أخبار

كاتب ياباني يصف المؤسس: مصاعب الصحراء أكسبته حنكة وشكلت شخصيته القديرة

كاتب ياباني يصف المؤسس: مصاعب الصحراء أكسبته حنكة وشكلت شخصيته القديرة

من صفحات الكتاب.

كاتب ياباني يصف المؤسس: مصاعب الصحراء أكسبته حنكة وشكلت شخصيته القديرة

كاتب ياباني يصف المؤسس: مصاعب الصحراء أكسبته حنكة وشكلت شخصيته القديرة

كتاب "ياباني في مكة".

في كتاب "الرحلة اليابانية إلى الجزيرة العربية"، الصادر عن دارة الملك عبدالعزيز، لمؤلفه إيجيرو ناكانو، وقدم له خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، يكشف عن علاقات طيبة بين الدولتين الصديقتين منذ ما يقارب القرن، حيث جاءت الرحلة تلبية لدعوة الرياض، وتقديرا من الملك عبدالعزيز - رحمه الله - للحكومة اليابانية، وما قدمته من مساعدة في إنشاء مسجد طوكيو 1938.
ويسجل المؤلف وقائع البعثة اليابانية الرسمية إلى المملكة ومقابلة الملك المؤسس في 1939، التي قدمت لإطلاعه على وجهة النظر اليابانية بشأن العلاقات المشتركة السياسية والاقتصادية، وطبع الكتاب للمرة الأولى باللغة اليابانية بعد اللقاء التاريخي بعامين، إذ يعمل ناكانو في سفارة بلاده في القاهرة، وكما يبدو من حديثه في الكتاب، فهو معجب بالإسلام، ولا سيما حينما كشف مشاعره عند سماع الأذان، فكتب معلقا على ذلك "ورحت أصلي من داخل فؤادي"، وتفسيره لبعض الآيات القرآنية يشير إلى ذلك أيضا.
ويسرد المؤلف ساعة لقائه الملك عبدالعزيز بأدق التفاصيل، حيث يروي لنا الموقف كما لو كنا معه في تلك المقابلة الملكية، ووثق ذلك بقوله "فهو طويل القامة جدا، ربما تصل قامته إلى 180 سنتيمترا، فمظهره يدعو إلى الاحترام الشديد، فهو ملك حقا وصدقا، وعلى رأسه عقال مطرز بخيوط مذهبة مع الخيوط السوداء، وكانت الغترة التي يضعها على رأسه بسيطة جدا، مصنوعة من القطن"، مضيفا "والملك في هذا المشلح أعطانا انطباعا بأنه ملك حقا، ملك لهذه المنطقة بلا منازع، فهذا المشلح يناسبه تماما، ويتناسب مع شخصيته التي تمتاز بالوقار والهيبة، وجهه طويل إلى حد ما، يزينه شارب ولحية سوداء جدا، إلا أن الشارب كان أكثر سوادا من اللحية، وكان كثيفا جدا أكثر مما هو لدى العرب عادة، لم أر له مثيلا من قبل، عيناه كبيرتان واسعتان، ولاحظت أن إصبعه الوسطى في يده اليسرى فيها قطع، وهذا يعني أنه خاض قتالا ضاريا من قبل، وفي يده اليمنى لاحظت خاتما فيه حجر كريم، لا أعرف اسمه، لبسه في الإصبع الصغرى.
وتحدث ناكانو عن بشرة الملك السمراء، وعربيته القريبة من الفصحى، ودار الحديث عن الدين والموقف الدولي والأمور السياسية لمدة ساعة، وقال الملك خلال اللقاء "بلدنا تحكمه الشريعة، والشريعة هي حكمنا، ولا شيء غيرها، وأمام الشريعة جميع الناس سواسية"، وأضاف عن العلاقات الدولية "نريد أن تكون لنا علاقات طيبة بالدول المجاورة، وبالدول القوية في أوروبا، كما أننا لا نحمل بغضا ولا نحمل كراهية لأحد...، ونحترم اليابان باعتباره بلدا عظيما في جنوب شرقي آسيا".
حاج ياباني: البطل الذي
لا يقهر
في كتاب "ياباني في مكة"، للحاج تاكيشي سوزوكي، أو الملقب باسم "محمد صالح"، أحد الرحالة اليابانيين الذين زاروا المملكة وأعجبوا بالملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه، يعطينا فكرة عن شخصية الياباني المسلم، الذي دون مذكراته بعد أدائه مناسك الحج للمرة الثالثة في 1938.
وكتب عن لقائه الملك عبدالعزيز للمرة الثالثة، عقب الحج، وعلق في كتابه الشيق "صافحني الملك وشد على يدي لفترة.. الملك العظيم الذي أنجبته جزيرة العرب، الآن يمكن أن أشعر بحرارة يد هذا الإنسان العظيم"، وأضاف "إن هذا الإنسان بطل منذ أن كان صغيرا، عاش حياة كلها كفاح مستمر، ونضال لم يتوقف، حتى وأنا أكتب هذه الجملة، أريد أن أتطلع إلى يدي اليمنى التي لمست يده وصافحته، لا يمكن أن أتمالك نفسي عن التفكير في تلك اللحظات، كانت يده قدر يدي مرتين، كانت آثار الكفاح والنضال وعلاماتهما لا تزال واضحة للعيان في أصابع كفيه، وأتخيل أيضا قامته الفارهة، أكثر من 180 سنتيمترا، كان علي أن أرفع رأسي وأشد قامتي إلى أعلى حتى أشاهد وجهه، الذي اتسم بالهدوء والحنان.. لا أزال أتذكر جيدا ملامح وجه الملك، فبعد أن قابلته نسيت كل شيء من حولي، وامتلأ قلبي بشعور السعادة الغامرة".
الحاج تاكيشي حكى في كتابه "يبلغ الملك ابن سعود من العمر 60 عاما، ويمكن أن نقول إنه الرجل الذي وحد الجزيرة العربية في ظل حكومة مركزية، وأسس المملكة العربية السعودية، وهو يلقى احتراما وتبجيلا من جميع العرب الذين يضعون ثقتهم فيه.. يقولون إن الملك ابن سعود له شخصية تتمتع بمبادئ سامية، وتحمل في داخلها عوامل الانتصار على الأعداء، ويسميه الناس ملك المملكة العربية السعودية، ويطلقون عليه أيضا "البطل الذي لا يقهر"، وهو ليس بطلا عسكريا عظيما فقط، لكنه أيضا سياسي بارع، أكسبته مصاعب الصحراء حنكة، وشكلت شخصيته القديرة، ما مكنه من توحيد مناطق صحراوية شاسعة، كان من الصعب توحيدها".
ويسرد تاكيشي أيضا للقارئ مسيرة الملك عبدالعزيز، منذ طفولته حتى توحيد المملكة، متناولا شجاعته وذكاءه.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من أخبار