الطاقة- النفط

وزير الطاقة: العالم في حاجة إلى الوقود الأحفوري .. أسعار الخام تقودها سلع أخرى مثل الغاز والفحم

وزير الطاقة: العالم في حاجة إلى الوقود الأحفوري .. أسعار الخام تقودها سلع أخرى مثل الغاز والفحم

الأمير عبد العزيز خلال كلمته الوزارية في منتدى أسبوع سيرا الخامس للطاقة المنعقد في الهند أمس.

وزير الطاقة: العالم في حاجة إلى الوقود الأحفوري .. أسعار الخام تقودها سلع أخرى مثل الغاز والفحم

أسعار النفط قلصت نسبيا المكاسب وهو ما وصفه البعض بأنه تراجع قصير الأجل.

أكد الأمير عبدالعزيز بن سلمان وزير الطاقة، أن "أوبك" وحلفاءها "أوبك +" لا يرون أي نقص في النفط الخام في السوق رافضا دعوات من الدول المستهلكة لزيادة الإمدادات للحد من ارتفاع الأسعار.
وقال الأمير عبدالعزيز بن سلمان، خلال كلمة في منتدى أسبوع سيرا الخامس للطاقة المنعقد في الهند، أمس: "نرى دورنا محدودا، المسألة ليست نقص النفط الخام، حتى لو قمنا بتوفيره، أين المصافي التي ستحوله؟".
وأوضح أن أسعار الخام - في المرحلة الراهنة - تقودها سلع أخرى مثل الغاز الطبيعي والفحم، ملقيا باللوم على الحكومات والشركات لعدم الاحتفاظ بمخزونات كافية والفشل في توقع التعافي السريع للاقتصاد العالمي من الوباء.
وسلط الضوء على مجموعة كبيرة من العوامل التي أدت إلى ارتفاع أسعار الطاقة في الآونة الأخيرة، بما في ذلك محدودية الاستثمار في الهيدروكربونات والبنية التحتية، وانخفاض المخزونات، ورفع إجراءات العزل العام ومعدلات التطعيم الواقي من كوفيد - 19.
وقال الأمير عبدالعزيز: "استيقظ الناس فجأة على حقيقة أن كل شيء عندهم في طريقه للنفاد .. نفدت استثماراتهم، ونفدت المخزونات لديهم ونفد ... الإبداع في محاولة إيجاد حل واقعي يعالج القضايا الحقيقية".
وأضاف "الضغط الحالي يتفاقم بسبب نقص الاستثمار في الهيدروكربونات على مدى الأعوام القليلة الماضية، ما لدينا اليوم هو أن الناس لا يركزون على السبب الحقيقي للقضية".
وأضاف أن الأسعار قفزت أيضا بسبب الأعاصير التي أثرت في إنتاج النفط وتكريره وبسبب "التصور بأننا سنواجه بردا شديدا (في الشتاء) قد يحدث أو لا يحدث".
وأشار إلى غياب التوقعات بأن الاقتصاد العالمي سينمو بالسرعة نفسها التي ينمو بها الآن.
ووفقا لـ"رويترز"، قال وزير الطاقة إن المستخدمين الذين يتحولون من الغاز إلى النفط يمكن أن يمثلوا طلبا يراوح بين 500 ألف و600 ألف برميل يوميا اعتمادا على الطقس الشتوي وأسعار الطاقة ذات الصلة. وأكد أن العالم سيظل بحاجة إلى الوقود الأحفوري، كما أنه في حاجة إلى الاهتمام بجدية بتأمين الإمدادات، مشيرا إلى أن مخزونات البنزين والغاز منخفضة.
وقال إنه لا بد أن ينتبه العالم لأمن إمدادات الطاقة، الذي ينبغي عدم المساومة عليه في مكافحة تغير المناخ.
وأضاف أن السعودية تأمل في التعاون مع الاتحاد الأوروبي وبريطانيا بشأن الهيدروجين الأخضر، مضيفا أن الطلب غير المؤكد على هذا الوقود يمثل التحدي الأكبر للمملكة.
كما نوه في حديثه بالشراكة السعودية الهندية في مجال الطاقة، مؤكدا التزام المملكة بضمان أمن الطاقة للهند.
وفي سياق متصل، مالت أسعار النفط الخام إلى التراجع بسبب جهود الصين في احتواء أزمة الطاقة من خلال تشغيل مناجم الفحم بكامل طاقتها وهو ما انعكس على الفور على أسعار النفط الخام، كما اتسعت الضغوط على الأسعار بعد بيانات تظهر ارتفاع المخزونات النفطية الأمريكية.
ولا تزال توقعات الطلب قوية حيث انخفضت مخزونات الوقود، خاصة البنزين، بينما تواصل مجموعة "أوبك +" قيودها على المعروض النفطي وتستعد لاجتماع وزاري جديد في الرابع من تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل لتقييم وضع السوق والنظر في مدى ملاءمة زيادة الإمدادات ومراجعة خطط الإنتاج في كانون الأول (ديسمبر) المقبل.
وقال لـ «الاقتصادية»، محللون نفطيون إن أسعار النفط شهدت تقلبات محدودة لكنها بقيت في مستويات قوية بسبب معاناة السوق العالمية أزمة طاقة كبيرة، مشيرين إلى أن التراجعات جاءت بعد تشغيل الصين مناجم الفحم بكامل طاقتها، لكن المخاوف ما زالت باقية من أن أكبر مستهلك للطاقة في العالم لن يكون قادرا على تلبية الطلب المحلي على التدفئة.
وفي هذا الإطار، يقول لـ «الاقتصادية» الدكتور فيليب ديبيش رئيس المبادرة الأوروبية للطاقة، إن استمرار مستوى الأسعار القياسية يقترب من النقطة التي قد تؤدي إلى انخفاض الطلب حيث تجبر أسعار الطاقة المرتفعة واضطراب الإمدادات الجهات الصناعية على كبح الإنتاج.
وأوضح أن الصعود الحاد والمتواصل لأسعار الغاز الطبيعي المسال في جميع أنحاء العالم أسهم في سرعة التحول نحو زيادة الطلب على النفط الخام، ولجأ بالفعل عديد من الدول الآسيوية إلى إحلال النفط الخام محل استخدام الغاز المعتاد. ويوضح، جوران جيراس مساعد مدير بنك "زد أيه إف" في كرواتيا، أن ارتفاع أسعار البنزين في الولايات المتحدة يضغط بشدة على المستهلكين، خاصة أن أسعار برنت تدور حول 85 دولارا للبرميل، والخام الأمريكي حول 83 دولارا للبرميل، وذلك في أضيق فارق بين الخامين في عدة أعوام.
من ناحيته، يقول أندريه يانييف المحلل البلغاري والباحث في شؤون الطاقة، إن أزمة الطاقة العالمية مستمرة ولا توجد مؤشرات على انفراجة قريبا، مشيرا إلى محافظة تحالف "أوبك +" على انضباط صارم في ظل اتفاقية لخفض الإمدادات أبرمت في تموز (يوليو) الماضي، ومن المقرر أن تستمر حتى نهاية 2022. ولفت إلى أن معطيات السوق تتغير بشكل سريع، خاصة في ضوء أن الطلب على الطاقة ينمو أكثر بكثير من التوقعات السابقة، موضحا أن متطلبات استهلاك الطاقة وخفض الإنتاج ونقص الكهرباء باتت حقيقة، خاصة مع قدوم فصل الشتاء، وفي ظل توقعات تفاقم أزمة نمو الاستهلاك المطرد.
وتضيف الدكتورة ناجندا كومندانتوفا كبير محللي المعهد الدولي لتطبيقات الطاقة، أن أسعار النفط قلصت نسبيا المكاسب وهو ما وصفه البعض بأنه تراجع قصير الأجل من أعلى مستوياتها في عدة أعوام مع استمرار أزمة الطاقة العالمية.
وكانت أسعار النفط قد تراجعت أمس، بعد أن كثفت الحكومة الصينية جهودها لكبح الارتفاع القياسي في أسعار الفحم وتشغيل مناجم الفحم بكامل طاقتها لتخفيف أزمة نقص الطاقة.
ونزلت أسعار الفحم الصيني وغيره من السلع الأولية في التعاملات المبكرة، ما أدى بدوره إلى انخفاض أسعار النفط بعد ارتفاع طفيف في وقت سابق أمس.
وهبطت العقود الآجلة لخام القياس برنت 64 سنتا بما يعادل 0.8 في المائة، إلى 84.44 دولار للبرميل بحلول الساعة 06:45 بتوقيت جرينتش متخلية عن ارتفاعها 75 سنتا في الجلسة السابقة، لكنها لا تزال قرب أعلى مستوياتها في عدة أعوام.
كما هبطت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي لتشرين الثاني (نوفمبر)، التي انتهى أجلها أمس، 56 سنتا إلى 82.4 دولار للبرميل، كما انخفضت عقود كانون الأول (ديسمبر) 59 سنتا أو 0.7 في المائة، إلى 81.85 دولار للبرميل.
ولا تزال أسواق النفط بشكل عام مدعومة على خلفية أزمة الفحم والغاز العالمية التي أدت إلى التحول إلى الديزل وزيت الوقود لتوليد الطاقة.
لكن السوق تعرضت لضغوط بسبب بيانات من معهد البترول الأمريكي أظهرت ارتفاع مخزونات الخام الأمريكية 3.3 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 15 تشرين الأول (أكتوبر) وفقا لمصادر في السوق.
وكان ذلك أعلى بكثير من توقعات تسعة محللين في استطلاع أجرته "رويترز" لزيادة المخزونات 1.9 مليون برميل، لكن مخزونات البنزين ونواتج التقطير الأمريكية، التي تشمل الديزل وزيت التدفئة ووقود الطائرات، تراجعت أكثر بكثير مما توقعه المحللون ما يشير إلى ارتفاع الطلب.
وتراجعت أسعار العقود الآجلة للغاز الطبيعي في أوروبا أمس الأول في ظل توقعات بطقس معتدل مع وجود رياح قوية، ما يخفف الضغط على إمدادات الغاز في القارة.
وأشارت وكالة بلومبيرج للأنباء، إلى أن الطقس الدافئ في بداية موسم الطلب على التدفئة في فصل الشتاء يقلل الطلب على التدفئة ما أدى إلى تراجع أسعار الغاز، رغم تلميحات روسيا بأنها لن تزيد كميات الغاز التي تصدرها إلى أوروبا دون موافقة السلطات الأوروبية على خط الغاز الطبيعي المثير للجدل نورد ستريم 2 الذي سينقل الغاز من روسيا إلى ألمانيا وأوروبا الغربية عبر بحر البلطيق.
وفي الوقت نفسه، فإن وجود الرياح القوية خلال الأيام الحالية سيؤدي إلى زيادة إنتاج ألمانيا وبريطانيا من الكهرباء من طاقة الرياح إلى مستويات قياسية اليوم، ما يقلل الحاجة إلى إنتاج محطات الكهرباء التي تعمل بالغاز الطبيعي.
وتراجع سعر الغاز الطبيعي الهولندي وهو السعر القياسي للسوق الأوروبية 4.3 في المائة إلى 89.93 يورو لكل ميجا واط/ساعة كهرباء تسليم الشهر المقبل.
وتراجع سعر الغاز في بريطانيا 4.8 إلى 225.91 بنس لكل مليون وحدة حرارية، كما تراجعت أسعار حصص الانبعاثات الكربونية والكهرباء في ألمانيا.
من جانب آخر، تراجعت سلة خام "أوبك" وسجل سعرها 83.48 دولار للبرميل، أمس الأول، مقابل 84.04 دولار للبرميل في اليوم السابق.
وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك"، أمس، إن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء في المنظمة حقق أول انخفاض عقب عدة ارتفاعات سابقة، وإن السلة كسبت نحو دولار واحد مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي الذي سجلت فيه 82.37 دولار للبرميل.

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الطاقة- النفط