سجلت أروقة معرض الرياض الدولي للكتاب 2021 إقبالا منذ الساعات الأولى من افتتاحه، وذلك وسط حزمة من الخدمات والمبادرات الجديدة المقدمة للمرة الأولى.
وخطفت المعلقات السبع المجسدة في المعرض بطريقة إبداعية أنظار الزوار، وذلك من خلال عرضها على أعمدة ضخمة بارتفاع ستة أمتار مصنعة من ديكور مميز بطابع الحجر القديم، إضافة إلى شاشات متداخلة في وسط الأعمدة، تعرض أهم الاقتباسات للمعلقات والقصائد والشعراء وأهم المعلومات عنهم.
ورصدت "الاقتصادية" خلال جولة له على أجنحة المعرض انسيابية الحضور ومراعاة تطبيق الإجراءات الاحترازية، حيث تنوعت الفعاليات التي قدمت أمس بين ورش العمل المخصصة للكبار والصغار، إضافة إلى البرنامج الثقافي الذي حمل مضامين متنوعة تشمل الفرد والأسرة. ووجد جناح العراق ضيف الشرف في المعرض إقبالا من الزوار، حيث قدم الجناح عديدا من الفعاليات والبرامج في يومها الأول، حيث تحتفي وزارة الثقافة بضيف الشرف جمهورية العراق، حيث يستعرض معرض العلاقات السعودية - العراقية صورا للملك عبدالعزيز وملوك المملكة العربية السعودية خلال زيارتهم للعراق، إلى جانب زيارة المسؤولين العراقيين للمملكة، فيما تثري "جادة الثقافة" تجربة الزوار في جو ثقافي بمجرد تجولهم في أرجائها، بدءا من محاكاة "شارع المتنبي" الواقع في قلب بغداد، الذي يعود إلى أواخر العصر العباسي، واشتهر منذ ذلك الزمان بازدهار مكتباته واحتضن أعرق المؤسسات الثقافية، وظل إلى اليوم يعج بالباحثين عن أخبار الثقافة والمجتمع.
وتم تجهيز وتشغيل متاجر تدعم المواهب الإبداعية في عدة مجالات مثل الموضة والجمال والديكور وغيره، يتوافر فيها عديد من العلامات التجارية السعودية لكل منها هويتها الخاصة التي تعكس التراث السعودي وتواكب الموضة في السعودية، يتم مزجها في المتجر بطريقة تهدف إلى تقديم تجربة استثنائية.
وانطلاقا من رؤية وزارة الثقافة ودورها في النهوض بقطاعات الثقافة بمختلف فنونها ومجالاتها، ونظرا لما يمثله الخط العربي من أهمية واتصال وثيق باللغة العربية، ودعما لمبادرة عام الخط العربي، فقد تم توفير جناح خاص لمنتجات المبادرة داخل المعرض، كما تم تخصيص سبعة أجنحة لأندية القراءة.
ساقية الرياض للموهوبين والمبدعين
من جهة أخرى، لقيت مبادرة وزارة الثقافة "ساقية الرياض" لتقديم الموهوبين والمبدعين في عديد من مجالات الفنون استحسان زوار المعرض، حيث تستهدف المبادرة جميع الفئات، وتوفر البيئة التي تحفز السعوديين على تطوير وتقوية مستوياتهم الثقافية من خلال الاهتمام بالفن والابتكار.
إلى ذلك أكد عمر السراي، الناطق باسم اتحاد أدباء العراق، أن اختيار العراق ضيف شرف المعرض، يحمل في جوهره أبعادا حضارية لخدمة الآداب والعلوم الإنسانية، واعتبر السراي أن هذه الاستضافة تشكل انفتاحا على المخزون الثقافي العراقي، وفرصة للاطلاع على حضارتين عريقتين في سماء الرياض، مشددا على دور المثقفين العراقيين في استثمار هذه المبادرة الجميلة لتحقيق استراتيجية دائمة للتعاون الثقافي بين البلدين بوجه خاص، وبما يخدم الثقافة بصورة أكبر وأشمل.
وقال عن التفاعل الثقافي والتبادل المعرفي بين الجمهور السعودي والمثقفين العراقيين: "شهدت الأعوام الأخيرة تواصلا بين البلدين، واليوم في ظل التواصل المتنامي ستسهم الثقافة في ولادة عناصر معرفية أسمى، فالأعمال الفنية التي ستعرض، والندوات والجلسات والشعر والرواية والمسرح والكتاب، كل ذلك ميدان رحب لتلاقح الأفكار، وبلورتها في مشاريع تجد حيزا للتنفيذ".
وعن أبعاد التعاون بين السعودية والعراق ثقافيا واجتماعيا، أوضح: "استعادة الألق العلمي والثقافي ضروري للمرحلة الحالية وما بعدها، والهمم معقودة كي لا تتوقف الجهود عند المعرض والفعاليات المقامة فيه على أهميتها، فالتطلع نحو الانفتاح الثقافي وتحقيق التواصل بين مثقفي البلدين وجمهورهما هدف يسعى له". وزاد: "تمثل المعارض متنفسا كبيرا للناس، ولا سيما المثقفين منهم، فآخر المعارف وأحدث الإصدارات، وأجمل الندوات والفعاليات، كل ذلك سيكون حاضرا خلال مدة إقامة المعرض، بما يمنح المثقف فرصة التنقل واكتشاف الجديد من الكتب، ومن الجميل تكرار هذه الفعاليات، والسعي لتكون موجودة في مدينة عريقة لها سمعتها الأدبية".






