الطاقة- النفط

محللون لـ «الاقتصادية»: 3 عوامل تعزز المكاسب السعرية للسوق النفطية .. حركة السفر تنعش الطلب

محللون لـ «الاقتصادية»: 3 عوامل تعزز المكاسب السعرية للسوق النفطية .. حركة السفر تنعش الطلب

تداعيات الجائحة خفضت الإنتاج في بعض الحقول الناضجة وكذلك أنشطة الحفر.

توقع محللون نفطيون استمرار الأداء الإيجابي لسوق النفط الخام خلال الأسبوع الجاري بعدما سجلت في ختام الأسبوع الماضي أعلى مستوى في ثلاثة أعوام وتجاوز خام برنت مستوى 85 دولارا للبرميل، مرتفعا للأسبوع السادس على التوالي.
وأوضحوا لـ "الاقتصادية"، أن المكاسب السعرية تعود إلى ثلاثة عوامل أساسية تتمثل في انتعاش الطلب خاصة بعد تفاقم أزمة الغاز وتراجع المخاوف من الوباء إضافة إلى استمرار قيود العرض من جانب مجموعة "أوبك +" والمنتجين الأمريكيين ما أدى إلى تقلص المخزونات النفطية وزيادة القلق على الإمدادات خلال موسم الشتاء وهو ما يشهد ارتفاعا في استهلاك الوقود لأغراض التدفئة في نصف الكرة الشمالي.
وذكر المحللون أن تجاوز خام برنت 85 دولارا للبرميل للمرة الأولى منذ 2018 هو مؤشر قوي على تفاقم أزمة الطاقة العالمية الراهنة التي أدت إلى ارتفاع الأسعار بمستويات مرتفعة كما أن وتيرة المكاسب على الأرجح ستستمر بقوة وهو ما جعل العقود الآجلة للخام الأمريكي تسجل مكاسبها الأسبوعية الثامنة على التوالي وهي أطول فترة صعود منذ 2015.
وأشاروا إلى أن تعافي الطلب اتسع بشدة مع حدوث نقص ملحوظ في إمدادات الغاز والفحم ما قفز بمستويات الطلب على المنتجات النفطية كما سجلت المخزونات الأمريكية هذا الأسبوع انخفاضا كبيرا غير عادي في هذا الوقت من العام.
ولفتوا إلى أن انخفاض الإنتاج في الحقول الناضجة وتأخيرات أنشطة الحفر بسبب جائحة كورونا إضافة إلى "التحديات الفنية والمالية" في التنقيب عن النفط في المياه العميقة أسهمت تلك العوامل مجتمعة في تقليل إنتاج بعض منتجي "أوبك" بأكثر من 11 في المائة في العام الحالي ومثال على ذلك أنجولا.
وفي هذا الإطار، يقول روس كيندي العضو المنتدب لشركة "كيو إتش آي" لخدمات الطاقة إن مكاسب أسعار النفط الخام ستستمر في ضوء زيادة حركة السفر والتنقل ورفع القيود عنها خاصة في الولايات المتحدة، معتبرا أن زيادة الطلب على النفط الخام باتت حقيقة راسخة في السوق مع انتعاش الاقتصادات من الوباء.
وأشار إلى أن قيود العرض تسهم في اتساع المكاسب السعرية واستمراريتها وصارت السمة الغالبة على السوق هي "الطلب القوي والعرض المحدود" موضحا أن الطلب حقق طفرات قوية خاصة في الصين وهي ثاني أكبر مستهلك للطاقة في العالم خاصة بعدما رفعت الصين حصص مصافي التكرير الخاصة ما سهل شراء مزيد من النفط الخام وبالتالي زيادة الاستهلاك العالمي.
ويرى، دامير تسبرات مدير تنمية الأعمال في شركة "تكنيك جروب الدولية" أن السوق متعطشة إلى مزيد من الإمدادات لتخفيف حدة ارتفاع الأسعار في الوقت الذي يواجه فيه المستهلكون ضغوطا تضخمية لأسعار السلع نتيجة لتداعيات كورونا، بينما تنتهج "أوبك" وحلفاؤها نهجا تدريجيا على مراحل لاستعادة الإنتاج المتوقف بسبب الجائحة وهو ما جعل البنوك الاستثمارية الدولية تتوقع مستوى 100 دولار للبرميل في الأجل القصير.
وأوضح أن مكاسب الأسعار وصلت إلى مستويات لم تشهدها السوق منذ تشرين الأول (أكتوبر) 2014 ومن المتوقع استمرارها في فصل الشتاء المقبل، إذ إن ارتفاع أسعار خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 65 في المائة هو على أساس سنوي، لافتا إلى وجود أساسيات صعودية قوية تعود في جانب منها إلى استمرار أزمة أسعار الغاز الطبيعي العالمية.
وأكد بيتر باخر المحلل الاقتصادي ومختص الشؤون القانونية للطاقة أن فارق سعر خامي برنت وغرب تكساس الوسيط وصل إلى أقل من ثلاثة دولارات للبرميل وعلى الرغم من هذه الأسعار المرتفعة تواصل شركات الاستكشاف والإنتاج في الولايات المتحدة ممارسة القيود المالية على النحو الذي يمليه مساهموها ودائنوها ومع ذلك هناك ضعف في عدد الحفارات العاملة في البلاد مقارنة بالوقت نفسه من العام الماضي.
ولفت إلى عدم وجود أي مؤشرات على زيادة العرض في الوقت الراهن في ظل تأكيدات "أوبك +" أنها ستلتزم باتفاق تموز (يوليو) لزيادة الإنتاج بمقدار 400 ألف برميل يوميا كل شهر حتى نيسان (أبريل) 2022 على الأقل وذلك للتخلص التدريجي من 5.8 مليون برميل يوميا من تخفيضات الإنتاج الحالية المرتبطة بأزمة الوباء.
وبدورها، تقول أرفي ناهار مختص شؤون النفط والغاز في شركة " أفريكان ليدرشيب" إن تحالف "أوبك +" لديه رؤية عميقة واستراتيجية لوضع السوق مع التزامه التام بتعميق التعاون بين المنتجين والمستهلكين موضحة أن "أوبك +" حذرة من القيام بأي تحركات مفاجئة أو كبيرة لتلافي تكرار سيناريو انهيار أسعار النفط الذي حدث العام الماضي.
وأشارت إلى أن زيادة الإنتاج ليست مهمة سهلة للتحالف كما يتصور بعض أطراف الصناعة في ظل حرص المجموعة على تحقيق الإجماع في كل قراراتهم كما أن هناك حقيقة بأن عددا قليلا من أعضاء "أوبك" قادرون على تلبية حصص إنتاج أعلى مقارنة بحصصهم الحالية موضحة أن التقارير الدولية تشير إلى أن المنتجين الأقوى والأقدر على زيادة الإنتاج في هذه المرحلة هم السعودية والإمارات والكويت والعراق وأذربيجان فقط بينما يعاني الآخرون تداعيات عدة أعوام من نقص الاستثمار. ومن ناحية أخرى، وفيما يخص الأسعار في ختام الأسبوع الماضي، قفزت أسعار النفط لأعلى مستوى في ثلاثة أعوام متجاوزة 85 دولارا للبرميل الجمعة مدعومة بتوقعات بنقص المعروض خلال الشهور القليلة الماضية، وزيادة الطلب مع تخفيف القيود على السفر. وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 86 سنتا أو 1 في المائة، إلى 84.86 دولار للبرميل عند التسوية، ولامست الأسعار في وقت سابق أعلى مستوى منذ تشرين الأول (أكتوبر) 2018 عند 85.10 دولار للبرميل، وارتفعت خلال الأسبوع 3 في المائة، لتسجل مكاسب للأسبوع السادس على التوالي. وزادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط 97 سنتا أو 1.2 في المائة، إلى 82.28 دولار للبرميل، وارتفع الخام 3.5 في المائة، هذا الأسبوع، ليصعد للأسبوع الثامن على التوالي.
وانتعش الطلب مع التعافي من جائحة كورونا، فضلا عن تحول الصناعة عن الغاز والفحم باهظة الثمن، إلى زيت الوقود والديزل.
ومن المتوقع أن تظل الإمدادات العالمية تحت ضغط بفعل انخفاض حاد في مخزونات النفط في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، وفي الولايات المتحدة. وقالت وكالة الطاقة الدولية الخميس إن من المتوقع أن تعزز أزمة الطاقة الطلب على النفط بواقع 500 ألف برميل يوميا.
ومن جانب آخر، ذكر تقرير " بيكر هيوز" الأسبوعي عن أنشطة الحفر الأمريكية أنه تم تسجيل ارتفاع في عدد منصات النفط والغاز في الولايات المتحدة بمقدار عشرة هذا الأسبوع ليصل إجمالي عدد الحفارات منذ بداية الصيف إلى 95.
وأوضح التقرير أن إجمالي عدد الحفارات يبلغ الآن 543 بزيادة 261 عن هذا الوقت من العام الماضي ولكن لا يزال أقل من 790 منصة نشطة بدءا من آذار (مارس) 2020، لافتا إلى ارتفاع عدد منصات النفط الأمريكية هذا الأسبوع إلى 445 - بزيادة 12 منصة - وهي أكبر زيادة لمنصة النفط منذ نيسان (أبريل).
وأبرز ارتفاع تقديرات إدارة معلومات الطاقة لإنتاج النفط في الولايات المتحدة للأسبوع المنتهي في 8 تشرين الأول (أكتوبر) بمقدار 100 ألف برميل يوميا إلى متوسط 11.4 مليون برميل يوميا مع استعادة المنتجين أخيرا للإنتاج إلى المستويات التي كان عليها قبل إعصار إيدا.
وأشار التقرير إلى ارتفاع إجمالي عدد الحفارات في كندا بمقدار 1 حيث وصل عدد الحفارات النشطة للنفط والغاز في كندا الآن إلى 168 بزيادة 88 عن العام الماضي لافتا إلى ارتفاع عدد الحفارات في حوض بيرميان بمقدار 1 هذا الأسبوع مرة أخرى في حين ارتفع عدد الحفارات في إيجل فورد بمقدار 2 وإجمالي عدد الحفارات في برميان الآن يزيد بمقدار 137 منصة عما كان عليه هذا الوقت من العام الماضي.

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الطاقة- النفط