قال أيمن بن عبدالرحمن الوزير الأول ووزير المالية في الجزائر، إن الأوضاع التي يمر بها العالم أجمع، نتيجة وباء كوفيد - 19، ضاعفت التحديات التي تشغل حكوماتنا وشعوبنا، الأمر الذي يحتم على الجميع التكاتف لإيجاد الحلول العملية الكفيلة بمواجهة هذه التحديات والمخاطر التي تهدد كوكب الأرض.
وأرجع في بداية كلمته التي شارك بها في قمة مبادرة الشرق الأوسط الأخضر أسباب الخلل في التوازن البيئي إلى الاستغلال غير الأمثل وغير العقلاني للثروات الطبيعية، من جراء سباق اقتصادي غير متكافئ، أنتج اختلالات أجمع العالم على انعكاساتها الوخيمة على المناخ والتي ستؤدي على المديين القريب والبعيد إلى مشكلات كبيرة تهدد حياة الإنسان واقتصادات الدول.
وأشار إلى أن ذلك كله يجعل العالم أجمع شاكرا ومشيدا بمبادرة السعودية ومساعيها النوعية الهادفة إلى إيجاد رؤية بيئية مشتركة لتوحيد جهود حماية البيئة ومكافحة التغير المناخي في منطقة الشرق الأوسط والعالم.
وأكد أن بلاده تؤمن تماما بأهمية حماية البيئة، وتحقيق الاستدامة لها، لذا تبدي استعدادها الكامل لدعم مبادرة الشرق الأوسط الأخضر وكل مبادرة مماثلة من شأنها بحث وإيجاد الحلول لمشكلة التغير المناخي ومكافحة التصحر والجفاف وحرائق الغابات التي لم تسلم منها المنطقة العربية.
وشدد على أن بلوغ هذا الطموح ينبغي لجميع من يعيش على الكرة الأرضية أن يوحدوا الصوت والجهود للوصول إلى توصيات مشتركة في هذه القمة من شأنها إيجاد حلول عاجلة، ستكون مرجعا مهما في أعمال مجموعة العشرين G20 المقبلة، ومؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي "كوب 26" في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل.
من جانبه، أكد محمود علي يوسف وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي في جيبوتي، التصدي لتحديات التغير المناخي التي لا تعترف بحدود الدول، ولن يتم إلا بتضافر الجهود وتعزيزها ورفع مستوى التعاون على الصعيدين الإقليمي والدولي والعمل بنهج مستدام وشامل، وأن المحافظة على سلامة النظم البيئية تعد ضرورة لتأمين حياة أفضل للبشرية.
وأشار إلى أن ما نراه من فقر مدقع يدفع الملايين من البشر إلى الهجرة والترحال المستمر إلى القرى والمدن وعبور البحار والحدود، وذلك ناجم عن ظاهرة التصحر وندرة المياه وانكماش الأراضي الزراعية ونفور المواشي جراء التقلبات الجوية.
وأعرب عن تفاؤله بمبادرة الشرق الأوسط الأخضر التي تبعث أملا مجددا، وتبرهن على حرص المملكة على التفاعل الإيجابي مع القضايا الإقليمية والدولية وخدمة المصالح المشتركة، انطلاقا من دورها القيادي الريادي في المنطقة والعالم. وأوضح محمود علي يوسف أن مبادرة هذه القمة ستحدث تأثيرا كبيرا فيما يتعلق بمواجهة التغير المناخي وحماية الأرض والطبيعة، كما ستشكل منبرا إقليميا بارزا من شأنه أن يدفع بجهود المحافظة على البيئة في المنطقة، لافتا الانتباه إلى أن المنطقة تواجه تحديات في مقدمتها التغير المناخي والتصحر وندرة الأمطار وتلوث الهواء من جراء الغازات المسببة للاحتباس الحراري الأمر الذي يشكل تهديدا متزايدا على جميع المستويات.
وقال إنها تعد من المسائل الجوهرية التي ينبغي أن يرتكز عليها العمل الجماعي الهادف إلى مجابهة التحديات البيئية ومعالجة تداعياتها.
بدوره، أكد رياض المالكي وزير الخارجية والمغتربين الفلسطيني، أن مبادرات قمة الشرق الأوسط الأخضر، ستنقل منطقتنا إلى آفاق جديدة، ليس فقط على مستوى البيئة، وإنما على مستوى الحياة والاستدامة الإنسانية.
وقال إن هذه المبادرة تعكس رؤية ثاقبة ومسؤولية عالية وقيادة تفوق حدودنا كي تسهم منطقتنا بقيادة السعودية في إنعاش بيئتنا كي نتنفس ونأكل ونعيش بشكل أفضل.

