أبو ظافر
رسالة في غاية اللطف وصلتني الأسبوع الماضي أحببت أن أشارككم فيها لنستمتع بهذا الرقي الإنساني معا، ونثق بأنه ما زال هناك أزواج رائعون في عالم يمتلئ بالخداع وسوء العشرة والجفاف العاطفي، يقول صاحب الرسالة:
"ارتبطت بزوجتي قبل 40 عاما كنت أبلغ 23 عاما وكانت في الـ18 من عمرها، كان زواجا تقليديا لم أرها ولم تراني إلا في ليلة الزفاف ومنذ تلك اللحظة شعرت بحب جارف نحوها لم يخبو على مر الأعوام. مرت خمسة أعوام من زواجنا ولم نرزق بأطفال وكان أهلي يضغطون علي لأتزوج من أخرى لكني رفضت وأقسمت لهم أيمانا مغلظة لو بقينا طوال العمر بلا ذرية فلن أتزوج عليها، في العام السادس حملت زوجتي ثم تتابع الأبناء فأنجبت لي خمسة ذكور وأربعة إناث، أسميت الأكبر منهم ظافر لأني ظفرت بتلك الزوجة الرائعة التي تحملتني رغم كل ظروف الحياة، بعد قدوم ظافر أبديت لها رغبتي في ترك الوظيفة والدخول في التجارة، لكن ينقصني رأس المال وكان الأمر مغامرة بالنسبة إلي لأني سأخاطر بمستقبلنا، لم ترد علي بل قامت ببساطة وأحضرت كل ذهبها ووضعته بين يدي وقالت بكل حب (يفداك الذهب وراعيته)، مرت الأعوام ونجحت بتجارتي نجاحا باهرا وأصبحت من أصحاب الملايين، وفجأة أصيبت زوجتي بفشل كلوي حاد وصارعت الآلام وكان قلبي ينفطر مع كل صرخة ألم، فقررت التبرع لها بكليتي لكنها رفضت بإصرار خوفا علي فأوهمتها أن هناك متبرعا تطابقت نتائجه مع نتائجها، وفي يوم العملية ظللت معها حتى آخر لحظة حتى لا تشعر بشيء، وتمت الزراعة ونجحت من فضل الله تعالى، وكانت تقول لي فيما بعد (لو جاك شي بالعملية ما فكرت كيف أبعيش بعدك؟)، لم أقلل من قدرها يوما أمام أهلي وأهلها وأبنائها، ولم أنظر إلى امرأة غيرها في حياتي فقد كان حبها يغمر شغاف قلبي، ولم أقارنها بسيدة أخرى، وهبتها قلبي فوهبتني الحب والاحترام والاحتواء، قبل خمسة أعوام رحلت من عالمنا إلى جوار ربها وما زلت أعيش على ذكراها الجميلة وصدى دعوتها التي حققها ربي (عسى يومي قبل يومك)، ورغم كل الضغوط من حولي للزواج بأخرى إلا أنني رفضت رفضا قاطعا فذكراها وأحفادي يملؤون علي حياتي".
وخزة
من قال إن الأزواج جميعهم غير أوفياء؟
بعد هذه الرسالة اللطيفة أتوقع أن جميع الأمهات سيدعين لبناتهن بزوج مثل "أبو ظافر".