الطاقة- النفط

النفط يواصل الصعود .. شكوك في فاعلية السحب من المخزونات

 النفط يواصل الصعود .. شكوك في فاعلية السحب من المخزونات

الطلب العالمي على الخام يعاني مجددا في ضوء اتساع الإصابات الجديدة بالفيروس في أوروبا.

ارتفعت أسعار النفط أمس، مواصلة مكاسبها مع استمرار شكوك المستثمرين بشأن فاعلية تحرك تقوده الولايات المتحدة للسحب من احتياطيات النفط الاستراتيجية، وحولوا تركيزهم إلى الخطوة المقبلة لمنتجي النفط خلال اجتماعهم المقبل.
وبحلول الساعة 07:42 بتوقيت جرينتش زادت العقود الآجلة لخام برنت 13 سنتا أو 0.2 في المائة إلى 82.44 دولار للبرميل، بعدما قفزت 3.3 في المائة أمس الأول. وارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط 20 سنتا أو 0.3 في المائة إلى 78.70 دولار للبرميل. وكانت قد سجلت زيادة 2.3 في المائة في اليوم السابق.
ويترقب المتعاملون في السوق رد فعل المنتجين في "أوبك +" في الاجتماع الوزاري الشهري في 2 كانون الأول (ديسمبر) المقبل، الذي من المفترض أن يناقش الزيادة الشهرية وقدرها 400 ألف برميل يوميا أو يعدل سياسات الإنتاج.
ويقول لـ"الاقتصادية"، محللون نفطيون، إن العقود الآجلة للنفط الخام ارتفعت، بعدما عد المستثمرون أن حجم السحب من احتياطي النفط الاستراتيجي من قبل بعض الاقتصادات الرئيسة المستهلكة غير كاف لتخفيض مستويات الأسعار، التي تأثرت أصلا بأزمة الغاز في آسيا والدول الأوروبية.
وفي هذا الإطار، يقول الدكتور فيليب ديبيش رئيس المبادرة الأوروبية للطاقة، إن مكاسب الأسعار استمرت على الرغم من قرار السحب من الاحتياطات الأمريكية، ويعود ذلك إلى قناعة السوق بأن ما تم سحبه إجمالا أقل من أن يخفف من اختلال التوازن بين العرض والطلب.
وذكر أن السوق النفطية تعاني ظروفا دقيقة ومعقدة للاقتصادات العالمية، بينها ارتفاع التضخم وتفاقم تكاليف الطاقة، لذا لن يسهم قرار الإفراج كثيرا في تهدئة حالة التوتر في السوق، على الرغم من الانخفاضات في الأسابيع الأربعة الماضية، حيث لا تزال أسعار النفط الخام غير بعيدة عن أعلى مستوياتها في سبعة أعوام، التي لامستها في أواخر تشرين الأول (أكتوبر) الماضي.
من ناحيته، قال جوران جيراس مساعد مدير بنك "زد إيه إف" في كرواتيا، إن الولايات المتحدة إذا أقدمت على قرار السحب من المخزونات له سلبيات عديدة على المدى الطويل بالنسبة للاقتصاد الأمريكي، مشيرا إلى أن "أوبك +" لا تزال تدير المعروض العالمي وتسيطر بقوة على السوق معتبرا أن الإجراء الأمريكي سيكون محدود التأثير ومؤقتا، وهذا ما يدركه ويترقبه تجار النفط الخام حول العالم بشدة.
ويشير أندريه يانييف المحلل البلغاري والباحث في شؤون الطاقة إلى أن الطلب العالمي على النفط الخام يعاني مجددا في ضوء اتساع الإصابات الجديدة بالفيروس في أوروبا وعودة الإغلاقات ما يضعف معنويات السوق ويجدد توقعات تعثر الطلب خاصة بعدما كشف معهد البترول الأمريكي عن زيادة في مخزونات النفط الخام والبنزين في الولايات المتحدة للأسبوع الماضي، حيث ارتفعت مخزونات النفط الخام بمقدار 2.3 مليون برميل في الأسبوع وارتفعت مخزونات البنزين 600 ألف برميل.
وتضيف الدكتورة ناجندا كومندانتوفا كبير محللي المعهد الدولي لتطبيقات الطاقة، أن المساهمات من بعض الدول المستهلكة في السحب من المخزونات النفطية، جاءت أقل مما توقعه كثيرون ولذا تقلبت الأسعار وبعد انخفاض فوري حدث صعود لاحق، لافتة إلى اتفاق الدوائر التحليلية الدولية على أن رد فعل "أوبك +" في الاجتماع الشهري المقبل.
وأكدت أن الاقتصاد العالمي يواجه أقوى تضخم منذ أكثر من عقد وسط شكوك ومخاطر واسعة تحيط بالانتعاش الاقتصادي بعد أزمة جائحة كوفيد، منوهة إلى تراجع أسعار النفط بشكل حاد على مدى أسبوع وذلك منذ أن بدأت الإدارة الأمريكية مناقشة فكرة تحرير النفط الخام من الاحتياطي الاستراتيجي في البلاد، مع استبعاد تضييق الخناق على صادرات النفط الأمريكي بسبب التخوف من نتائج عكسية تضر بإنتاج البلاد.
وفي سياق متصل، أكد محمد باركيندو الأمين العام لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك"، ضرورة أن يرتقي قادة الصناعة إلى مستوى التحديات الراهنة.
وقال باركيندو – في تقرير عن الاجتماع 136 للمجلس الاقتصادي لمنظمة أوبك عبر الفيديو "كونفرنس" الذي اختتم الأربعاء – إنه يجب معالجة القضايا الاقتصادية الراهنة بأولوية عالية من قبل قادة العالم من أجل تحسين التدفقات التجارية مرة أخرى في جميع أنحاء العالم ودعم انتعاش اقتصادي أكثر شمولا بعد الوباء.
وأكد الدور الاستراتيجي المستمر لإعلان تعاون "أوبك +" في توفير تيار حيوي من الاستقرار في سوق النفط العالمية ولا سيما مع استمرار تعافي الاقتصاد من جائحة كوفيد -19.
وذكر باركيندو أنه في الاجتماع الأخير أكد وزراء الطاقة في "أوبك +" مجددا التزامهم المستمر بضمان سوق نفط مستقر ومتوازن لمصلحة المنتجين والمستهلكين والعمل على دعم التعافي الاقتصادي العالمي المستمر.
وأشار باركيندو إلى تعهد التحالف بالبقاء مرنا ويقظا واستباقيا وشفافا في معالجة أوجه عدم اليقين الكبيرة والتكيف بشكل رشيق مع بيئة السوق الحالية المعقدة والمتطورة باستمرار.
كما اطلع الأمين العام للمجلس على مشاركة "أوبك" الأخيرة في مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ COP26 في جلاسكو وفي أديبك في أبو ظبي، مشيرا إلى أن وفد المنظمة إلى اجتماع مؤتمر الأطراف دعا إلى اتباع نهج عادل وشامل ومتوازن للتصدي لتغير المناخ.
من جانب آخر، ارتفعت سلة خام "أوبك" وسجل سعرها 79.4 دولار للبرميل الثلاثاء مقابل 78.9 دولار للبرميل في اليوم السابق. وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول أوبك أمس، أن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء في المنظمة حقق أول ارتفاع عقب انخفاض سابق وأن السلة خسرت نحو ثلاثة دولارات مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي الذي سجلت فيه 82.01 دولار للبرميل.

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الطاقة- النفط