Author

ترفيه وعوائد .. إبهار واستثمار

|

يشكل "موسم الرياض" محورا رئيسا في أنشطة الترفيه وما يرتبط به على الساحة السعودية، وهو يدعم بالتالي برنامج جودة الحياة، الذي يشكل أساسا آخر لرؤية المملكة 2030. واستراتيجية التنمية والبناء الاقتصادي التي تمضي قدما على الساحة المحلية، شملت كل القطاعات والجوانب الأخرى، ووضعت مسارات الروافد الأساسية للاقتصاد الوطني ضمن سياق حقق العوائد المستهدفة المادية وغيرها، ودعم هدفا أساسيا يتعلق بالتنوع الاقتصادي والاستدامة. وكل ذلك يدخل في عملية التنمية الشاملة، التي قدمت لها كل الأدوات والبرامج والأفكار والدعم والتمويل، كما أنها تخضع للمرونة التي يتطلبها الحراك في هذه الساحة أو تلك، وفي هذا الوقت أو ذاك. فقطاع الترفيه، صار منذ أعوام نشاطا مهما من عملية البناء الاقتصادي، وشهد قفزات نوعية، حتى إن برامجه صارت أمثلة تحتذى في المنطقة.
"موسم الرياض" لهذا العام، يسير كما خطط له. وربما تجاوز موسم 2019، الذي حقق نجاحا باهرا وعوائد معتبرة. وصنع لنفسه دورا اقتصاديا وترفيهيا على الساحة من خلال تقديم برامج أكثر تنوعا وجذبا من الدورة الأولى.
فموسم العام الذي سبق عام جائحة كورونا استقطب عشرة ملايين زائر، وحقق عوائد بلغت ستة مليارات ريال مقابل تكاليف وصلت إلى 3.1 مليار ريال. وهذا تأكيد آخر على الجدوى الاقتصادية لمثل هذه الفعاليات الضخمة، التي ترتبط أيضا بعوائد غير منظورة إلا أنها تدعم السياق العام لمسار الاستراتيجية الاقتصادية.
والمسألة لا تتوقف عند حدود التكاليف والعوائد، بل تشمل بصورة خاصة، أن "موسم الرياض" يوفر 34.7 ألف وظيفة مباشرة، و17.3 ألف وظيفة غير مباشرة. كما أنه يصنع كوادر في مجالات يمكن اعتبارها جديدة على الساحة السعودية، فضلا عن دور "الموسم" في دعم السياحة من زاوية المهرجانات والمؤتمرات وغيرهما من الفعاليات في كل الميادين.
مع انطلاق "موسم الرياض" في نسخته الثانية لهذا العام، ونجاح المملكة في التعاطي مع تداعيات جائحة كورونا، بدأت مؤشرات النجاح لهذا الموسم، عبر تدفق الزوار لفعالياته من كل جهة، بما في ذلك أولئك القادمين من دول مجلس التعاون الخليجي، الذين يعدون "الموسم" وجهة مناسبة ومهمة لهم ولأسرهم، ليس فقط من جهة الفعاليات التي لا تحصى فيه، بل أيضا من ناحية التسهيلات التي يتمتعون بها. مع التأكيد هنا، أن ما يقدمه "موسم الرياض" الذي حمل هذا العام اسم "تخيل أكثر"، يستقطب كل الشرائح من الزوار، كبارا وصغارا، فهو يجرى وينظم على مساحة هائلة تصل إلى 5.4 مليون متر مربع، تضم 14 منطقة ترفيهية بأكثر من 7500 فعالية، وممشى بطول ثلاثة كيلومترات. فضلا عن المطاعم والمقاهي والمتاجر، والمسارح وأرينا عالمية، و500 لعبة إلكترونية، وتسعة استديوهات عالمية.
والترفيه هنا، يتضمن أيضا جوانب رياضية ثقافية مهمة، بما في ذلك الأمسيات الشعرية وميدان الرماية التفاعلية والجولف وتنس البادل وغيرها. في نسختين لـ"موسم الرياض" فقط حقق تطورا لافتا عند المختصين في هذا المجال من الفعاليات حول العالم. ومن المتوقع أن تتجاوز نسخة "تخيل أكثر" لهذا العام، نسخة عام 2019 من جهة العوائد المالية.
قطاع الترفيه السعودي، صار منذ أعوام واحدا من المؤشرات لنجاح المسارات الاقتصادية كلها، فضلا عن أنه تحول إلى جهة يمكن التعلم منها من جانب دول أخرى. و"موسم الرياض" ليس إلا رافدا آخر لقطاع يشكل محورا أساسيا لاقتصاد هو الأكبر والأقوى في المنطقة.

إنشرها