FINANCIAL TIMES

«كيه كيه آر» .. قيادة جديدة لأكثر الشركات ضخامة في وول ستريت

«كيه كيه آر» .. قيادة جديدة لأكثر الشركات ضخامة في وول ستريت

هنري كرافيس وجورج روبرتس، اللذان حققا المليارات الأولى لهما من خلال إبرام صفقات دمرت إمبراطوريات أشخاص آخرين، استقالا من شركة كيه كيه آر يوم الإثنين بعدما أمضيا نحو نصف قرن مسؤولين عن واحدة من أكثر المؤسسات المالية ضخامة التي عرفتها وول ستريت على الإطلاق.
توظف الشركات المملوكة لشركة كيه كيه آر اليوم عددا أكبر بكثير من الأشخاص، في مزيد من البلدان، منخرطين في أعمال أكثر تميزا، حتى من تكتل شركات آر جيه آر نابسكو الذي اشترته شركة كيه كيه آر مقابل 25 مليار دولار في عام 1989 بناء على النظرية القائلة إن تكتلا مترامي الأطراف صنع كل شيء من سجائر كاميل إلى مقرمشات ريتز سيكون أكثر قيمة إذا تم تفكيكه.
لقد كان شيئا لا يمكن تصوره في وقت تلك الصفقة – وذكراه مخلدة في كتاب "برابرة عند البوابة" - نمت شركة كيه كيه آر بحيث توظف الشركات المنضوية في محفظتها اليوم أكثر من 800 ألف شخص، من مبرمجي الكمبيوتر في شركة إيبيك جيمز إلى مديري المستشفيات في إنفيجين هيلث كير وميكانيكيي الآلات في الشركات الصناعية المنتشرة في جميع أنحاء الغرب الأوسط.
ولا يتولى الرئيسان المقبلان، سكوت نوتال وجو باي، مسؤولية واحدة من أكبر صناديق الاستحواذ في وول ستريت فحسب، بل أيضا السيطرة على مؤسسة مالية متعددة الأغراض ذات حضور كبير في صناعة البنية التحتية والعقارات، تقرض مليارات الدولارات لصفقات شركات الأسهم الخاصة الأخرى، وتتوسع في مجال التأمين.
قال جون والدرون، رئيس بنك جولدمان ساكس: "إنها شركة أوسع ذات محركات متعددة للنمو. لا أعتقد أنني رأيتهم في وضع أقوى من قبل".
يجب على نوتال وباي، اللذين بدآ في شركة كيه كيه آر عندما كانا في العشرينيات من العمر، إقناع المستثمرين الآن بأن الشركة يمكن أن تزدهر في تجسدها الجديد، كشركة أقل اهتماما بتحقيق عوائد رأسمالية في فترة قصيرة من تنمية قاعدة أصولها بثبات والدخول في أسواق جديدة. وجود شركة كيه كيه آر في الصناعة المالية منتشر لدرجة أن منافسيها لديهم مصلحة في نجاحها. قال إيغون ديربان، الرئيس التنفيذي المشارك لشركة سيلفر ليك: "لقد كان جورج وهنري قدوة عظيمة وموجهين للجميع في هذه الصناعة. ولدى جو وسكوت ما يلزم ليكونا قادرين على قيادة شركة كيه كيه آر إلى آفاق جديدة غير عادية في الأعوام المقبلة".
يظل جوهر شركة كيه كيه آر هو شركات الأسهم الخاصة التي استحوذت على ما لا يقل عن 400 شركة تبلغ قيمتها أكثر من 650 مليار دولار منذ أن ترك كرافيس وروبرتس، وهما قريبان درسا معا في الستينيات في كلية كليرمونت للرجال، الخدمات المصرفية الاستثمارية لإنشاء نوع جديد من المؤسسات المالية في عام 1976.
قال ستيفن كابلان، وهو خبير في شركات الأسهم الخاصة يدرس في كلية بوث للأعمال في جامعة شيكاغو، إن نهجهما الصارم في ملكية الشركات "هو أحد الأسباب التي جعلت قطاع الشركات الأمريكية ناجحا ومربحا للغاية على مدار الـ40 عاما الماضية".
تحت إشراف المديرين التنفيذيين المتطلبين لشركة كيه كيه آر، وجد الرؤساء التنفيذيون الذين كانوا يديرون شركاتهم في السابق كإقطاعيات شخصية، أنفسهم مقيدي الحركة. تم فرض نوع آخر من الانضباط من خلال ديون مالية بمليارات الدولارات تثقل ميزانيات الشركات. حتى أن شركة كيه كيه آر أقحمت نفسها في التفاصيل التشغيلية للشركات التي تمتلكها، وأنشأت كابستون، وهي مجموعة استشارية داخلية للكشف عن أوجه الكفاءة في كل شيء بدءا من سلاسل التوريد حتى البصمات البيئية.
لم يؤد نهج شركة كيه كيه آر فقط إلى إنشاء صناعة استثمارية بقيمة أربعة تريليونات دولار غيرت كيفية إدارة آلاف الشركات، بل أثرت أيضا في الطريقة التي تمارس بها الشركات المدرجة في سوق الأوراق المالية أعمالها. قال كابلان: "اضطرت الشركات العامة إلى الاستجابة للضغوط الناجمة عن عمليات الاستحواذ بالدين وشركات الأسهم الخاصة من خلال تحسين حوكمة الشركات لديها".
وعلى الرغم من نفوذها، فإن ذراع الاستحواذ لشركة كيه كيه آر تمثل الآن أكثر بقليل من نصف محفظة أصولها البالغة 429 مليار دولار، بعدما توسعت الشركة بشكل كبير على مدار الـ20 عاما الماضية لتصبح شركة لإدارة الاستثمارات البديلة المتنوعة.
لقد كسب الرؤساء التنفيذيون المشاركون المستجدون حافزهم من خلال إنشاء بعض الشركات الأسرع نموا في الشركة. في عام 2005 كان باي، البالغ من العمر 49 عاما، مسؤولا عن توسع شركة كيه كيه آر في آسيا، وهي الآن واحدة من أسرع المناطق نموا في الشركة بأصول تزيد على 30 مليار دولار. وفي الأعوام الأخيرة، أشرف أيضا على جانب كبير من منصة الاستثمار العالمية لشركة كيه كيه آر، بما في ذلك عمليات شركاتها للأسهم الخاصة في الولايات المتحدة ومنطقة آسيا والمحيط الهادئ.
وقاد نوتال، ابن الـ 48 عاما، عديد من المبادرات الاستراتيجية الأكثر أهمية لشركة كيه كيه آر، بما في ذلك إدراجها في بورصة نيويورك للأوراق المالية في عام 2010 وإنشاء ميزانيتها العمومية البالغة 24 مليار دولار، التي تمثل الآن جزءا مهما من قيمتها السوقية. وبنى أيضا أعمال أسواق رأس المال الخاصة بالشركة، وتوسعها في الاستثمار الائتماني حيث تمتلك الآن أصولا تبلغ 170 مليار دولار، وقاد عملية الاستحواذ في تموز (يوليو) 2020 على شركة جلوبال أتلانتيك فاينانشال جروب، التي زادت أصول الشركة التأمينية إلى نحو 90 مليار دولار.
لقد أكد قائدا شركة كيه كيه آر المغادرَين الدور الذي لعبه خليفتاهما المختاران في تحويل شركتهم إلى مؤسسة مالية متنوعة. قال كرافيس وروبرتس في بيان: "جو وسكوت (...) عملا بشكل تعاوني وعززا فريق قيادة قوي أخذ الشركة إلى آفاق جديدة".
لكن في الوقت نفسه الذي تستعد فيه الشركة لجيل جديد من القادة، سعى المؤسسان إلى إعادة تشكيل شركتهما لجعلها أقل اعتمادا على الشخصيات الموجودة في الصدارة.
ففي تموز (يوليو) 2018، أكملت المؤسسة تحولها من شراكة إلى مؤسسة. وبعد ذلك بعامين، ألغت فئة خاصة من الأسهم سمحت للمطلعين على بواطن الأمور بنقض رغبات المساهمين الخارجيين.
جاء انتقال القيادة يوم الإثنين مع تغييرات مؤسسية إضافية تجعل شركة كيه كيه آر تبدو مثل الشركات التي تستهدفها. ستنحي هيكل سهمها مزدوج الفئة وبعد خمسة أعوام ستصوت جميع الأسهم العادية على أساس صوت واحد لكل واحد، ما يزيد من تأثير المساهمين في شؤون الشركة ـ مثل مجلس إدارتها.
قال جيرالد أوهارا، المحلل في مجموعة جيفريز، الذي يغطي مديري الأصول البديلة مثل شركة كيه كيه آر: "لا أعتقد أنك بحاجة إلى العثور على هنري كرافيس أو جورج روبرتس التاليين. الشركات البديلة أصبحت مؤسسية أكثر بكثير مما كانت عليه عندما كانت أشبه بمتاجر الاستحواذ المضطربة والمتعثرة في نشأتها".
أضاف: "الهدف النهائي هو الإدراج في مؤشر إس آند بي 500. وبيت القصيد هنا هو التطور المستمر لمديري الأصول البديلة في المجال العام".
لقد أدى احتضان الأسواق العامة المتزايد إلى دفع أسهم شركة الاستحواذ وجعل كرافيس وروبرتس، وهما أكبر مساهمين في شركة كيه كيه آر، أكثر ثراء من أي وقت مضى.
حققت شركة كيه كيه آر عائدات بلغت 62 في المائة هذا العام وتضاعفت ثلاث مرات منذ بداية عام 2019. ويوم الإثنين، بعد إعلان كرافيس وروبرتس عن مغادرتهما، اقتربت الأسهم من مستوى قياسي جديد.

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES