Author

الرياض عاصمة المبادرات الخضراء

|
‏في بعض الأحيان يحتار كاتب ‏الرأي ماذا يكتب لعدم توافر الموضوعات التي تتلاءم مع ‏طبيعة المقالات التي يكتبها، وهذه الأيام يحتار وهو يختار بين عشرات الموضوعات في ظل حراك شامل في بلادنا التي أصبحت عاصمتها الرياض تستحق بكل جدارة أن تسمى "عاصمة المبادرات الخضراء" ‏وهذا ما شهده الأسبوع الماضي، فهناك مبادرة مستقبل الاستثمار، ومبادرة السعودية الخضراء، ومبادرة الشرق الأوسط الأخضر، وتحت كل مبادرة عناوين كثيرة ومبادرات فرعية، وموضوعات يناقشها مختصون من مختلف دول العالم، سواء من موظفي الحكومات ‏أو من الخبراء ورجال الأعمال.
تحت مبادرة الشرق الأوسط الأخضر هناك 20 مبادرة لحماية البيئة، ومنها إنشاء المركز الإقليمي للإنذار المبكر عن العواصف الغبارية الرملية، وتطوير القدرة على الاستعداد للجفاف والتخفيف من حدته، وتطوير أنظمة ونماذج تحسين التوقعات للظواهر الجوية، وتأهيل المدرجات الزراعية ومنظومة‏ الإنذار المبكر عن حالات الطقس ومعالجة النفايات، وغيرها من المبادرات ذات العلاقة.
أما مبادرة مستقبل الاستثمار فتحمل عديدا من المبادرات المهمة أيضا ومنها تعزيز الشراكات الاستراتيجية الرئيسة بين السعودية وعديد من بلدان العالم والترويج لفرص الاستثمار المستدام في المملكة مع دعم كيانات القطاعين العام والخاص، ومن أهم المبادرات في مجال مستقبل الاستثمار نقل المقار الإقليمية لـ 44 شركة عالمية معروفة إلى مدينة الرياض، ما سيوفر فرص العمل للشباب السعودي، وستجلب هذه الشركات خبرات عالمية، وستسهم في تطوير مجالات البحث والابتكار، ما يؤدي إلى نقل المعرفة للمواهب الوطنية الشابة، ويهدف هذا البرنامج الذي يوليه ولي العهد اهتماما خاصا إلى جلب 480 شركة عالمية ويستحدث نحو 30 ألف وظيفة، ويسهم في إضافة نحو 67 مليارا إلى الاقتصاد الوطني بحلول 2030.
ومن تابع الأخبار خلال الأسبوع الماضي يلاحظ أن الاجتماعات والمؤتمرات التي عقدت في الرياض أديرت بطريقة احترافية بواسطة جهاز من الشباب والشابات السعوديات، الذين ظهرت مواهبهم وقدراتهم على تنظيم اجتماعات قمة العشرين في الرياض العام الماضي، بل صقلت مواهبهم وتجلت في مناسبات كثيرة قبلها، حيث أصبحت لديهم المعرفة في الترجمة الفورية واستعمال التقنية الحديثة لإدارة مثل هذه المؤتمرات، وكنا في الماضي نعتمد كليا على شركات أجنبية للقيام بهذه المهمة. وقد حققت هذه المبادرات الرائدة سمعة عالية لبلادنا عالميا تؤكد حرصها على تحسين البيئة ليس في هذه المنطقة فقط، وإنما في العالم، وكذلك‏ طرح مجالات استثمار جاذبة ‏في ظل أنظمة مرنة تحمي المستثمر وتوفر له بيئة استثمارية مثالية.
وأخيرا: ‏متأكد أننا سنرى منصة لرصد التقدم في تحقيق هذه المبادرات الريادية لنثبت لأنفسنا وللعالم قدرتنا المتفوقة على تحويل توصيات المؤتمرات والأفكار والإعلانات إلى واقع حتى قبل الأجل الذي حدد لها "مثلما يتحقق الآن مع مستهدفات رؤية المملكة التي أعلنت عدة وزارات وقطاعات تحقيق مستهدفات 2030 قبل وصولنا للتاريخ المحدد بأعوام عدة"، وليوقن العالم أن السعودية اليوم تسخر إمكاناتها وتمد يدها بالمبادرات الخضراء وأعني بذلك جميع المبادرات التي تحمل الخير والسلام للعالم، فاللون الأخضر كما هو معروف هو لون السلام والنماء، ولذا اتخذته السعودية شعارا لها ليس في لون علمها فقط وإنما في علاقاتها مع دول العالم التي تبادلها حب الخير والتعاون من أجل عالم أكثر استقرارا وأمنا ورخاء للشعوب.
إنشرها