أخبار اقتصادية- عالمية

سفير نيودلهي لـ "الاقتصادية": 500 شركة هندية تستثمر 1.5 مليار دولار في المملكة

سفير نيودلهي لـ "الاقتصادية": 500 شركة هندية تستثمر 1.5 مليار دولار في المملكة

د. أوصاف سعيد

سفير نيودلهي لـ "الاقتصادية": 500 شركة هندية تستثمر 1.5 مليار دولار في المملكة

بلغت التجارة الثنائية بين السعودية والهند 33 مليار دولار خلال عام 2020.

قال لـ"الاقتصادية" الدكتور أوصاف سعيد، سفير الهند لدى السعودية، إن أكثر من 500 شركة هندية تعمل في المملكة حاليا باستثمارات 1.5 مليار دولار، فيما تجاوزت الاستثمارات السعودية في بلاده 3.3 مليار دولار في قطاعات اقتصادية وتجارية مختلفة.
وأضاف أن صندوق الاستثمارات العامة استثمر 1.5 مليار في آب (أغسطس) 2020 في شركة جيو بلاتفورمز مقابل 2.32 في المائة من الأسهم، كما أعلن الصندوق استثمار 1.3 مليار دولار في ريلاينس ريتيل فينتشرز في تشرين الثاني (نوفمبر) 2020.
وأوضح أن هناك إمكانات هائلة للشركات السعودية في السوق الهندية المتنامية، مضيفا "نحن نعمل بشكل وثيق مع مختلف أصحاب المصلحة لتحقيق هذه الإمكانات".
وحول آليات تعزيز الشراكة الاقتصادية مع السعودية في ضوء رؤية 2030، قال إن "الرؤية" بمنزلة برنامج تحول اجتماعي واقتصادي بارز في المملكة بقيادة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، مبينا أن الإصلاحات الاقتصادية، التي طرحت ستؤدي إلى تنويع الاقتصاد وتحسين بيئة الأعمال بشكل كبير، ما يجعل المملكة أرضا للفرص.
وأكد أن هناك مجالات جديدة للتعاون بين البلدين في قطاعات السياحة والضيافة والطاقة المتجددة، مشيرا إلى أن الشركات الهندية يمكنها الاستفادة من الفرص العديدة الناشئة في المملكة بعد إطلاق مجموعة من المشاريع الضخمة مثل: نيوم، والقدية، ومشروع البحر الأحمر السياحي، وآمالا، كما يمكن للشركات الهندية أن تبرز كشركاء تنمويين رئيسين للمملكة من بالمشاركة من خلال معرفتهم العملية وتقنياتهم وخبراتهم.
ونوه إلى أن بلاده تعمل على تكثيف التعاون مع المملكة في المجال الاقتصادي من خلال الارتقاء بالعلاقة الثنائية وتطويرها وتنميتها إلى شراكة استراتيجية.
وأَضاف: "عطفا على التفاهمات، التي تمت خلال زيارة رئيس وزراء الهندي د. ناريندرا مودي في تشرين الأول (أكتوبر) 2019، كان هناك تكثيف للتعاون في جميع المجالات، مع التركيز بشكل خاص على مجال التجارة والاستثمار"، مبينا في الوقت نفسه أنه كجزء من مجلس الشراكة الاستراتيجية، هناك لجنة متكاملة مخصصة للاقتصاد والاستثمار، برئاسة وزير التجارة والصناعة الهندي ووزير الطاقة السعودي، وقد تم بالفعل عقد عديد من الاجتماعات على مستوى كبار المسؤولين لتكثيف التعاون للاستثمار في مختلف القطاعات.
ولفت إلى عقد مشاورات ثنائية للطاقة بشكل منتظم، ومن المتوقع أن تعقد الجولة المقبلة من المشاورات في نيودلهي خلال زيارة وزير الطاقة السعودي إلى الهند لترؤس الاجتماع الوزاري للجنة الاقتصادية والاستثمارات التابعة لمجلس الشراكة الاستراتيجية الشهر المقبل في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل.
وأشار إلى أنه على الرغم من التحديات، التي يمثلها وباء Covid-19 والتقلبات في سوق النفط، فقد أظهر البلدان إرادتهما ومرونتهما لتوجيه النمو الاقتصادي الثنائي إلى آفاق جديدة، إضافة إلى دعم الاستثمارات المتبادلة.
وقال إن رئيس مجلس الوزراء ناريندرا مودي أكد خلال الزيارة الأخيرة لوزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان إلى الهند، حرصه على رؤية علاقات اقتصادية أكبر مع السعودية، خصوصا في قطاعات رئيسة مثل قطاعات الطاقة وتكنولوجيا المعلومات والتصنيع الدفاعي.
وحول حجم التبادل التجاري بين الرياض ونيودلهي، بين السفير الهندي لدى السعودية أن التجارة الثنائية قبل الجائحة بلغت 33 مليار دولار، وانخفضت إلى 22 مليار دولار في العام المالي 2020- 2021 بسبب الوباء.
وأضاف "نلاحظ أرقاما مشجعة خلال النصف الأول من العام الجاري 2021، برزت الهند كثاني أكبر شريك تجاري للمملكة بتجارة ثنائية بلغت 14.9 مليار دولار، وفقا لإحصاءات رسمية سعودية، وتستعد للعودة إلى مستويات ما قبل الجائحة بحلول نهاية العام.
وبلغت الواردات من الهند 3.9 مليار دولار، والصادرات من السعودية 11 مليار دولار، بينما لا تزال السعودية مصدرا رئيسا للهند لاحتياجاتها من الطاقة، وبرزت الهند كشريك مفضل للمملكة لأمنها الغذائي، وهناك مسعى مستمر لزيادة تنويع السلة التجارية. وشدد على أن المملكة تلعب دورا مهما في أمن الطاقة في الهند، لأنها ثاني أكبر مصدر للنفط الخام في الهند وثالث أكبر مصدر لغاز البترول المسال، وأنه في الفترة من نيسان (أبريل) 2020 إلى آذار (مارس) 2021، استوردت الهند نحو 18 في المائة من احتياجاتها من النفط الخام بنحو 34 مليون طن متري، وبقيمة تقدر بـ 10.75 مليار دولار، و30 في المائة من احتياجاتها من الغاز المسال من السعودية.
وأشار إلى أن أعمال شركة أرامكو تنشط في الهند، إذ تم توقيع مذكرة تفاهم لتطوير وبناء مصفاة عملاقة متكاملة ومجمع للبتروكيماويات في الساحل الغربي للهند، كما توجد استثمارات كبيرة في مجال النفط والغاز، إضافة إلى إعلان أرامكو في آب (أغسطس) 2019 استحواذها على حصة 20 في المائة من شركة Reliance Industries Oil-to-Chemicals بقيمة 15 مليار دولار.
وبشأن آخر مستجدات مشاريع وخطط التحالف الدولي للطاقة الشمسية بقيادة الهند، قال السفير الهندي، إن التحالف الدولي للطاقة الشمسية ISA هو تحالف يتكون من 124 دولة أطلقت فكرته الهند، ومعظمها من الدول المشرقة الواقعة بين المناطق المدارية، بهدف الاستهلاك الفعال للطاقة الشمسية، وتم إطلاقه من قبل رئيس الوزراء ناريندرا مودي في 2015، وعليه دشن التحالف مبادرات مختلفة لتوفير الوصول إلى طاقة شمسية موثوقة وبأسعار معقولة للجميع.
ووقعت السعودية الاتفاقية الإطارية للتحالف الدولي للطاقة الشمسية ISA في شباط (فبراير) 2019 خلال زيارة ولي العهد للهند، لتصبح الدولة الـ73، التي تنضم إلى منظمة الطاقة المتجددة التي تقودها الهند، وبالنظر إلى الإمكانات الهائلة للطاقة الشمسية في المملكة، يعد وجودها في التحالف إضافة ذات قيمة ضخمة.
وأضاف "هناك تعاون متزايد بين البلدين في قطاع الطاقة المتجددة، لإضفاء طابع مؤسسي من التعاون على هذا المجال، مبينا أنه خلال زيارة رئيس الوزراء للمملكة في تشرين الأول (أكتوبر) 2019 تم توقيع مذكرة تفاهم بشأن التعاون في مجال الطاقة المتجددة بين وزارتي الطاقة السعودية والطاقة المتجددة الهندية.
وحول حجم وأعداد العمالة الهندية العاملة داخل السعودية، قال "ليس لدينا عدد دقيق للعمالة الهندية الموجودة في المملكة، فقبل الوباء، كان حجم الجالية الهندية يقدر بنحو 2.6 مليون، ما جعلها أكبر مجتمع مغترب في المملكة، لكن من المؤكد أن هناك أكثر من مليوني مواطن هندي يعملون في السعودية".
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من أخبار اقتصادية- عالمية