default Author

قمحة ولا شعيرة

|
تعودنا على التغني بالماضي والتحسر على أيامه، ولكن هل الماضي بالفعل أجمل؟ هل يشعر الذين عاشوا قبل عشرات ومئات الأعوام بشعورنا نفسه تجاه ماضينا رغم ما كانوا يعانون من صعوبات الحياة؟ هل فكرت يوما كيف كانوا يقومون بأبسط الأشياء قبل ظهور التقنية والاختراعات؟
اليوم ندير حياتنا بضغطة زر بعد أن كنا نتمنى أن نعلي صوت التلفاز أو نخفضه دون أن نضطر للنهوض من أماكننا، وكذلك تشغيل المكيف فضلا عن أدوات المطبخ والعناية الشخصية!
أبسط الأمور لم تكن موجودة في تلك العصور ما اضطرهم على سبيل المثال إلى شحذ أسنان القرش والحجر الصوان وبعض أنواع الأصداف، لاستخدامها كشفرات حلاقة لقص شعورهم والاعتناء بمظهرهم، وتطورت من أسنان القرش إلى شفرات البرونز حتى تم تصنيع أول شفرة حلاقة في 1740 عندما تمكن بنجامين هانتسمان من تطوير نوع من الفولاذ يلائم استخدامه كشفرات، وأطلق عليه اسم المدينة التي خرج منها الاختراع شيفيليد ليعرف بـ"شيفيلد ستيل" إلى يومنا هذا.
قبل اختراع الممحاة المصنوعة من المطاط كان الناس يستخدمون قطع الخبز المبلول بالماء لمحو الكتابة من الألواح واستخدامها مرة أخرى، وتميز بها اليابانيون في العصر الميجي، أما الرومان واليونانيون فاستخدموا ألواحا مصنوعة من الشمع ليستطيعوا محوها بكشطها بالحجر الرملي، كما استخدم الإنسان أقراص الشمع والحجر الخفاف لمحو كتاباته من الرقع الجلدية وورق البردي. وفي 1770 التقط المهندس إدوارد نارين قطعة من المطاط النباتي بدل الخبز ليجدها تقوم بمسحة الكتابة أفضل من الخبز ليتم تطويره وتصنيع الممحاة المطاطية!
وقديما لم يكن بمقدور المرأة أن تعرف أو تتأكد أنها حامل مثلما يحدث اليوم بكل سهولة، وابتكرت قديما عدة طرق لكشف الحمل ونوع الجنين منها وضع بول المرأة الحامل ـ أجلكم الله ـ على بذور القمح أو الشعير فإذا نمت دل على حملها، كما أن نوع البذور يبين جنس الجنين فنمو حبة الشعير يدل على أن المولود ذكر، وإذا نمت حبة القمح فالمولود أنثى، من هنا شاع استخدام مصطلح قمحة ولا شعيرة!
وعالج الطبيب الروماني سكريبونيوس لارجوس الصداع بصدمات كهربائية من أسماك الطوربيد السوداء التي تطلق هزات وشعاعا كهربائيا، واليوم تدرس إمكانية علاج الصداع النفسي بالكهرباء!
ومن أغرب الأشياء التي استخدمت قديما للحفاظ على حياة المريض أثناء عملية القلب المفتوح في عدم وجود الأجهزة، هو ربط المريض بشخص آخر لاستخدام قلبه ورئتيه عوضا عن قلب المريض حتى انتهاء العملية، ومن ثم إعادة الدم للمريض ونجحت هذه الطريقة مع 32 مريضا من 40 مريضا!
إنشرها