أخبار اقتصادية- عالمية

الليرة اللبنانية .. قاع غير مسبوق عند 24200 للدولار

الليرة اللبنانية .. قاع غير مسبوق عند 24200 للدولار

فقدت العملة اللبنانية الآن أكثر من 93 في المائة من قيمتها منذ صيف 2019.

تراجعت العملة اللبنانية إلى مستوى منخفض جديد مقابل الدولار أمس وسط حالة من الشلل بالحكومة مع تفاقم الانهيار المالي في البلاد.
وبحسب "رويترز"، قال عدد من صرافي العملات في بيروت إن الليرة بلغت 24200 للدولار، متراجعة لما دون أدنى مستوى على الإطلاق عند نحو 24 ألفا المسجل في تموز (يوليو) .
وفقدت العملة الآن أكثر من 93 في المائة من قيمتها منذ صيف 2019 عندما بدأ الانفصال عن سعر الصرف البالغ 1500 ليرة للدولار الذي كانت مربوطة عنده منذ 1997.
ويئن لبنان تحت وطأة انهيار اقتصادي وصفه البنك الدولي بأنه أحد أسوأ حالات الكساد في التاريخ الحديث.
وتعود الأزمة إلى حد كبير لعقود من الفساد وسوء الإدارة من النخب السياسية.
شكل لبنان حكومة جديدة في أيلول (سبتمبر) برئاسة نجيب ميقاتي من أهدافها التفاوض على برنامج صندوق النقد الدولي، الذي ينظر إليه على أنه مهم للإفراج عن مساعدات دولية لوقف الأزمة. غير أن الحكومة لم تجتمع منذ أكثر من 40 يوما.
يشار إلى أن كثيرا من اللبنانيين ينفقون جزءا كبيرا من رواتبهم على أدوية قد تكون لا غنى عنها لأنفسهم وأحبائهم، لكن ذلك كان يحدث إلى أن قلصت الحكومة اللبنانية، التي تعاني ضائقة مالية شديدة، دعمها للأدوية أخيرا.
وأصبحت أسعار تلك الأدوية، التي زادت أربعة أضعاف تلتهم معظم دخلهم في وقت يعاني كثيرون منهم أمراضا مزمنة، ولا يمكنهم الحصول عليها بأسعار معقولة.
ورفعت الحكومة، الدعم عن السلع الأساسية بما في ذلك الوقود والآن الدواء، لكنها فشلت في توفير شبكة أمان اجتماعي لمن يعانون فقرا متزايدا.
اعتادت الممرضة كريستين (28 عاما)، التي تعمل في الجيش اللبناني إنفاق نحو ربع راتبها على أدوية لا غنى عنها للبقاء على قيد الحياة لوالديها اللذين يعانيان أمراض القلب الحادة. وكان بوسعها تدبر الأمر إلى أن قلصت الحكومة اللبنانية، التي تمر بأزمة مالية شديدة، الدعم المخصص للأدوية هذا الأسبوع. وذكرت كريستين أن سعر الأدوية سيلتهم كل راتبها وراتب والدها (65 عاما) الذي يعمل في وظيفة أمنية ليلية.
وقالت لـ"رويترز" مستخدمة اسمها الأول فقط، بسبب القواعد، التي تمنع أفراد الجيش من التحدث لوسائل الإعلام، "ليس في مقدور أي أسرة تحمل ذلك. الحكومة.. تولت (السلطة) لإنقاذ البلاد، لكنها لا تتركنا في حالنا وحسب، لكنها تتركنا لنواجه الموت ببطء وألم".
ويعاني ثلاثة أرباع السكان حاليا الفقر بحسب الأمم المتحدة، لكن خبيرا في مكافحة الفقر في المنظمة الدولية قال الأسبوع الماضي: إن المسؤولين اللبنانيين يعيشون في "عالم خيالي"، وليس لديهم أي شعور بضرورة التحرك العاجل لتخفيف الأزمة. وقال فراس أبيض وزير الصحة العامة: إن أشكالا من الدعم لا تزال سارية على كثير من الأدوية، بينها الأدوية الأغلى سعرا والأكثر أهمية، ويمكن للمواطنين الحصول على بعض الأدوية مجانا في مراكز الرعاية الصحية الأولية.
وأعرب أبيض عن أسفه لعدم وجود شبكة أمان حكومية واصفا ذلك بأنه "جريمة"، لكنه قال: إن خطوة الدعم تستند إلى الضرورة المالية وستؤدي إلى توافر الأدوية، التي كانت تختفي لشهور، في غضون أسبوعين. وأوضح أن هذه أول محاولة لإيجاد حلول واقعية مستدامة. من جهته، قال النائب عاصم عراجي، رئيس لجنة الصحة في مجلس النواب، إنه تم خفض الدعم الطبي بشكل عام الآن من 120 مليون دولار شهريا إلى نحو 35 مليون دولار. وأضاف أن التغيير مقلق، وأن الناس سيتضررون كثيرا.
وأثر الارتفاع في أسعار الأدوية الضرورية الخاصة بأمراض مزمنة، مثل الأنسولين، الذي ارتفع سعره أربعة أضعاف من نحو 180 ألف ليرة لبنانية (نحو 120 دولارا بالسعر الرسمي أو نحو ثمانية دولارات بسعر السوق السوداء) إلى 730 ألف ليرة، وهو ما يعني أن تكلفته الآن تزيد على الحد الأدنى الشهري للأجور.
وقال الصيدلي علي هويلو عن نقص الأنسولين "الناس فعلا تتأزم من وراء الأنسولين، في عالم بتوصل على شفير الموت".
وقال عدد من الصيادلة في بيروت: إنهم لم يشهدوا بعد زيادة في إمدادات الأدوية ويخشون أن يعجز معظم الناس عن شرائها.
وذكر رابح الشعار، مدير صيدلية الشعار، أن زبونة أصيبت بنوبة فزع في صيدليته هذا الأسبوع عندما لم تجد دواء مهما لمرض نفسي. وأضاف، بينما يدخل زبائن صيدليته بقوائم أدوية للموظفين ليبلغوهم أنه ليس لديهم أي منها في المخازن، "ستتوافر مزيد من الأدوية قريبا، لكن لن يكون في مقدور الناس شراؤها".
وبمجرد معرفتهم الأسعار الجديدة، يبتعد بعض الزبائن أو يسألون عن أدوية بديلة.
وقال السائق حسين شيخ (75 عاما): إنه اضطر إلى اقتراض مال من رئيسه، ليتمكن من شراء الدواء اللازم لعلاجه من الربو المزمن بعد أن ارتفع سعره من 37 ألف ليرة إلى 126 ألفا.

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من أخبار اقتصادية- عالمية