أهمية الفحص الطبي الدوري

مع كثرة المشاغل اليومية وضيق الوقت، فإن الإنسان يغفل عن أمر مهم قد لا يلتفت إليه أو قد يتجاهله ما دام في كامل صحته، ومع الأسف لا يدرك أهميته إلا بعد فوات الأوان. وذلك الأمر هو إجراء الفحص الطبي بين الحين والآخر الذي يعد جزءا أساسيا من منظومة الرعاية الصحية المستمرة.
إذا كانت المركبات تحتاج إلى فحص دوري للتأكد من أنها تعمل بصورة جيدة فكيف بالبشر الذين هم عرضة لكثير من الأمراض؟ إن الجسد أمانة، وقد قال عليه الصلاة والسلام "... إن لجسدك عليك حقا...". ومن القيام بحق الجسد الحرص على سلامته ووقايته والأخذ بأسباب عافيته، ومن هنا تأتي أهمية إجراء الفحوص الطبية بانتظام مثل فحوص ضغط الدم والسكر والقلب والكولسترول وغيرها، وذلك من مبدأ الأخذ بالأسباب وللمساعدة على اكتشاف أي مشكلات في وقت مبكر ومن ثم معالجتها على الفور، أي الأخذ بمبدأ الوقاية، لأن بعض الأمراض لا تلاحظ أعراضها في المراحل الأولى من الإصابة وتكون مخفية داخل الجسم، وتشتد خطورتها بمجرد أن تبدأ بالظهور مثل بعض الأمراض السرطانية التي يسهل علاجها حين تكتشف وهي في مراحلها الأولية، وهذا الأمر أصبح ميسورا مع التطور التقني الكبير في أجهزة التحليل والتشخيص.
ولا نغفل أن هذا الأمر مفيد أيضا اقتصاديا سواء على مستوى الأفراد أو الدولة ممثلة في الجهات الصحية، حيث تقل تكلفة العلاج لأي مرض إذا ما اكتشف مبكرا. منظمة الصحة العالمية تؤكد أن الصحة ليست هي الخلو من المرض فحسب، بل إنها حالة من العافية والكفاية في البدن والعقل تهيئ لصاحبها أكبر حظ من الطاقة والقدرة على الإنتاج والمتعة بالحياة، ومن المعلوم أن تغيير نمط الحياة لا يتأتى إلا من خلال الحفاظ على نظام غذائي صحي ووزن مثالي ونشاط بدني يقلل من الحاجة إلى إجراء الفحوص الطبية باستمرار.
الجمعية الأمريكية للأطباء توصي بعمل برنامج فحوص طبية وقائية تتضمن فحصا وقائيا وفحصا طبيا شاملا وفحصا تنفيذيا. ومن الصعب تحديد متى يجب أن تعاد هذه الفحوص، حيث تختلف الحاجة حسب السن والحالة الصحية العامة للإنسان، ولكن هناك حكمة مأثورة أصبحت قاعدة طبية مهمة وهي: "الوقاية خير من العلاج".

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي