وظيفة جديدة للثوم .. مكمل غذائي للأبقار لتقليل انبعاثات غاز الميثان

وظيفة جديدة للثوم .. مكمل غذائي للأبقار لتقليل انبعاثات غاز الميثان
أفراد من عائلة بريدز داخل مزرعتهم في مقاطعة لانكاشير شمالي إنجلترا.
وظيفة جديدة للثوم .. مكمل غذائي للأبقار لتقليل انبعاثات غاز الميثان
حبيبات الثوم التي تنتجها شركة موترال الناشئة للتكنولوجيا الحيوية.

بينما يحمل إد تاورز حفنة من الحبوب اللاذعة ذات اللون البني الفاتح، يحذر كل من يكره الثوم على وجوب التراجع للوراء. فالرائحة تنال من أي شخص يقف على بعد بضعة أقدام منه، لكن بدلا من استخدام هذا الثوم في تتبيل طعام العشاء، فإن هذه الحبوب الأسطوانية برائحتها المفعمة بالثوم يتم إعطاؤها للأبقار الحلوب كي تتناولها في مزرعة عائلة بريدز الواقعة على التلال الخضراء في مقاطعة لانكاشير شمالي إنجلترا.
يقول المزارع الذي يبلغ من العمر 29 عاما، "لقد كنا نشعر بالقلق من أن يشوب الحليب طعم الثوم". لكن لحسن حظنا "لم تردنا أي شكوى"، مضيفا أن الأبقار تبدو غير منزعجة من رائحة الثوم القوية.
مع تغير المناخ وخضوع الانبعاثات الكثيرة لغاز الاحتباس الحراري الآتية من الماشية لتدقيق متزايد، يبحث عديد من المزارعين والعلماء عن حلول تكلفتها مقبولة لهم كي تجعل اللحوم ومنتجات الألبان أكثر صداقة للبيئة.
تعد حبيبات الثوم والحمضيات المستخدمة في مزرعة عائلة بريدز أحد الابتكارات، يتم خلط المكملات الغذائية في علف القطيع المملوك للأسرة الذي يتكون من 600 بقرة، وقد ساعدت في تقليل حجم الميثان الذي تنتجه الحيوانات – وهو أحد غازات الدفيئة والمسبب الرئيس للاحتباس الحراري. وتعمل الحبيبات على تعطيل الإنزيمات المسؤولة عن إنتاج غاز الميثان في القناة الهضمية للحيوانات.
يقول تاورز إن فكرة معالجة انبعاث غاز الميثان تزامنت مع إطلاق المزرعة في عام 2016 حليب "باريستا" للمقاهي وسلاسل القهوة، عندما كانت منتجات الحليب النباتي - التي تمثل الآن 10 في المائة من إجمالي سوق الحليب وبدائله في المملكة المتحدة – قد بدأت في إقناع المشترين بالابتعاد عن منتجات الألبان. وبينما ركزت الحملات السابقة الداعية لمقاطعة الحليب على مخاوف تتعلق بالصحة ورعاية الحيوان، تحول التركيز أخيرا إلى الاحتباس الحراري.
تأثير الانبعاثات في القطاع الزراعي على المناخ معروف منذ عقود، لكن الدور الذي تلعبه المواشي لم يخضع للتدقيق المتزايد إلا في الأعوام القليلة الماضية.
يقول تاورز، الذي يدير مزرعة تبلغ مساحتها 380 فدانا مع والده جون، "لقد كنا مدركين تماما (لمشكلة الانبعاثات) ورغبنا في محاولة حلها". حتى لو تحولت المزرعة إلى استخدام الجرارات الكهربائية والألواح الشمسية للطاقة، فإن ذلك لن يؤدي إلى التخلص إلا من نصف انبعاثات المزرعة. ثم صادفت العائلة الشركة الأنجلو - سويسرية الناشئة "موترال" المختصة في التكنولوجيا الحيوية، التي اخترعت هذه الحبيبات.
ولأن تأثير انبعاثات الميثان بات أكثر وضوحا من ذي قبل، فقد أدى هذا الأمر إلى وضع صناعات الألبان واللحوم على خط النار مباشرة. حيث تنتج الحيوانات الأليفة نحو 5 في المائة من إجمالي انبعاثات غازات الاحتباس الحراري التي يتسبب بها الإنسان، على الرغم من أن تلك النسبة ترتفع إلى 14.5 في المائة عند الأخذ في الحسبان إنتاج الأعلاف والنقل وعوامل أخرى، وذلك وفقا لمنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة.
ينتج نحو 1.5 مليار رأس من الأبقار نحو سبعة ملايين جيجا طن سنويا، أو 60 في المائة من الانبعاثات الصادرة عن الماشية، 40 في المائة منها تقريبا تأتي على شكل غاز الميثان. وعلى الرغم من بقاء غازات الدفيئة لوقت أقل في الغلاف الجوي، إلا أن تأثيرها في ظاهرة الاحتباس الحراري أقوى 28 مرة من ثاني أكسيد الكربون.
تنتج الأبقار وغيرها من الحيوانات المجترة التي تنقسم معدتها إلى حجيرات، غاز الميثان أثناء "التخمر المعوي"، وهي مرحلة من عملية الهضم تكسر فيها الإنزيمات العشب، والتبن، والأعلاف الأخرى في أمعائها. ثم ينبعث الغاز الذي يتراكم في المعدة، إلى حد كبير عن طريق تجشؤ الحيوان.
وتتصدر الزراعة المصادر الرئيسة في العالم لإنتاج غاز الميثان، حيث تمثل نحو 40 في المائة من المجموع الكلي، يأتي الجزء الأكبر منها من الماشية. لكن مزرعة بريدز تعد جزءا من حركة متنامية تشهدها الصناعة، حيث يتنافس المزارعون وشركات الأغذية من أجل احتسابهم كشركات خضراء مسؤولة، وذلك من خلال زراعة الأشجار أو التحول إلى الزراعة المتجددة، مع التركيز بشكل كبير على الأساليب الطبيعية لتحسين صحة التربة وتعزيز التنوع البيولوجي.
يقول جون لينش، الباحث في الآثار المناخية لإنتاج اللحوم والألبان في جامعة أكسفورد، "هناك مخاطر مناخية كبيرة تواجهنا جميعا إذا لم نتغلب على الانبعاثات التي يتسبب بها النظام الغذائي". فقد بدأ المستهلكون في الغرب، خاصة جيل الشباب، الابتعاد عن المنتجات التي تحمل بصمة مناخية كبيرة. "إذا لم يقم القطاع بمحاولات جادة للحد من آثاره، فسيبدأ في فقدان أهليته الاجتماعية".
وتعمل شركات التكنولوجيا الحيوية، والعلماء، والمزارعون في جميع أنحاء العالم على معالجة المشكلة - لتقليل الانبعاثات مع الاحتفاظ بمستوى الزراعة اللازم لإطعام سكان العالم المتوقع أن يزيد عددهم أكثر من ملياري نسمة بحلول عام 2050 وفقا للبنك الدولي.
يقول ستيوارت روبرتس، الذي يملك مزرعة تضم محاصيل زراعية وثروة حيوانية في هيرتفوردشير، شمال لندن، وهو أيضا أحد المسؤولين في الاتحاد الوطني للمزارعين في المملكة المتحدة، "على مدار العامين الماضيين، ارتفع جدول أعمال الزراعة بسرعة كبيرة". يضيف، "بينما أوكل إلينا دور مهم لنلعبه في معالجة تغير المناخ، إلا إننا ربما نكون أيضا أول صناعة تتأثر به"، مع تغير أنماط الطقس التي تهدد المحاصيل بالفعل.
من المختبر إلى الحقل
على الرغم من أن البدائل النباتية باتت تكتسب شعبية، وتقوم الشركات الناشئة بتطوير منتجات مصنعة من الخلايا الحيوانية والكائنات الدقيقة الأخرى، غير أن العلماء، ورجال الأعمال وشركات الأغذية يرون في ذلك فرصة لإنتاج اللحوم ومنتجات الألبان التي تحتوي على نسبة منخفضة من الميثان.
تراوح الحلول المحتملة للمشكلة بين استخدام مكملات الأعلاف الجديدة، إلى وضع الأقنعة على وجوه الأبقار. وتتلخص فكرة أخرى ببساطة في تربية نوع من الماشية يصل إلى حجم الذبح بشكل أسرع من المعتاد - ما يعني أنه سينبعث من هذا النوع غاز الميثان بشكل أقل، بسبب قصر حياته.
لكن يمكن أن تقلل الحبوب التي تنتجها شركة موترال المستخدمة في مزرعة بريدز إلى نحو 30 في المائة من غاز الميثان المنبعث من البقرة، وفقا لبحوث تمت مراجعتها من قبل علماء آخرين. يقول توماس هافنر، وهو مستثمر سويسري في مجال التكنولوجيا الحيوية ومؤسس شركة موترال، إن رؤيته تتمثل في تقليل الانبعاثات من الثروة الحيوانية بالتماشي مع تقديم حافز مالي للمزارعين، الذين يعملون في الأغلب مقابل هوامش ربحية ضيقة، من أجل القيام بذلك. يضيف، "الأمر يتعلق بالطريقة التي يمكن أن تجعل المزارع جزءا من الحل".
في مختبرات موترال البحثية شمال كارديف، عاصمة ويلز، فإن رئيس قسم علم الأحياء، دانييل نيف، يقوم بالبحث عن مكونات بديلة لاستخدامها في تحسين فعالية الحبوب. يقول، "تغير المناخ لن ينتظر حتى نعثر على حل. لقد لعبت الأبقار والأغنام دورا مهما في حياتنا عبر التاريخ". من ناحية التغذية تتمتع هذه الحيوانات، كما يقول، بالقدرة على القيام بشيء مذهل، وهو القدرة على تأييض التبن والعشب، اللذين يحتويان على بروتين منخفض الجودة يصعب هضمهما عموما على البشر، كي تصبح مغذيات عالية الجودة.
الشركة الأنجلو - سويسرية الناشئة، التي تتوقع أن يكون لديها نحو 20 ألف بقرة في المملكة المتحدة والولايات المتحدة تأخذ حبوب موترال بحلول نهاية العام، ليست وحدها التي تسعى إلى تحسين المؤهلات البيئية للأبقار من خلال الإضافات الغذائية في الأعلاف.
وجد باحثون في جامعة كاليفورنيا، في ديفيس، أنه إذا تم إضافة نوع معين من الأعشاب البحرية إلى النظام الغذائي للأبقار من الممكن أن يخفض ذلك من انبعاثات الميثان تصل إلى 82 في المائة، على الرغم من صعوبة زيادة إنتاج الأعشاب البحرية.
فيما تلقت شركة رويال دي إس إم، وهي مجموعة هولندية للصحة والمغذيات، أخيرا موافقة قانونية من السلطات الزراعية في البرازيل وتشيلي لمكملها الذي يحمل اسم بوفاير. وهو يقوم بتحليل الميثان إلى مركبات موجودة أصلا بشكل طبيعي في معدة البقرة. أظهرت التجارب أن بوفاير يخفض انبعاثات الميثان نحو 30 في المائة في الأبقار الحلوب، بينما يخفضه بنسبة تصل إلى 90 في المائة في الأبقار التي تتم تربيتها من أجل توفير اللحوم.
وتعد أمريكا اللاتينية، خاصة البرازيل، مسؤولة عن خمس إجمالي انبعاثات الميثان الزراعية. ويكمن الأمل في أن يتم العثور على مادة مضافة منخفضة التكلفة، أو أي حل آخر، يمكن استخدامه في الدول النامية، التي تعد المشكلة فيها حادة بشكل خاص. وتسهم الدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط 70 في المائة من الانبعاثات من الحيوانات المجترة، كما تقول الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ. ومن المتوقع أن تشهد عديد من هذه الدول طفرة في عدد سكانها في العقود المقبلة، وما يرتبط بذلك من ارتفاع في الطلب على الغذاء.
"إن أحد التحديات الكبيرة حقا (...) هو اكتشاف الاستراتيجيات الممكن استخدامها في الأبقار التي ترعى العشب في الدول النامية"، كما يقول كين أليكس، مدير مشروع المناخ في جامعة كاليفورنيا، في بيركلي، مضيفا أن القضية في هذه الدول ليست مشكلة التعامل مع المزارع الكبيرة، لكن في الوصول إلى القطعان الصغيرة التي لا حصر لها والتي تعول إما أسرة أو قرية.
وبينما كانت الدراسات والتجارب المعملية تظهر نتائج مشجعة، كان على على الباحثين موازنة تأثير أي مادة مضافة على صحة الحيوان مقابل طعم الحليب واللحوم. وتتمثل إحدى القضايا العملية الدائمة في كيفية تغذية الأبقار بالمواد المضافة أثناء الرعي في الحقول، وهو الوقت الذي تنتج فيه معظم غاز الميثان.
يمكن تغذية الأبقار الحلوب بالمكملات الغذائية في مباني المزارع في وقت قريب من وقت الحلب، لكن ليس بالإمكان نثر هذه المكملات على العشب. حيث تقضي الأبقار المنتجة للحم وقتها في الرعي منذ بداية حياتها، ولا يمكن إطعامها بالإضافات إلا حين تكون في الحظائر من أجل تسمينها. وتمثل هذه المرحلة نحو 10 في المائة فقط من انبعاثات الميثان طوال حياتها.
يقول إيفو لانسبيرجين، رئيس قسم التغذية والصحة الحيوانية في شركة دي إس إم، "إن الوصول إلى البقرة في أوقات مختلفة من حياتها يمثل تحديا". ويقول هافنر إن شركة موترال تبحث في إعطاء المكمل الغذائي على شكل مكافآت غذائية، بحيث يمكن للأبقار أن تذهب إليها وتلتقطها، أو أن تعطى لها في كبسولة زمنية تستمر لعدة أسابيع.
لكن بعض المحاولات تعرضت للانتقاد. في الولايات المتحدة، واجه برجر كنج العام الماضي انتقادات بسبب تقليله من أهمية هذه المشكلة عقب إعلانات عن إصداره المحدود من برجر "قليل الميثان" مصنوع من أبقار يتم إعطاؤها عشبة الليمون في علفها اليومي.
وتشمل الابتكارات الأخرى قناعا للأبقار لخفض الميثان، تمت تجربته بواسطة مجموعة كارجيل الزراعية والغذائية الرائدة. ما يصل إلى 95 في المائة من انبعاثات غاز الميثان من الأبقار يأتي من الفم وفتحات الأنف، وتؤكسد النماذج الأولية للأجهزة "القابلة للارتداء" التي طورتها شركة زيلب البريطانية الناشئة، الميثان ما يقلل الانبعاثات إلى النصف، كما تقول كارجيل.
ويتم أيضا البحث عن لقاحات مضادة للميثان، بينما يرى العلماء وشركات علم الوراثة الحيواني في تربية أبقار أكبر بسرعة أكبر أحد الحلول لمشكلة الانبعاثات. زيادة الإنتاجية أيضا منطقية تجاريا لقطاع الثروة الحيوانية، وفقا لروبرتس من الاتحاد الوطني للمزارعين. يقول إن الأبقار التي تعيش لوقت أقل تنبعث منها كميات أقل من الميثان. "من المجدي تماما تقليص "ثلاثة إلى ستة أشهر" من العمر النهائي للحيوان".
مع ذلك، كانت الصناعة بطيئة في التصرف بشأن تغير المناخ وهناك طريق طويل يتعين قطعه قبل أن ترعى الأبقار الخالية من الميثان في الحقول.
يقول أليكس، من بيركلي، "هناك قدر لا بأس به من المسافة التي يجب قطعها قبل أن يكون هناك جهد واسع النطاق لإصدار بعض الإقرارات المحددة حول ما يجب فعله (مع) الأعلاف. أحد الأشياء التي تعلمتها هو أنك يجب أن تكون حذرا للغاية (...) هذه الأشياء التي تبدو واعدة جدا "في بعض الأحيان"ليست فعالة كغيرها لأي سبب من الأسباب".
أثارت أوجه القصور هذه انتقادات من أولئك الذين يرون أن المكملات هي حل تراكمي لمشكلة رئيسة، أو وسيلة لصرف الأنظار عنها.
يقول بيت سميث، أستاذ التربة والتغير العالمي في جامعة أبردين في اسكتلندا، "يعد هذا مؤشرا إلى الصناعة التي تحاول فقط التمويه الأخضر"، وهو يعتقد أن تناول كميات أقل من اللحوم هو حل أكثر فعالية. يضيف أن التخفيض الجزئي للانبعاثات من جزء صغير من حياة البقرة كان "أفضل من لا شيء، لكنه لن يحل المشكلة".
"ليس من الواقعي التوقف عن إنتاج لحوم البقر أو منتجات الألبان في وقت يتزايد فيه عدد السكان. الناس في الأسواق الناشئة ينتقلون أيضا من الأنظمة الغذائية القائمة على الحبوب إلى تلك القائمة على البروتين"، كما يقول هافنر، متجاهلا اتهامات التمويه الأخضر. "إذا تمكنا في نهاية المطاف من إحداث تأثير، فنحن لا نهتم".

المسؤولية الكبرى
سيكون من الصعب تحفيز المزارعين، خاصة في الدول النامية، على البدء في استخدام حلول تقليل غاز الميثان. تأمل الشركات، بما فيها موترال أن تساعد تعويضات الكربون المزارعين من خلال توليد أرصدة، تمثل الانبعاثات التي تم تجنبها أو إزالتها من الغلاف الجوي، وبيعها نقدا.
يتم إنشاء تعويضات من خلال الأنشطة بما في ذلك زراعة الأشجار، وتكنولوجيا احتجاز الكربون، وحتى المكمل الغذائي الخاص بموترال، وتسعى إليها المنظمات التي تهدف إلى التعويض عن انبعاثاتها بشكل متزايد. تقول شركة دي إس إم إنها تستكشف إطلاق خطة أرصدة الكربون لتتزامن مع وصول مكملها الغذائي إلى السوق.
بالعودة إلى لانكاشير، تقول عائلة تاورز إن سعيها لخفض الانبعاثات أثار اهتمام العملاء وزملائهم المزارعين. يقول جون، والد تاورز، "هناك كثير من الأشخاص يتعرضون لضغط كبير" لتقليل انبعاثاتهم. صناعتنا تستيقظ على حقيقة أنها يجب أن تتغير".
يشير أفراد عائلة تاورز الأصغر إلى أن التحول إلى حليب الميثان المنخفض سيكون أسهل بالنسبة لشركة بريدز ما سيكون عليه الحال بالنسبة لكثير من مزارعي الألبان، حيث يبيعون الحليب الفاخر للموردين والمقاهي الراقية في لندن، مثل أولبرس اسبريسو وغايلز. "نحن محظوظون لأن عملاءنا قادرون على التمييز ويمكنهم عموما اختيار التعامل معنا".
حتى مع الإيرادات الإضافية من بيع التعويضات، من المرجح أن يحتاج المزارعون إلى دعم حكومي لبدء الاستثمار في حلول خفض الانبعاثات. يحتاج مزيد من المستهلكين إلى البدء في شراء منتجات منخفضة الميثان لدعم الجهد المبذول، لكن المنتجات تكلف أكثر. زجاجة عبوة لترين من حليب بريدز تباع بالتجزئة مقابل 2.70 جنيه استرليني، أي أكثر من ضعف ما تتقاضاه محال السوبر ماركت ثمنا للحليب الذي يحمل العلامة التجارية الخاصة بها.
يقول تاورز، "يحتاج بعض الناس إلى شراء أرخص حليب يمكنهم الحصول عليه لإطعام عائلاتهم". يضيف، أن المتاجر الكبرى تتمتع "بقدر غير متناسب من القوة". يمكنهم اختيار شراء المنتجات الصديقة للمناخ، بدلا من الانخراط في "سباق ليكونوا الأرخص".
وعلى الرغم من ذلك، يعتقد تاورز، أن الصناعة بأكملها يمكن أن تحدث هذا التحول. "الزراعة أهم صناعة تتعلق بتغير المناخ (...) نحن حقا الجهة التي لديها القدرة بشكل جماعي على إحداث تأثير إيجابي كبير، والمسؤولية الأكبر، وهي إطعام أي شخص آخر لا يعمل بالزراعة".

الأكثر قراءة