Author

الأقارب عقارب

|
تقول في رسالتها، "عشت طوال حياتي وأنا أؤمن بمقولة (الأقارب عقارب)، ويجب ألا نمنحهم ثقتنا المطلقة وأن تكون علاقاتنا بهم في إطار رسمي، كما أن مشاركتنا لهم في مناسباتهم الاجتماعية يجب أن تكون في أضيق الحدود، ومثل كثير من المعتقدات الاجتماعية التي نسير خلفها دون أدنى تفكير ولا سابق خبرة، آمنت بذلك المعتقد الذي يحث على البعد عن الأقارب والتوجس منهم والخوف من قربهم، رغم أن ديننا العظيم يدعو إلى عكس ذلك تماما من صلة الأقارب والصبر على آذاهم وتحمل زلاتهم، لكن مع الأسف معتقدات العقل الجمعي التي نسير وراءها بلا تفكير وتبصر هي السبب في كثير من علاقاتنا الفاشلة. مرت الأيام وتعرضت إلى موقف مؤلم من مواقف الحياة التي تقصم الظهر وتدمي الروح وتعصر الفؤاد عصرا، كنت بحاجة إلى من يساندني و(يطبطب علي) ويشاركني وجعي، شعرت في ذلك الموقف بضعفي وحاجتي إلى من حولي وعدم قدرتي على مصارعة اللحظات الصعبة وحدي، وأدركت حينها أن الأقارب هم تلك الشجرة وارفة الظلال التي تسند ظهرك عليها حين توشك الشمس أن تحرقك. أخبرتهم أنني أحتاج إلى دعمهم ومساندتهم لي فتوافدوا علي بقلوبهم ومشاعرهم التي غمرتني بكل حب، صنعوا من أرواحهم جسرا من الصمود عبرت فوقه نحو ضفة الأمان والخلاص، شعرت أن عندي (عزوة ومحزم مليان)، وأني لست وحيدة في هذا الموقف الصعب. هذه تجربتي أحببت ان أخبرك بها لعل أحدهم يقرأها فتتغير نظرته نحو أقاربه وينبذ الحكم المجتمعي المسبق بأن جميع الأقارب عقارب".
ولصاحبة الرسالة وغيرها أقول، إن بعض هذه المعتقدات المجتمعية مع الأسف تسيرنا رغما عنا، ونؤمن بها كحقيقة مسلمة رغم أنها في النهاية لا تتعدى كونها تجربة شخصية أو خبرة فاشلة لشخص ناله الأذى من أقاربه، فتم تعميم فكرته حول الأقارب وينطبق ذلك على كثير من الأفكار العمومية في المجتمع التي تسهم في تصدع العلاقات الأسرية والاجتماعية، فنتوجس خيفة من كثير من العلاقات الإنسانية ونترقب لحظات الغدر والخيانة وننتظر الصدمات التي ستنهك قوانا، ثم بعد ذلك سنجد أنفسنا تلقائيا نتوقف عن قول الكلمات اللطيفة للآخرين من الأقارب والأصدقاء ونركز على الحذر غير المبرر وسوء الظن.
وخزة
ليس كل الأقارب عقارب ولا كل الأزواج خونة ولا كل الأصدقاء "قليلين خاتمة"، لذلك لا تقطعوا شعرة معاوية في جميع علاقاتكم الاجتماعية.. واتركوا الباب مواربا أحيانا!

اخر مقالات الكاتب

إنشرها