FINANCIAL TIMES

جيل مختلف .. الموظفون الأمريكيون يغادرون وظائفهم بأرقام قياسية

جيل مختلف .. الموظفون الأمريكيون يغادرون وظائفهم بأرقام قياسية

في جميع أنحاء الولايات المتحدة، يرتفع الطلب على الموظفين مع توسع الشركات للاستفادة من تعافي الاقتصاد.

استقالت ليندسي كولمان من وظيفتين هذا العام. الأولى، استقالت منها في كانون الثاني (يناير)، كانت في المبيعات في شركة البرمجيات حيث عملت لمدة ستة أعوام تقريبا، منذ تخرجها من الكلية. لقد أحبت زملاءها هناك لكنها شعرت أنها لا تستطيع رفض عرض من أحد المنافسين لوظيفة اعتقدت أنها ستكون أكثر إمتاعا.
ولكن بحلول تشرين الأول (أكتوبر)، أدركت كولمان التي تسكن نيويورك، أنها تفضل بيع الشقق وليس البرامج، وبعد حصولها على ترخيص العقارات، استقالت مجددا لتنضم إلى مجموعة كوركوران.
قالت كولمان، البالغة من العمر 29 عاما، "تعد مبيعات البرمجيات مهنة مربحة للغاية، لكنني كنت دائما أعلم أنها ليست ما أحبه ولم أكن أعرف أبدا ما إذا كنت سأفعل شيئا حيال ذلك".
أضافت، "عندما تجلس وحيدا في شقة طوال الوقت تقوم بعمل، كل يوم وطوال اليوم، فأنت تدرك حقا ما إذا كنت سعيدا أم لا".
كولمان هي جزء من موجة غير مسبوقة من الموظفين الأمريكيين الذين تركوا وظائفهم في 2021. أفادت وزارة العمل هذا الشهر بأن نحو 4.4 مليون أمريكي تركوا وظائفهم في أيلول (سبتمبر) الماضي وحده، الرقم حطم الرقم القياسي لمعظم الاستقالات في شهر واحد منذ بدء المسح في 2001. تم تسجيل الرقم القياسي السابق في آب (أغسطس).
في جميع أنحاء الولايات المتحدة، يرتفع الطلب على الموظفين مع توسع الشركات للاستفادة من تعافي الاقتصاد من جائحة فيروس كورونا. بينما يحاول البعض استخدام نفوذهم المكتشف حديثا لكسب رواتب ومزايا أفضل من أرباب العمل الحاليين من خلال إجراء منظم، يتخلى كثيرون عن وظائفهم القديمة للحصول على وظائف أفضل.
أيضا ارتفعت الوظائف الشاغرة بشكل كبير. يعتقد اقتصاديون أن معظم الذين تركوا العمل من المحتمل أن يكون لديهم وظائف أخرى جاهزة قبل تقديم استقالاتهم، لأن مشاركة القوى العاملة ظلت ثابتة منذ ركودها في 2020 على الرغم من معدلات الاستقالة القياسية.
قال نيك بنكر، الخبير الاقتصادي في موقع الوظائف إنديد، "في 2021، رأينا ارتفاع معدل الاستقالة مع زيادة الطلب على العمال أيضا. هذه هي قصة كثير من العمال الذين يرون أن الفرص في سوق العمل تخرج وتغتنمهم".
جاءت "الاستقالة العظمى"، كما يطلق عليها، بمنزلة مفاجأة لكثير من الاقتصاديين الذين يجادلون بأن الموظفين عادة ما يكونون غير مستعدين لزعزعة الوضع الراهن حتى عندما يكونوا غير سعداء بوظائفهم.
لكن أزمة كوفيد - 19 شوشت الأعراف الاقتصادية والاجتماعية، ما دفع الموظفين إلى إعادة تقييم ما يريدون من حياتهم العملية. كانت النتيجة أن كثيرا ممن كانوا في السابق مترددين بشأن ترك وظائفهم قرروا أخيرا مواجهة المحتوم.
قال ألكسندر ألونسو، كبير مسؤولي المعرفة في جمعية إدارة الموارد البشرية، الذي كان يدرس هذه الظاهرة لمدة ستة أشهر، "إنه وضوح كوفيد'".
قال ألونسو إن معظم من تركوا وظائفهم في عصر الجائحة يغادرون بحثا عن أجر أفضل أو توازن أفضل بين العمل والحياة أو فوائد أفضل في مكان العمل. أضاف، "ليست العودة إلى (المكتب) التي يصارعها الناس".
قال بنكر إن الصناعات التي تضررت بشدة بسبب الجائحة شهدت أيضا أكبر عدد من الاستقالات، مشيرا إلى التصنيع والترفيه والضيافة.
بالنسبة إلى دانيت سيبوفيتس، المحامية المقيمة في نيويورك، كانت ندرة مزايا مكان العمل هي التي دفعتها إلى ترك وظيفتها في شركة دفاع تأميني في حزيران (يونيو).
لم تزود شركتها القديمة زملاءها بالمعدات الأساسية للعمل من المنزل مثل أجهزة الكمبيوتر المحمولة أو موارد الصحة خلال عمليات الإغلاق في العام الماضي.
قالت سيبوفيتس، البالغة من العمر 38 عاما، "كنت جامدة. قبل كوفيد كنت بخير. يمكنني التعامل مع الأمر. وبعد ذلك لم أستطع".
في هيوستن، توصلت محامية أخرى إلى الإدراك نفسه. كانت أبارنا شواكراماني، البالغة من العمر 36 عاما، تمارس مهنة المحاماة لمدة عشرة أعوام، كان آخر منصب لها هو مستشارة عامة في شركة وساطة تأمين. لم تستمتع أبدا بوظيفتها، ومنحتها الجائحة الفرصة لتكون نجمة البرنامج الواقعي Indian Matchmaking على منصة نيتفليكس.
أخذت شواكراماني إجازة من العمل لمتابعة فرص أخرى، بما في ذلك تأليف كتاب بعد أن أصبح البرنامج ضجة كبيرة بين عشية وضحاها، لكنها لم تعد أبدا. استقالت في نيسان (أبريل).
قالت شواكراماني، "كان يجب أن أتخلص من الزوائد، وبالنسبة لي، كانت تلك مسيرتي المهنية المستقرة".
الحاجة إلى مزيد من الاستقرار المالي دفعت جينا كولوتشيو، مساعدة الطبيب البالغة من العمر 27 عاما، إلى ترك وظيفتها في حزيران (يونيو). كانت تعرف أن وحدة العناية المركزة في وسط مانهاتن التي عملت فيها لأكثر من عامين بقليل تدفع لها أقل من اللازم ولم تكن مناسبة ثقافيا على المدى الطويل.
على الرغم من أنها كانت تخطط للبقاء في الوظيفة لثلاثة أعوام، إلا أن ضغوط أزمة كوفيد دفعتها إلى البدء في البحث عن وظيفة جديدة في المستشفى المفضل لها قريبا. تلقت عرضا بعد بضعة أسابيع وقدمت استقالتها على الفور.
قالت كولوتشيو، "يستمر الناس في الحديث عن كيف أن هذا الجيل يستمر في تغيير الوظائف. هذا لأن لا أحد يسمح بأن يضايقه أحد أو يقلل من قيمته. وتعلم ماذا؟ هذا صحيح تماما. علمنا آباؤنا أنه يجب علينا التمسك بالوظيفة، والبقاء فيها، ولكن لماذا؟"

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES