.24 دولار أو 13.1 في المائة، إلى 68.15 دولار للبرميل بعد عطلة عيد الشكر في الولايات المتحدة الخميس وبلغت خسائر الخام الأمريكي خلال الأسبوع أكثر من 10.4 في المائة.
ومن جانب آخر، ذكر تقرير "بيكر هيوز" الأمريكي الأسبوعي عن أنشطة الحفر أن نشاط الحفر في الولايات المتحدة استمر في الارتفاع مع زيادة ست منصات في عدد منصات الحفر النشطة هذا الأسبوع.
ولفت إلى تسجيل إجمالي عدد الحفارات الآن 569 وهو رقم يزيد بمقدار 249 على هذا الوقت من العام الماضي، بينما لا تزال الحفارات النشطة أقل بمئات من الحفارات النشطة البالغ عددها 790، التي كانت تحفر في عالم ما قبل كوفيد.
ونوه إلى ارتفاع عدد منصات الحفر في الولايات المتحدة هذا الأسبوع إلى 467 بزيادة ستة حفارات و226 منصة منذ هذا الوقت من العام الماضي، بينما ظل عدد منصات الغاز، وكذلك الحفارات المتنوعة على حاله، حيث بلغ عدد الحفارات، التي تعمل بالغاز 102.
وأشار التقرير إلى ارتفاع تقديرات إدارة معلومات الطاقة لإنتاج النفط في الولايات المتحدة للأسبوع المنتهي في 19 تشرين الثاني (نوفمبر) 100 ألف برميل يوميا إلى 11.5 مليون برميل يوميا.
وأضاف أنه لا يزال إنتاج النفط أقل بكثير من المستوى القياسي البالغ 13.1 مليون برميل يوميا، الذي سجل العام الماضي قبل انتشار الوباء في الولايات المتحدة، فيما ارتفع إجمالي عدد الحفارات في كندا بمقدار أربعة، بينما وصل عدد الحفارات النشطة للنفط والغاز في كندا الآن إلى 171 بزيادة 69 عن العام.
وأشار إلى زيادة عدد الحفارات في حوض بيرميان بمقدار 2 هذا الأسبوع، مع إضافة 119 منصة منذ العام الماضي، بينما لم يشهد عدد الحفارات في ثاني أكثر أحواض الأمة إنتاجا، إيجل فورد، أي تغيير في عدد الحفارات النشطة، كما يبلغ إجمالي عدد الحفارات في بيرميان الآن 280 مع إجمالي 42 منصة في إيجل فورد.

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الطاقة- النفط