مواجهة الجائحة القادمة .. ما الاستعدادات والحلول؟ «2 من 3»

الواقع أن عديدا من البلدان، ولا سيما البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل، تعاني مواطن ضعف من فترة طويلة في مجالات الاستعداد هذه، التي تترجم إلى مواطن ضعف على المستوى الإقليمي أيضا. وحتى البلدان التي لديها قدرة أكبر على الاستعداد كانت قد تعرضت لتحديات قوية بسبب جائحة فيروس كورونا، ما سلط الضوء على مواطن الضعف المرتبطة بانهيار سلاسل الإمداد العالمية، والدور الذي لعبه غياب الثقة وقلة التماسك وعدم توافر آليات التنسيق بين الهيئات والمصالح الحكومية في تقويض الاستجابة.
وحول الدعم الذي يقدمه البنك الدولي لعملية الاستعداد فإنه يتمتع، من خلال المؤسسة الدولية للتنمية والبنك الدولي للإنشاء والتعمير، بسجل حافل في توفير تمويل متواصل طويل الأجل يمكن التنبؤ به، وهو تمويل تحتاج إليه البلدان للاستعداد لمواجهة الجوائح، التي في الأغلب ما تتطلب تدخلات متعددة القطاعات. على سبيل المثال، فإنه باستخدام نهج “صحة واحدة”، الذي يعترف بالارتباط بين صحة الإنسان والحيوان والبيئة، ساعد برنامج تعزيز الأنظمة الإقليمية لمراقبة الأمراض - الذي استحدث في أعقاب أزمة فيروس إيبولا - على تدعيم القدرات الوطنية والإقليمية على مراقبة الأمراض والاستعداد لمواجهة الجوائح في 16 بلدا في غرب ووسط إفريقيا. إضافة إلى ذلك، قدمنا الدعم لمركز مكافحة الأمراض في إفريقيا من خلال تمويل من المؤسسة الدولية للتنمية. وبينما نساعد البلدان على مواجهة الجائحة الحالية عن طريق حزمة لدعم مكافحة فيروس كورونا بمبلغ 157 مليار دولار، التي تعد الأكبر في تاريخنا، فإننا نواصل مد يد العون لبناء القدرات من أجل الاستعداد لمكافحة الجوائح في المستقبل. علاوة على ذلك، تقوم المؤسسة الدولية للتنمية والبنك الدولي للإنشاء والتعمير بتعبئة موارد كبيرة في أسواق رأس المال على النحو التالي: تقدم المؤسسة الآن أكثر من ثلاثة دولارات في شكل تمويل بشروط ميسرة مقابل كل دولار من مساهمات المانحين، وفيما يتعلق بالبنك، فإن دولارا واحدا من رأس المال الإضافي يمكن أن يتيح تمويلا إضافيا بقيمة عشرة دولارات للبلدان المتعاملة مع البنك.
واستشرافا للمستقبل، فإن هناك مجموعة آليات وأدوات التمويل الخاصة بالبنك الدولي، وأثره العالمي، وحضوره القوي داخل البلدان، وخبرته في قطاعات متعددة، وانتشاره الواسع لدى واضعي السياسات، تجعلنا في وضع يمكننا من توسيع نطاق الدعم لعمليات الاستعداد على مستوى البلدان والصعيد الإقليمي. وسيكون الاستعداد أحد محاور تركيز العملية الـ20 لتجديد موارد المؤسسة الدولية للتنمية، ومن المقرر أن يظهر بشكل أكثر وضوحا في مشاركاتنا على مستوى البلدان.
وحول ضرورة القيام بتحرك عالمي فقد سلطت جائحة كورونا الضوء أيضا على الحاجة إلى اتخاذ إجراءات على المستوى العالمي، وتركز نسبة كبيرة من الزيادات المقترحة في التمويل الدولي لعملية الاستعداد على معالجة الثغرات المتصورة في المجال العالمي... يتبع.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي