1.58 تريليون دولار إجمالي ديون الأسر في كوريا .. عائق للاقتصاد

1.58 تريليون دولار إجمالي ديون الأسر في كوريا .. عائق للاقتصاد
المساهمات الاجتماعية للشركات الكورية الكبرى تراجعت بنحو 37 في المائة.

ارتفعت الديون الأسرية بوتيرة سريعة وسط تكاليف الاقتراض المنخفضة القياسية المعمول بها لمدة طويلة على خلاف العادة، ما قد يشكل عائقا محتملا على الاقتصاد.
ووفقا لبيانات البنك المركزي، وصلت ديون الأسر إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق إلى 1844.9 تريليون وون "1.58 تريليون دولار" في نهاية أيلول (سبتمبر) الماضي، بزيادة 36.7 تريليون وون مقارنة بمستواها قبل ثلاثة أشهر.
الى ذلك قرر البنك المركزي في كوريا الجنوبية أمس، رفع سعر الفائدة الرئيسة بمقدار ربع نقطة مئوية إلى 1 في المائة، لمكافحة التضخم ونمو ديون الأسر.
وأنهى هذا القرار 20 شهرا من بقاء سعر الفائدة أقل من 1 في المائة، بعد أن قرر البنك المركزي في آذار (مارس) من العام الماضي تخفيض الفائدة نصف نقطة مئوية إلى 0.75 في المائة وبعد ذلك بشهرين، تم خفض الفائدة مرة أخرى إلى أدنى مستوى لها على الإطلاق عند 0.5 في المائة.
ووفقا لـ"الألمانية"، استمر سعر الفائدة عند مستوى 0.5 في المائة، حتى آب (أغسطس)، عندما قرر البنك المركزي أول زيادة في سعر الفائدة في عصر الوباء بمقدار ربع نقطة مئوية إلى 0.75 في المائة.
وأشارت وكالة يونهاب الكورية الجنوبية للأنباء إلى أن قرار رفع سعر الفائدة جاء وسط مخاوف بشأن التضخم والديون الأسرية المتزايدة بسرعة، على الرغم من علامات الانتعاش الاقتصادي من التباطؤ الناجم عن الجائحة، حيث ارتفع تضخم أسعار المستهلكين في كوريا الجنوبية إلى 3.2 في المائة، سنويا خلال الشهر الماضي وهو أعلى مستوى له منذ كانون الثاني (يناير) 2012.
وعلى الرغم من هذه المخاوف بشأن الاقتصاد، قال مراقبو السوق إن البنك المركزي قد يرفع سعر الفائدة مرة واحدة على الأقل في النصف الأول من العام المقبل، وسط المخاوف المستمرة بشأن التضخم وديون الأسر.
إلى ذلك، تراجعت القدرة التنافسية الضريبية الدولية لكوريا الجنوبية بمقدار تسع مراتب خلال الأعوام الخمسة الماضية، حسبما ذكر تقرير صدر أمس، في إشارة إلى الحاجة إلى خفض معدلات الضرائب وتبسيط النظام الضريبي.
واحتلت القدرة التنافسية الضريبية للبلاد المركز الـ26 على مستوى العالم في 2021، مقارنة بالمركز الـ17 قبل خمسة أعوام، وفقا لتقرير صادر عن معهد البحوث الاقتصادية الكوري.
ويمثل هذا التراجع أكبر انخفاض بين مجموعة الاقتصادات الخمسة الرئيسة، إضافة إلى 37 دولة عضو في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.
وتقدمت الولايات المتحدة من حيث القدرة التنافسية الضريبية بمقدار سبع مراتب، من المركز الـ28 إلى المركز الـ21 خلال الفترة المذكورة، وارتفعت فرنسا إلى المركز الـ35 من المركز الـ37.
وفي المقابل انخفض ترتيب اليابان إلى المركز الـ24 من المركز الـ19، وشهدت ألمانيا تراجع قدرتها التنافسية بمرتبة واحدة إلى المركز الـ16.
وتقيس القدرة التنافسية الضريبية مدى ملاءمة قانون الضرائب لدولة ما لتعزيز الإنتاج والاستثمار والرفاهية الاقتصادية. وتستند التصنيفات إلى تقرير التنافسية الضريبية العالمية الذي تعده مؤسسة الضرائب الأمريكية. ووفقا للتقرير، احتلت كوريا الجنوبية المركز الـ33 من حيث ضرائب الشركات، بانخفاض سبع مراتب عن الأعوام الخمسة السابقة.
وعزا المعهد الانخفاض إلى رفع الحد الأقصى لمعدل ضريبة الشركات في كوريا الجنوبية إلى 25 في المائة من 22 في المائة في 2018.
وفيما يتعلق بضريبة الدخل، تراجع ترتيب كوريا الجنوبية إلى المركز الـ24 من المركز الـ17، وتراجعت قدرتها التنافسية من حيث ضريبة الممتلكات بمرتبة واحدة إلى المركز الـ32 من المركز الـ31، وفقا للتقرير.
وفي سياق متصل، أفادت بيانات متعقب للشركات بأن المساهمات الاجتماعية للشركات الكورية الجنوبية الكبرى تراجعت بنحو 37 في المائة، في الأشهر التسعة الأولى من العام وسط جائحة فيروس كورونا.
وقال متتبع الشركات "سي آي أو سكور"، الذي يتتبع إدارة الشركات أمس الأول، إن 255 شركة من أكبر 500 شركة في البلاد من حيث المبيعات، تبرعت بـ1.01 تريليون وون "850 مليون دولار" للجمعيات الخيرية خلال الأشهر التسعة الأولى من العام، تراجعا بـ37.1 في المائة مقارنة بعام سابق.
وأوضح أن التراجع يأتي في ظل جائحة كورونا، على الرغم من أن أداء الشركات كان أفضل مقارنة بعام سابق. فقد توسعت المبيعات الإجمالية للشركات بـ13.8 في المائة، إلى 186.2 تريليون وون خلال الفترة المذكورة، وارتفع الدخل التشغيلي بـ73.5 في المائة، إلى 62.7 تريليون وون.
وتشمل الشركات الـ255 الشركات التي أعلنت تقاريرها ربع السنوية ومساهماتها الاجتماعية التفصيلية. وكانت "سامسونج للإلكترونيات" أكبر مشارك اجتماعيا بقيمة 187.8 مليار وون في الفترة المذكورة، على الرغم من أن المبلغ انخفض بـ21.6 في المائة مقارنة بعام سابق.
وجاءت كوريا للطاقة الكهربائية الحكومية في المركز الثاني بـ88 مليار وون، وتلتها "إل جي للأجهزة المنزلية والرعاية الصحية" بـ68.23 مليار وون، و"بوسكو" بـ36.6 مليار وون، ثم "هيونداي موتور" بـ35.4 مليار وون.
أسهمت "إل جي للأدوات المنزلية والرعاية الصحية"، وهي شركة تابعة لرابع أكبر تكتل في كوريا الجنوبية، مجموعة إل جي بـ1.13 في المائة، من مبيعاتها، لتصبح الشركة الوحيدة التي تتخطى تبرعاتها 1 في المائة من المبيعات.

الأكثر قراءة