علماء: موقع الجمل في الجوف الأقدم في العالم لنحت الحيوانات المجسمة
تمكن فريق سعودي عالمي مشترك، من إظهار نتائج دراسة علمية جديدة حول تاريخ موقع الجمل في منطقة الجوف "شمال المملكة"، حيث كشفت الدراسة المنشورة في مجلة علوم الآثار Journal of Archaeological Science عن أن هذا الموقع، الذي يضم 21 نحتا مجسما، "منها 17 نحتا مجسما لجمال، واثنان من فصيلة الخيليات، ونحت آخر لم تتضح هويته"، أقدم موقع في العالم لنحت الحيوانات المجسمة بالحجم الطبيعي.
وأشارت النتائج العلمية إلى أن الموقع يعود إلى فترة العصر الحجري الحديث ما بين 5200 - 5600 عام قبل الميلاد، ويتميز بمجموعة من مجسمات الجمال وحيوانات من فصيلة الخيليات بالحجم الطبيعي، وتختلف في طريقة تنفيذها عن الفن الصخري الشائع في أنحاء المملكة، فهي بارزة بشكل كبير عن الصخرة التي نحتت منها ولها شكل مجسم، وأظهرت المجسات الأثرية التي تم حفرها في الموقع وجود صناعة حجرية مميزة، وكذلك بقايا عظام حيوانية.
واستخدم الفريق العلمي المكون من باحثين من هيئة التراث وجامعة الملك سعود والمركز الفرنسي للأبحاث وجامعة برلين الحرة وجامعة أكسفورد وغيرها، عددا من الطرق العلمية بهدف معرفة تاريخ الموقع بدقة عالية، وذلك عبر تحليل الأدوات المستخدمة في النحت ودراسة آثار عوامل التعرية والتحلل الطبيعيين، إضافة إلى جهاز التحليل المشع متعدد الأطياف وطريقة الوهج الحراري، حيث تعد معرفة تاريخ الموقع من أكبر التحديات التي واجهها الفريق العلمي.
وأشارت النتائج العلمية إلى الجهود الكبيرة التي بذلت في نحت هذه الحيوانات المجسمة وربما عمل مجموعة من النحاتين على تنفيذها على مدى فترات زمنية مختلفة، ومن الدلائل على ذلك، اختلاف تقنيات النحت المستخدمة، حيث وجدت أمثلة تشير إلى صيانة الأشكال المنحوتة، وأحيانا القيام بنحت أجزاء جديدة، لتكون بديلة عن أجزاء تضررت بفعل عوامل الزمن، واستطاع الفريق تتبع خطوط النحت على الصخور، رغم تأثر بعض الأجزاء بعوامل التعرية الطبيعية، من ناحية أخرى؛ عثر على بعض الأجزاء الساقطة من النحت وإعادتها إلى مكانها.
كما أظهرت نتائج الدراسة للموقع، مروره بثلاث مراحل زمنية، تتمثل بمرحلة تنفيذ أعمال النحت على مدى فترة طويلة، تلتها مرحلة تدل على غياب النشاط البشري وهجر الموقع، ثم مرحلة ثالثة وأخيرة بدأت تتضرر فيها المجسمات المنحوتة ويتساقط بعض أجزائها بفعل العوامل الطبيعية، وتنتمي الصناعة الحجرية في الموقع إلى فترة نهاية العصر الحجري الحديث، التي لا يمكن الجزم تماما بأنها معاصرة لفترة نحت المجسمات الحيوانية في الموقع.