الطاقة- النفط

"جولدمان ساكس" : استهلاك النفط على وشك العودة إلى مستويات ما قبل كوفيد

"جولدمان ساكس" : استهلاك النفط على وشك العودة إلى مستويات ما قبل كوفيد

الطلب العالمي يتعافى بوتيرة سريعة والجميع يتطلع إلى زيادة العرض.

هيمنت التقلبات على أسعار النفط الخام حيث ارتفعت عقب تراجع سابق بينما كانت قد سجلت في نهاية الأسبوع الماضي أعلى مستوى في سبعة أسابيع بفعل تصحيح الأسعار وجني الأرباح ثم تراجعت نسبيا في ظل تراجع ضغوط أزمة الغاز الطبيعي وتأثيرها في أسعار النفط حيث انخفضت أسعار الغاز إضافة إلى توقعات نمو المخزونات النفطية الأمريكية.
ويستعد المنتجون في أوبك+ لاجتماع وزراي شهري جديد في 4 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل وسط توقعات بالإبقاء على مستوى الزيادة الشهرية بنحو 400 ألف برميل يوميا في كانون الأول (ديسمبر) وهو ما صرح به أخيرا نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك.
ويقول لـ"الاقتصادية"، محللون نفطيون إن العقود الآجلة للنفط الخام تراجعت بشكل طفيف وسط تقارير عن محادثات هذا الأسبوع بين إيران والاتحاد الأوروبي ما قد يفتح الباب أمام التوصل إلى اتفاق دولي جديد قد يعيد الصادرات النفطية الإيرانية إلى أسواق النفط العالمية.
وأشاروا إلى أن الطلب العالمي يتعافى بوتيرة سريعة والجميع يتطلع إلى زيادة العرض بما يعالج النقص الحاد في النفط في وقت يحتاج فيه العالم إلى استهلاك أوسع في فصل الشتاء بينما تصب أغلب المؤشرات في مصلحة بقاء أوبك + على النهج نفسه في إجراء زيادات تدريجية محدودة.
وذكر المختصون أن أسعار النفط تضاعفت خلال الـ12 شهرا الماضية خاصة مع اندلاع أزمة الطاقة العالمية، ومخاوف التضخم تهيمن على جميع الدول خاصة دول الاستهلاك، مشيرين إلى توقعات صادرة عن مجموعة جولدمان ساكس ترجح أن استهلاك النفط على وشك العودة إلى مستويات ما قبل كوفيد.
وفي هذا الإطار، يقول سيفين شيميل مدير شركة في جي إندستري الألمانية، إن الأسعار تسير في مسار من المكاسب المتلاحقة بسبب أزمة الغاز وضيق المعروض ولكنها عادت للتخلي نسبيا عن المكاسب بعد تراجع أسعار الغاز والفحم إضافة إلى تأثير التقارير التي تفيد بأن الاتحاد الأوروبي سيجري مناقشات مع إيران هذا الاسبوع بشأن استئناف المفاوضات المتعثرة.
وأوضح أن أغلب المحللين يرجحون أن الأسعار لن تستجيب بشكل واسع في حالة استئناف المحادثات الايرانية التي يمكن أن تواجه مشكلات التعثر مجددا وستستمر حالة الحذر في التعامل مع أنباء هذه المفاوضات وأن عودة الصادرات النفطية الإيرانية ليست مهمة سهلة وستستغرق بعض الوقت.
من جانبه، يوضح روبين نوبل مدير شركة أوكسيرا الدولية للاستشارات أن المستثمرين يراقبون عن كثب بيانات المخزونات النفطية الأمريكية ويعتبرونها القياس الحقيقي لتطورات الطلب على النفط الخام، موضحا أن أغلبية التكهنات تصب في مصلحة أن تظهر مخزونات المنتجات المكررة سحوبات واسعة حيث يظل الطلب قويا.
وذكر أن تراجعات الأسعار ستكون في الأغلب مؤقتة لجني الأرباح والتقاط الأنفاس عقب مسيرة طويلة من المكاسب السعرية حقق فيها خام برنت سبعة مكاسب متتالية والخام الأمريكي تسعة مكاسب أسبوعية متوالية مرجحا بقاء الاتجاه الصعودي مع اقتراب أسعار النفط من نهاية العام حيث يلوح مستوى 90 دولارا للبرميل في الأفق – بحسب تقدير العديد من البنوك الاستثمارية وشركات الطاقة الدولية.
ويشير ماركوس كروج كبير محللي شركة أيه كنترول لأبحاث النفط والغاز، إلى أن هناك العديد من الأسباب التي تدعو إلى توخي الحذر في السوق النفطية – وهو النهج الذي تتبعه أوبك + - موضحا أن الطلب في آسيا يساعد كثيرا على دعم أسواق الخام ولكن هناك بعض علامات التباطؤ ظهرت في الأسابيع الأخيرة.
وأكد أن غلبة الاتجاه الصعودي على الأسعار أدت إلى انتعاش المضاربة، ولا سيما أن المستثمرين يفضلون ويثقون بشدة بالرهانات الصعودية على الرهانات الهبوطية، لافتا إلى أن السبب وراء القفزة الأخيرة في أسعار النفط ليس فقط ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي أو حتى قيود أوبك + على الإنتاج بل ما يحدث من تقلص واسع في المخزونات الأمريكية التي يشعر التجار بالقلق من أنها ستنخفض إلى أدنى مستوى ممكن.
وتقول نينا انيجبوجو المحللة الروسية ومختص التحكيم الاقتصادي، إن تعافي الطلب يجرى بوتيرة قوية وهو ما أكده الأمير عبدالعزيز بن سلمان أخيرا بأن الطلب قد يزيد 500 إلى 600 ألف برميل في فصل الشتاء المقبل إضافة إلى تأثيرات تحول الشركات من الغاز إلى النفط الخام.
وأوضحت أن أوبك+ ستستمر في التعامل بحذر مع انتعاش الطلب خاصة مع تأكيد الأمير أن المزيد من البراميل من أوبك+ لن تفعل شيئا يذكر للحد من تكاليف الغاز في أوروبا وآسيا أو البنزين في الولايات المتحدة، مشيرة إلى قناعة أوبك+ بأن زيادة الأسعار ليست اتجاها دائما وهو التوجه الذي تدعمه السعودية وتؤيده العديد من الدول المنتجة خاصة نيجيريا وأذربيجان.
من ناحية أخرى، وفيما يخص الأسعار، تراجعت أسعار النفط بالسوق الأوروبية الثلاثاء ليواصل النفط الخام الأمريكي خسائره لليوم الثاني على التوالي مبتعدا عن أعلى مستوى في سبعة أعوام، وانخفض خام برنت للمرة الأولى خلال الأيام الثلاثة الأخيرة، ليتخلي عن أعلى مستوى في ثلاثة أعوام، بفعل عمليات تصحيح وجني أرباح، إضافة إلى توقف صعود أسعار الغاز الطبيعي والفحم في الأسواق العالمية، بجانب توقعات ارتفاع مخزونات الخام في الولايات المتحدة.
وتراجع الخام الأمريكي بأكثر من 0.6 في المائة، إلى مستوى 83.20 دولار، من مستوى الافتتاح عند 83.73 دولار، وسجل أعلى مستوى عند 84.08 دولار، وانخفض خام برنت بنسبة 0.6 في المائة، إلى مستوى 85.50 في المائة للبرميل، من مستوى الافتتاح عند 86.02 دولار، وسجل أعلى مستوى عند 86.40 دولار.
وعند تسوية الأسعار الإثنين، فقد الخام الأمريكي نسبة 0.5 في الخام، بفعل عمليات تصحيح وجني أرباح، بعدما سجل في وقت سابق من التعاملات أعلى مستوى في سبعة أعوام عند 85.39 في المائة، للبرميل.
وحقق خام برنت ارتفاعا بنسبة 0.3 في المائة، في ثاني مكسب يومي على التوالي، وسجل في وقت سابق أعلى مستوى في ثلاثة أعوام عند 86.68 دولار للبرميل.
وتوقفت موجة صعود أسعار الغاز الطبيعي والفحم، التي كانت أحد أسباب ارتفاع أسعار النفط على نطاق واسع الفترة الأخيرة، ويعزى هذا التوقف إلى تدخل الحكومة الصينية في سوق الفحم من أجل كبح جماح الأسعار.
وقال بنك جولدمان ساكس إنه من المرجح أن يرتفع سعر خام برنت فوق توقعاته بنهاية العام عند 90 دولارا للبرميل، وعزا ذلك إلى تحول استخدام الوقود من الغاز إلى النفط، الذي من المتوقع أن يضيف مليون برميل يوميا إلى الطلب العالمي على النفط.
ومن المتوقع ارتفاع المخزونات للأسبوع الخامس على التوالي، وتصدر الأربعاء البيانات الرسمية عن طريق وكالة الطاقة الأمريكية. ومن جانب آخر، حجبت منظمة الدول المصدرة للبترول أوبك أسعار سلتها ليوم الثلاثاء بمناسبة العيد الوطني في النمسا.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الطاقة- النفط