Author

أهمية اللحمة الوطنية

|
إذا ما أراد أي مجتمع من المجتمعات أو بلد من البلدان أن تكون له مكانة مرموقة على مستوى العالم، وأن يحظى باقتصاد قوي وعيش رغيد هنيء وأمن وافر، فلا بد له من تعزيز لحمته الوطنية، التي يقصد بها التفافه حول قيادته، والحرص على تماسك أفراده، ونبذهم أي شكل من أشكال التفرقة أو العنصرية أو التشرذم، وأن يحب الجميع وطنهم حبا حقيقيا نابعا من القلب لا حب شعارات أو كلمات تردد، وإنما حب صادق تنعكس معطياته بذلا وولاء وعطاء.
إن بلدا مثل السعودية يضم بين جنباته أفضل بقاع الأرض وأطهرها يستدعي أن يكون أفراده على قدر كبير من الإحساس بالمسؤولية الملقاة على عواتقهم. كلنا نعلم كيف كانت هذه البلاد تعاني الأمرين من الفرقة وشتات الأمر والتناحر إلى أن قيض الله لها أحد أبنائها، وهو الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - تغمده الله بواسع رحمته - الذي رفع شعار التوحيد، فالتف حوله رجال مخلصون تمكنوا - بفضل الله - من لم الشتات وتوحيد أرجاء هذا البلد تحت راية واحدة «لا إله إلا الله محمد رسول الله»، فتحقق الأمن وازدهرت البلاد، فكانت التنمية الشاملة بمختلف جوانبها، وأضحت بلادنا - ولله الحمد - دولة حديثة موحدة ومثالا يحتذى في كثير من الجوانب، ما أوغر صدور بعض الحساد والمرجفين، فسعوا جاهدين بكل ما يستطيعون إلى اختراق هذه اللحمة الوطنية القوية، لكنها كانت عصية عليهم بفضل الله، ثم بفضل الأساس المتين الذي قامت عليه.
إننا مطالبون جميعا بأن نحافظ على هذه اللحمة من خلال التربية الأسرية السليمة لأبنائنا وتنشئتهم على حب وطنهم وولاة أمرهم، وأن يكون كل من الإعلام والتعليم معاول بناء وتنمية لا معاول هدم وفساد، مستذكرين دائما تلك المبادئ السامية التي قامت عليها بلادنا الغالية. إن التلاحم بين أبناء المملكة وقيادتها يعد السمة الأبرز في مسيرة المملكة التي بنيت عليها منذ أيام المؤسس - رحمه الله - التي جعلت منها وحدة واحدة في المنشط والمكره عصية على أي حاقد أو حاسد.
إن المحافظة على تماسكنا ووحدتنا واجب شرعي وأمر لا مساومة فيه، ويتحقق ذلك أن يعلم الجميع أن هذا الأمر ليس مسؤولية جهة دون أخرى، وإنما هو مسؤوليتنا جميعا، فكما أن الوطن للجميع، فإنه يجب أن يكون الجميع للوطن.
إنشرها