Author

خريطة سعودية خضراء للعالم

|
أطلق الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس اللجنة العليا للسعودية الخضراء في الأسبوع قبل الماضي النسخة الأولى للمنتدى السنوي لمبادرة السعودية الخضراء الذي يعنى بمتابعة المبادرات التي أعلن عنها سابقا والهادفة إلى تحقيق مشروع السعودية الخضراء، وفي كلمته الافتتاحية في منتدى مبادرة السعودية الخضراء أعلن الأمير محمد إطلاق الحزمة الأولى من المبادرات النوعية لتكون خريطة طريق لحماية البيئة ومواجهة تحديات التغير المناخي التي من شأنها الإسهام في تحقيق المستهدفات الطموحة لمبادرة السعودية الخضراء.
إن إطلاق المملكة مبادرات إضافية في مجال الطاقة من شأنها تخفيض الانبعاثات الكربونية بمقدار 278 مليون طن سنويا بحلول عام 2030، يمثل ذلك تخفيضا بأكثر من ضعف مستهدفات المملكة المعلنة سابقا. ونلاحظ أن السعودية تبنت في قمة العشرين التي عقدت في العاصمة الرياض في 21 ـ 22 تشرين الثاني (نوفمبر) 2020، وكانت من القمم العالمية الناجحة، مشروع تنقية المناخ فوق كوكب الأرض، وتعهدت بأنها ستقوم بدور ريادي في تنظيف الكوكب من الغازات السامة والملوثة التي تتهدد البيئة على كوكب الأرض، وحينذاك أكد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أن موضوع تلوث المناخ سيكون من الموضوعات التي ستحظى باهتمام المؤتمر، وتشعر المملكة بأن قضية تلوث المناخ في كوكب الأرض لم تعد من الموضوعات التي يمكن تجاهلها، بل أصبحت قضايا الحفاظ على بيئة نظيفة من أهم القضايا التي يجب أن تشغل الإنسان فوق كوكب الأرض. كما أن قضايا البيئة والتلوث أضحت تقلق العلماء ومراكز الأبحاث في كل أنحاء العالم، بل أصبحت قضايا التلوث التي ألحقت أضرارا بالغة بصحة البشر والمحاصيل الزراعية، وأدت إلى تغيير مناخ وجغرافية الأرض تقلق كل الحكومات في كل أنحاء العالم، ولا سيما بعد جائحة كورونا.
وتمثل الحزمة الأولى من المبادرات النوعية التي أطلقت في المنتدى خريطة طريق لحماية البيئة ومواجهة تحديات التغير المناخي التي من شأنها الإسهام في تحقيق المستهدفات الطموحة لمبادرة السعودية الخضراء، حيث تستهدف المملكة تحقيق صفر كربون في عام 2060.
ويهدف المشروع إلى إعادة الخضرة إلى جزء كبير من الكوكب لتعود الحياة الطبيعية إلى الكرة الأرضية، وتنعم البشرية بحياة رغيدة وصحية ونظيفة، وإن مبادرتي السعودية الخضراء، والشرق الأوسط الأخضر سترسمان توجه المملكة والمنطقة إلى حماية الأرض والطبيعة.
وكلنا يعلم أن السعودية تعهدت بمعالجة أزمة المناخ بمشروعي السعودية الخضراء والشرق الأوسط الأخضر، اللذين يتضمنان عددا من الأعمال الطموحة التي من أبرزها زراعة عشرة مليارات شجرة داخل السعودية، و40 مليار شجرة في منطقة الشرق الأوسط. كما تحتاج المملكة والمنطقة والعالم إلى المضي قدما وبخطى متسارعة في مكافحة التغير المناخي تماشيا مع رؤيتنا التطويرية الشاملة، وأن المملكة والمنطقة تواجهان كثيرا من التحديات البيئية مثل التصحر الأمر الذي يشكل تهديدا اقتصاديا للمنطقة، حيث يقدر بأن 13 مليار دولار تستنزف سنويا لمواجهة العواصف الرملية. كما أن تلوث الهواء من غازات الاحتباس الحراري أثر سلبا في صحة الإنسان وحياته، ولذلك تعمل المملكة من خلال مبادرة السعودية الخضراء على رفع الغطاء النباتي وتقليل انبعاثات الكربون، ومكافحة التلوث وتدهور الأراضي والحفاظ على الحياة البحرية.
وعلينا أن نفهم ونعلم نتائج مشاريع التخضير في المملكة والشرق الأوسط التي ستتضمن عددا من المبادرات الطموحة أهمها زيادة ملحوظة في المساحة المغطاة بالأشجار بحيث تصل إلى 12 ضعفا تمثل مساهمة المملكة بأكثر من 4 في المائة في تحقيق مستهدفات المبادرة العالمية للحد من تدهور الحياة الفطرية، كما سيعمل المشروع على رفع نسبة المناطق المحمية إلى أكثر من 30 في المائة من مساحة أراضيها التي تقدر بـ600 ألف كيلو متر مربع لتتجاوز المستهدف العالمي.
الحكومة السعودية وضعت خطة متكاملة ومهمة لتحويل مدينة الرياض إلى واحدة من أكثر المدن العالمية استدامة، وأعلنت الانضمام إلى الاتحاد العالمي للمحيطات، وإلى تحالف القضاء على النفايات البلاستيكية في المحيطات والشواطئ، وإلى اتفاقية الرياضة لأجل العمل المناخي، إضافة إلى تأسيس مركز عالمي للاستدامة السياحية، وتأسيس مؤسسة غير ربحية لاستكشاف البحار والمحيطات.
ونرى كيف انطلقت المملكة من دورها الريادي مصممة على إحداث تأثير بيئي عالمي دائم، ومشاريعها تستهدف تخضير ملايين الهكتارات من الأراضي المتدهورة. ولذلك فإن مشروع التخضير مشروع حضاري تطرحه السعودية بكل فخر ليستعيد العالم التوازن فوق كرتنا الأرضية، وسيحمي هذا المشروع العبقري كوكب الأرض من التدهور، ومن عمليات التلوث البيئي الذي لحق به منذ أن بدأ العصر الصناعي الغربي في القرن الـ18 الميلادي وأدى إلى تدهور المناخ والحياة فوق الكوكب. وهنا لا بد أن نشيد بأن السعودية وضعت خريطة خضراء للعالم من خلال هذا المشروع الحيوي الإنساني.
إنشرها