صفقة نيوكاسل والاستثمار الرياضي المربح

عقب جائحة كورونا، كوفيد - 19، وبالتحديد في عام 2020 حقق صندوق الاستثمارات العامة السعودي عديدا من الصفقات الاستثمارية الناجحة التي أبهرت سوق الاستثمارات العالمية في القطاعات الحيوية الاستثمارية كافة، واستحوذ الصندوق على كثير من الصفقات الضخمة بأسعار لا تزاحم، وكانت قرارات الصندوق محل إعجاب وتحليل مراكز الأبحاث والدراسات المالية العالمية التي أشادت بأداء الصندوق السعودي، وأشارت بشيء من الإعجاب بالصفقات التي نفذها الصندوق.
ومنذ أيام قلائل استطاع الصندوق السعودي أن يحقق إحدى ضرباته النافذة والموفقة، ويستحوذ على نادي نيوكاسل يونايتد، وهو أحد الأندية الإنجليزية التي تميزت بتاريخها الطويل في الكرة الإنجليزية المخضرمة، وكان النادي يتعثر في خطواته نحو تحقيق آمال جماهيره الغفيرة، ولذلك كان النادي في أمس الحاجة إلى قوة دفع جديدة تعيده إلى مضامير السباق في المنافسات الكبيرة.
لقد كانت المفاوضات بين الصندوق السعودي ونادي نيوكاسل يونايتد قد بدأت في وقت سابق من عام 2020، والآن وبعد نحو عام توصلت الأطراف المعنية إلى تسويات شاملة لتحقيق الاستحواذ الكامل لمصلحة الصندوق السعودي للاستثمارات العامة. واستطاع الصندوق أن يحسمها لمصلحته، وينجح في الحصول على صفقة الاستحواذ 100 في المائة.
هذا من ناحية ومن ناحية أخرى تفاعلت رابطة الدوري الإنجليزي (البريميرليج) مع نجاح إتمام صفقة استحواذ صندوق الاستثمارات السعودي على نادي نيوكاسل يونايتد بعد عام من بداية المفاوضات، استطاع الصندوق أن يتجاوز كل العقبات وأن يصل إلى استحواذ كامل لنادي نيوكاسل يونايتد.
ووسط ابتهاج شعبي لبس جمهور نيوكاسل الغترة الحمراء، والعقال الأسود، وأخذ يرقص العرضة النجدية وينشد أناشيدها وهو يجوب أرجاء النادي في تظاهرة مؤيدة لصفقة الاستحواذ، والجمهور يتغنى بالسعودية والسعوديين ويعبر عن كثير من أحلامه التي سترى النور بعد أن تملك صندوق الاستثمارات السعودي نادي نيوكاسل يونايتد. وفي غضون هذا النجاح الذي يحققه الصندوق السعودي للاستثمارات العامة أكد محافظ الصندوق ياسر بن عثمان الرميان أن مجموعة استثمارية يقودها صندوق الاستثمارات العامة نجحت في الظفر بالاستحواذ على نادي نيوكاسل يونايتد الإنجليزي 100 في المائة، وأضاف محافظ الصندوق قائلا: نسعد اليوم بالإعلان عن الاستحواذ على نادي نيوكاسل يونايتد أحد أشهر الأندية في كرة القدم الإنجليزية والعالمية، ونشكر جماهير نيوكاسل على إخلاصهم لهذا الكيان العريق، ونتطلع للعمل معا لما فيه مصلحة النادي وتطويره باتجاه العودة نحو ملاعب الكبار لتحقيق الألقاب والبطولات والدروع، وتتطلع جماهير النادي إلى أن تحقق الإدارة الجديدة تطلعاتها، وتعمل على تحسين أوضاع النادي، وتسعى إلى التعاقد مع بعض الأسماء اللامعة في سماء كرة القدم الحديثة حتى يستطيع الفريق أن يحقق الأحلام التي يتطلع إليها جمهور نادي نيوكاسل يونايتد. ويعكس هذا الحديث مدى اهتمام الصندوق بهذه الصفقة الرابحة المميزة.
كما واكب نادي نيوكاسل يونايتد المباركة لإتمام هذه الصفقة حيث تم الحصول على جميع الموافقات المطلوبة من رابطة الدوري الإنجليزي الممتاز، واكتمل الاستحواذ لمصلحة صندوق الاستثمارات السعودي 100 في المائة، ومنذ الإعلان اعتبر نادي نيوكاسل أن عملية الاستحواذ أصبحت شاملة ومفصلة ستنقل النادي إلى وضع جيد لتنفيذ استراتيجية طويلة المدى وواضحة المعالم وتهدف إلى تحقيق النادي الإنجليزي البطولات التي افتقدها طوال الأعوام الماضية.
ومن هذه الصفقة فإن صندوق الاستثمارات العامة السعودي سيقود الإدارة الجديدة في نادي نيوكاسل يونايتد، وسيعمل كرئيس غير تنفيذي لنادي نيوكاسل يونايتد، وستكون له استراتيجية واضحة للتطوير والمضي قدما في تحقيق البطولات التي يحلم بها الجمهور. من ناحيتها، ثمنت أماندا ستافيلي العضوة في مجلس الإدارة الجديد أن ما تحقق هو استثمار طويل الأجل، ونحن متحمسون للآفاق المستقبلية. وأكدت أن طموح مجلس الإدارة الجديد يتناغم مع طموح جماهير النادي، وأن تطلعات الجماهير هي أحلام مشروعة، وأن مجلس الإدارة يتطلع إلى تحقيق أحلام جماهير نيوكاسل يونايتد.
والواقع أن نيوكاسل يونايتد يحتل المركز قبل الأخير في سلم ترتيب البريميرليج هذا الموسم بعد أن لعب سبع مباريات جمع خلالها ثلاث نقاط فقط. إن صفقة الاستحواذ تؤكد أن الرياضة السعودية بدأت تتجه نحو العالمية من ناحية الاستثمار الرياضي بعد أن استطاعت بنجاح ساحق من الارتقاء بالدوري السعودي إلى أعلى المستويات، واستطاعت الرياضة السعودية أن تبني المنشآت الرياضية العالمية لاستقطاب كبار الأندية لتنظيم مباريات السوبر في ملاعبها العالمية، ويتطلع المسؤولون في المملكة إلى الاستحواذ على مزيد من الأندية العالمية العملاقة. وهكذا فإن صفقة نيوكاسل ستضع السعودية جنبا إلى جنب مع ملاك الأندية العالمية العملاقة ودخول الاستثمار الرياضي الاقتصادي من أوسع أبوابه وجعل الرياضة من القطاعات الاستثمارية المهمة مثل القطاعات الأخرى، وهي خطوة على طريق امتلاك مزيد من الأندية العالمية.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي