Author

استثمارات مبتكرة وعوائد مجزية

|

وضعت المملكة خططا رائدة في مجالات جذب السياح على مستوى منطقة الشرق الأوسط، وذلك بفضل تنفيذ مشاريع سياحية ضخمة ضمن برامج رؤية 2030، ومن المتوقع أن تؤدي الاستثمارات الضخمة في مشاريع السياحة العملاقة إلى تحويل السعودية إلى واحدة من أكبر صناع السياحة الترفيهية في العالم خلال العقد المقبل، وما فتئت المشاريع السياحية في المملكة تتعاظم يوما بعد يوم، في ظل الاهتمام بالقطاع السياحي والترفيهي بشكل عام، والتحول إلى وجهة عالمية.
وعلى صعيد المشروع السياحي السعودي الجديد الذي سيقام في منطقة الخليج العربي، فإنه يندرج ضمن الاستراتيجية السياحية الشاملة للبلاد. وهذا المشروع الذي حمل اسم The Rig "ذي ريج" وتزيد مساحته على 150 ألف متر مربع، يقدم تجربة سياحية وترفيهية جديدة تماما في المنطقة كلها، كما أنه يعزز مسيرة البناء الاقتصادي عبر توسيع نطاق القطاعات الأخرى غير النفطية في المساهمة في الناتج المحلي الإجمالي.
وخلال الفترة الماضية، شهدت السعودية بالفعل ارتفاعا مطردا لحصة القطاع غير النفطي في الدخل الوطني. ففي الربع الثاني من العام الجاري زاد الناتج الإجمالي للبلاد 1.8 في المائة، لتصل قيمته بالأسعار الثابتة إلى 608.8 مليار ريال. فكل مشروع سواء كان سياحيا أو غير سياحي يدخل ضمن الخطة الاستراتيجية الشاملة، ولا سيما الجانب الابتكاري الذي تستند إليه هذه المشاريع.
يمزج "ذي ريج" بين خيارات الضيافة والإقامة والمغامرة والتجارب الرياضية البحرية الاستثنائية. وهي كذلك، لأن هذا التنوع في الخدمات ليس متوافرا بهذه الصورة في المنطقة، ما يعزز مكانة السعودية على خريطة السياحة العالمية. ويأتي هذا المشروع ضمن استراتيجية صندوق الاستثمارات الهادفة إلى التطوير المستمر، الذي يضمن معطيات ومقومات جديدة وابتكارية في كل المجالات السياحية والترفيهية وغيرها. ولأن السعودية تولي اهتماما بالغا للمحافظة على البيئة العالمية، وتطرح المبادرات والبرامج لصيانة المناخ بشكل عام، فإن المشروع الجديد، يستهدف المحافظة على بيئة المنطقة التي سيقام عليها، وذلك وفق المعايير والممارسات العالمية. أي أنه مشروع ترفيهي سياحي بيئي. مع الإشارة إلى أن المشروع المشار إليه يبقى الوجهة السياحية الأولى عالميا المقامة على منصات بحرية، كتلك التي تشبه منصات النفط البحرية. من أهم الأسس التي سيقوم عليها مشروع "ذي ريج"، تقديم الخيارات السياحية الشاملة لثلاثة فنادق، ومجموعة مطاعم عالمية، ومهابط للطائرات المروحية، فضلا عن عدد من الأنشطة المتنوعة والرياضات البحرية الجريئة. والمشروع في حد ذاته فرصة لدعم الحراك الاستثماري العام في البلاد، في ظل قوانين محلية مرنة تسهم مباشرة في تعزيز هذا الحراك، وتوفر له الأسس اللازمة للاستدامة. فالتنوع الاقتصادي في السعودية يقدم الفرص للمستثمرين المحليين والأجانب، فضلا عن العلاقة الوطيدة بين القطاعين العام والخاص في كل القطاعات المدعومة بتوجهات الدولة. ومنذ إطلاق الجانب السياحي في خطة التنمية الوطنية الشاملة، لفتت المملكة أنظار المستثمرين الباحثين عن فرص في ساحة توفر بالفعل الفرص الآمنة، التي تستمد قوتها من متانة مكانة وسمعة الاقتصاد السعودي، حتى خلال أوقات الأزمات الاقتصادية العالمية.
السعودية تضع ضمن خططها رفع مساهمة القطاع السياحي في الناتج المحلي من 3.5 في المائة حاليا إلى 10 في المائة. وهذا التوجه سيوفر 1.6 مليون وظيفة، والوصول بعدد الزيارات السياحية إلى مليون زائر، وذلك من خلال خمسة مشاريع أطلقتها بالفعل في الفترة الماضية. ومع هذه المشاريع مشروع "ذي ريج" وغيرها من تلك التي من المتوقع أن تطلق في الفترة المقبلة، سيصل حجم الاستثمارات السياحية إلى 500 مليار ريال بحلول 2030.
والخطة ببساطة تقوم - كما هو معروف - على مرحلتين. الأولى "اكتشف السعودية" وتنتهي في 2022، والأخرى "عش التجربة السعودية"، التي تستكمل في 2030. ومن هنا، فإن مشاريع مبتكرة ومتميزة على شاكلة "ذي ريج"، ستظهر خلال العقد الحالي، مستندة إلى أسس قوية من البنية التحتية المتطورة والقوية وإلى بيئة استثمارية آمنة وقواعد تهدف إلى بناء اقتصاد سعودي يليق بالمملكة وبإمكاناتها وبمستقبلها.

إنشرها