Author

يوم الوطن

|
يقصد بكلمة "وطن" في لسان العرب، المنزل الذي يقيم الفرد فيه، وهو محل الإنسان وموطنه، وجمع وطن أوطان، ويقال وطن بالمكان أي أقام فيه، وأوطن فلان أرض كذا وكذا، أي اتخذ منها مسكنا ومقاما.
يفرض التعريف على ساكن الوطن الاعتراف بأمور كثيرة تتضاعف مع تضاعف ما يفيده الواحد من هذا الوطن، فعندما يجد المواطن في هذا الوطن السكنى والهدوء يكون مكلفا بالاعتراف بهذا الفضل والمحافظة عليه، وعندما يضيف الوطن الأمان يكون له من الحقوق أكثر من مجرد الانتماء السكني، وعندما يرتبط الوطن بالتاريخ ويتوارثه الأجيال تزداد أهمية الوطن، ولعل اكتمال الأفضال هو سعة الرزق والبركة فيه، وهي ما يميز بلادنا اليوم.
نسكن هذه الأرض، التي درج عليها الآباء والأجداد وشهدت مولد أعظم رسالة للبشرية قادها محمد بن عبدالله - صلى الله عليه وسلم - وتوارث أهلها أعظم القيم والأخلاق، ونشروا هذا الدين في الآفاق، ليكونوا بذلك المنقذين للبشرية من ظلام الكفر والفسوق والضلال الذي عاشه كثير من بقاع الأرض.
انتشر أبناء هذه الأرض في كل أرجاء العالم في بدايات تكوين الدولة الإسلامية، واستمر زحفهم لبلدان العالم، التي وفرت الاستقرار ورغد العيش، وهي جواذب لم تكن تتوافر لهذه الأرض، التي تغلب عليها الطبيعة الصحراوية، وهذه الحالة جعلت الكثافة السكانية أقل من مثيلاتها من ذوات التاريخ الطويل في الحضارة.
لعل الانتقال الأهم جاء بعد توحيد الملك عبدالعزيز- رحمه الله - لهذه الأرض، وما منحها الله إياه من الخيرات والأرزاق التي قل أن تجد مثيلا لها على مستوى العالم. جاءت العقود التالية لتصنع فيها الدولة الفتية ملاحم إنجاز عظيمة، ودعم استقرارها الإيمان الراسخ لدى كل أهلها بأهمية المحافظة على ما يحظون به من الأرزاق وردهم ذلك لرضا الله، وما قامت عليه الدولة من تحكيم الشريعة والدفاع عن مقدسات العالم الإسلامي والعناية بالحرمين الشريفين وبكل ما يوجد فيهما سكنى وزيارة وحج وعمارة.
توالي القيادات الحكيمة من أبناء الملك عبدالعزيز على الحكم لم يزد هذه الأرض سوى استقرار ورغد وولاء ميز أهلها، وساقهم نحو طلب العلا، لنشهد اليوم مولد استراتيجية عرابها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، وباعث الروح فيها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وهي تهدف إلى جعل المملكة في مقدمة دول العالم، وتصبو لضمان الاستدامة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والبشرية، وفق رؤية 2030. حفظ الله الوطن.
إنشرها