ثقافة وفنون

الرياض تصافح العالم بمعرض كتاب الأضخم في تاريخ السعودية

الرياض تصافح العالم بمعرض كتاب الأضخم في تاريخ السعودية

واجهة الرياض مقرا جديدا لكتاب الرياض.

الرياض تصافح العالم بمعرض كتاب الأضخم في تاريخ السعودية

يترقب السعوديون بشوق وبعد طول غياب، غدا، إطلاق شارة البدء لمعرض الرياض الدولي للكتاب 2021، الأضخم في تاريخ المملكة، في دورة استثنائية تحفل بكثير من المزايا، التي تجعل منها دورة متكاملة ترفع سقف التوقعات من معارض الكتب في المنطقة.
وينظم المعرض برعاية كريمة من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وتحل فيه العراق ضيف شرف، ليكون الأول الذي تنظمه وزارة الثقافة وهيئتها التابعة، هيئة النشر والأدب والترجمة، بعد تأجيل للدورة السابقة الذي تسببت فيه جائحة كورونا، التي ضربت العالم وأثرت في حراكه الثقافي.

1000 دار نشر

عدد قياسي من دور النشر المشاركة في معرض الرياض الدولي للكتاب، إذ سجل المعرض مشاركة أكثر من ألف دار نشر تنتمي إلى 28 دولة من مختلف قارات العالم، وتحمل إصدارات مهمة طال انتظارها، مثل الديوان الشعري المقروء الأول للأمير عبدالرحمن بن مساعد، فيما استعدت دور النشر لمعرض الرياض بخصومات خاصة، قلما توجد في معارض المنطقة.
ووفقا لبيانات هيئة الأدب والنشر والترجمة، فإن مساحة المعرض تتجاوز 36 ألف متر مربع، ويشهد أنشطة وفعاليات متنوعة تمثل 16 قطاعا ثقافيا.
وفي قراءة لـ"الاقتصادية" في برنامج المعرض الثقافي، يبدو شاملا لكل القطاعات، تشارك فيه نخبة من أهم الكتاب والمفكرين والنقاد السعوديين والعرب والعالميين، يتنوع ما بين الندوات الثقافية والأدبية، والأمسيات الشعرية والفنية، ومساحات الحوار، وورش عمل، وعروض طهي حية، ومؤتمر للناشرين يعقد الإثنين والثلاثاء المقبلين، كأول مؤتمر من نوعه في المملكة، يبحث واقع صناعة النشر في العالم العربي والسعي نحو تطويرها لتصل إلى مستويات منافسة دوليا، من خلال 12 جلسة حوارية يشارك فيها 42 متحدثا من المملكة والعالم.

فصل جديد

تحمل الدورة الجديدة من معرض الرياض الدولي للكتاب شعار "وجهة جديدة، وفصل جديد"، ويتوزع البرنامج الثقافي على ثلاثة مسارات رئيسة، أولها أمسيات "حديث الكتاب" التي سيستضاف فيها تسعة من المؤلفين السعوديين والعرب والعالميين، للحديث عن تجاربهم في الكتابة والتأليف، وهم: الأمير تركي الفيصل، الشيخة هند القاسمي، عبدالله الجمعة الرحالة والمؤلف السعودي، مشعل حمد الروائي الكويتي، أيمن العتوم الروائي الأردني، جوردان بيلفورت المؤلف الأمريكي، سعود السنعوسي الروائي الكويتي، ماركو بيير وايت الطاهي والمؤلف الأمريكي، كريس جاردنر المؤلف الأمريكي صاحب الكتاب الشهير "السعي نحو السعادة".
فيما سيتحدث في المسار الثاني "لقاءات ثقافية" أكثر من مائة مثقف وناقد من مختلف الجنسيات، عن قضايا أدبية وثقافية ملحة، من خلال 36 ندوة ومحاضرة تقام على مدى أيام المعرض العشرة، أما المسار الثالث فسيخصص لأمسيات التكريم والجوائز لمبدعين ورموز خدموا الثقافة العربية، يتقدمهم الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة، الذي سيكرم من قبل معهد العالم العربي في باريس في حفل كبير يحتضنه المعرض، نظير خدمته الكبيرة للثقافة العربية.
ويقدم المعرض في لقاءاته الثقافية ندوات تحتفي بالثقافة العراقية بمشاركة أبرز المؤلفين والأدباء السعوديين والعراقيين، أبرزها ندوة بعنوان "الثقافة وبناء الدولة" يتحدث فيها الدكتور حسن ناظم وزير الثقافة العراقي، وندوة عن إسهامات الدكتور علي جواد الطاهر يشارك فيها محمد رضا نصر الله، والدكتور عبدالله الحيدري، والدكتورة نادية العزاوي وصاحب أبو جناح.
كما تتضمن اللقاءات ندوة للدكتور عبدالله الغذامي تحت عنوان "مآلات الفلسفة"، وندوة للدكتور سعد البازعي بعنوان "معالم الحداثة"، وأمسيات شعرية يشارك فيها شعراء سعوديون وعراقيون من بينهم الشاعر جاسم الصحيح والشاعر حيدر العبدالله والشاعر سلطان الضيط وغيرهم.
وإلى جانب ذلك ينظم المعرض أكثر من 60 ورشة عمل متعددة المشارب والاتجاهات الثقافية، يقدمها أكثر من مائة خبير ومتخصص في مجالات إبداعية متنوعة، من بينها ورش عن الكتابة والتأليف، وصناعة الأفلام والمسرح وفنون الطبخ وغيرها من المجالات، تشمل ورشا عن فنون الطفل وإبداعاته، وتراث الأزياء في المملكة، وعوالم الكتابة في الخيال العلمي، وطرق تحفيز الأطفال على القراءة، ومراحل تأسيس الوكالة الأدبية، ودور وامتيازات الوكيل الأدبي، والكتابة المعمارية، وما الذي يمكن للفلسفة أن تتعلمه من الأطفال، وتقنيات كتابة قصص الكوميك والمانجا، إضافة إلى ورش في فنون الطبخ يقدمها طهاة مشهورون.
ويحتفي البرنامج الثقافي بالفنون الإبداعية في "جادة الثقافة" التي ستحتضن تفعيلات ثقافية متنوعة في 16 منصة على امتداد "واجهة الرياض"، كما يقدم المعرض في مسرح جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن أربع أمسيات غنائية وموسيقية، تبدأ بأمسية غنائية للفنان عبدالرحمن محمد، ثم أمسية موسيقية لعمر خيرت الموسيقار المصري، وأمسية تجمع نصير شمة الموسيقي العراقي بسعدون جابر مواطنه المطرب القدير، فيما ستتناول الأمسية الرابعة الأغاني الشهيرة التي كتبها الشاعر الراحل الأمير عبدالله الفيصل لأم كلثوم وعبدالحليم حافظ وغيرهما من نجوم الأغنية العربية، وإلى جانب ذلك، يحتضن مسرح جامعة الأميرة نورة عرضا موسيقيا بعنوان "عالم هانز زيمر"، ومسرحية للأطفال بعنوان "جزيرة الكنز"، ومسرحية الأطفال أميرات ديزني التي ستقام في مسرح مركز الملك فهد الثقافي.

دخول مجاني

فرضت جائحة كورونا اشتراطات خاصة على الفعاليات الثقافية، سواء في المملكة أو خارجها، لكن هذه الإجراءات والاشتراطات لم تجعل إقامة المعرض مستحيلة، فتجاوزت هيئة النشر والأدب والترجمة كل العقبات، وها هو المعرض يستعد لاستقبال ضيوفه على مدى عشرة أيام، في واجهة الرياض، المقر الجديد للمعرض.
هيئة الأدب والنشر والترجمة أعلنت في بيان صحافي أن دخول المعرض سيكون من خلال حجز تذاكر الدخول مجانا مع ربطها بتطبيق "توكلنا" لتأكيد الحالة الصحية، حرصا من الهيئة على سلامة الجميع، من زوار ومنظمين ومشاركين، ولضمان الاستمتاع بالتجربة الثقافية في أجواء صحية آمنة.
أما منصات توقيع الكتب، فلها إجراء خاص أوضحته الهيئة، حيث خصصت خدمة في المنصة الإلكترونية للمعرض لحجز منصات التوقيع، بعيدا عن أجنحة دور النشر، بهدف تنظيم عملية توقيع الكتب، وإتاحة فرصة اللقاء بين المؤلفين والقراء.

حلم تحقق أخيرا

تعد الدورة المنتظرة لمعرض الرياض هي الأولى التي تحقق فيها حلم قديم للقراء، يتمثل في أن تطلق نسخة افتراضية إلكترونية للمعرض، يتمكن من خلالها المتصفح من التجول عن بعد بين أروقته، والقدرة على انتقاء وشراء الكتب، مع تقديم منظومة دعم لوجستي تضمن توصيل الكتاب له خلال وقت قياسي، ولا سيما للقراء غير مكتملي التحصين.
وتأتي النافذة الإلكترونية لمعرض الرياض ضمن باقة من الخدمات التفاعلية التي صممتها الهيئة للجمهور الحاضر على أرض المعرض أو عن بعد، من أجل أن تكون زيارة معرض الرياض حضوريا أو إلكترونيا ممتعة للجمهور باختلاف شرائحه، وتتجاوز صيغة العرض والبيع التقليدية.
وبهذه النسخة الافتراضية، لن يكون المعرض حصريا على الرياض وحدها، إذ سيتجاوز تأثيره الثقافي ومداه جميع المدن، ليزيد من مجموع المبيعات الكلي، تعزيزا لريادته في القوة الشرائية.

جائزة متجددة

في النسخة الجديدة من معرض الرياض الدولي للكتاب، أعادت الهيئة تجديد جائزة المعرض، لتستهدف دور النشر الوطنية والعربية والعالمية المشاركة في المعرض، ويمكن لها التقديم من خلال الموقع الإلكتروني لوزارة الثقافة، وينتهي التسجيل الأحد المقبل، بشروط ومعايير لفئات الجائزة الثلاث: جائزة التميز في النشر، جائزة التميز في النشر فئة الطفل، جائزة النشر المتميز في الترجمة، التي ستمنح لستة فائزين، دار نشر سعودية وأخرى عالمية عن كل فئة.
وحددت الهيئة قيمة جائزة معرض الرياض الدولي للكتاب بـ300 ألف ريال، تتوزع على الفائزين الستة، ويعلن عنهم في حفل تكريم يقام بالتزامن مع الحفل الختامي للمعرض، وتهدف الجائزة المصاحبة للمعرض إلى تشجيع دور النشر، وتمكين الابتكار في مجال النشر ومواكبة التقنيات الجديدة للوصول إلى كل الشرائح المستهدفة لإصدارات الدور بطرق مبتكرة وذات طابع مستدام، حيث تسعى الهيئة من خلال الجائزة إلى أن يكون معرض الرياض الدولي للكتاب علامة فارقة في خريطة معارض الكتاب في المنطقة، ووجهة محفزة وبشكل دائم لكل دور النشر.

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من ثقافة وفنون