default Author

رائدات الأعمال والدور الاقتصادي المطلوب «2 من 2»

|
تؤكد البيانات والتحليلات العالمية الصادرة على مدى الـ 12 شهرا الماضية أن النساء ستسجل على الأرجح زيادة في الوقت المستغرق في الرعاية غير المدفوعة الأجر والعمل المنزلي بسبب جائحة كورونا. واحتمال إبلاغهن عن القيام برعاية الأطفال ورعاية البالغين والعمل المنزلي، وكلها أعمال غير مدفوعة الأجر، أكبر من الاحتمال بالنسبة للرجال.
ودفعت النساء، سواء كن موظفات أو رائدات أعمال، ثمنا باهظا لتحملهن هذا العبء. وفي مسح مستقبل الشركات، كان احتمال أن تبلغ قيادات الشركات من النساء بأن رعاية الأطفال والتعليم المنزلي والأعمال المنزلية تؤثر في قدرتهن على التركيز في العمل أعلى بنحو عشر نقاط مئوية من الاحتمال بالنسبة لقادة الشركات من الرجال.
أما الانتكاسة الثالثة فقد كانت المساندة الأقل لرائدات الأعمال منها للشركات التي يقودها الرجال. ويظهر تحليل البيانات الواردة في مسح جس نبض مؤسسات الأعمال ومسح مؤسسات الأعمال أن احتمال حصول الشركات التي تقودها النساء، لا سيما الشركات الصغرى، على دعم حكومي أقل منه بالنسبة للشركات التي يقودها الرجال، رغم أنها كانت أكثر تضررا. وفي إثيوبيا، رغم تأثر الشركات المملوكة للنساء بشكل غير متناسب بجائحة كورونا، فإن أقل من 1 في المائة منها حصل على أي نوع من المساندة الحكومية خلال الأشهر القليلة الأولى من الجائحة.
ورغم ضرورة إجراء مزيد من البحوث لقياس ما إذا كانت هذه الانتكاسات قصيرة أم طويلة الأجل، فإن المساندة بالغة الأهمية في مرحلة التعافي. وقد حددت مجموعة البنك الدولي ثلاثة مجالات معينة يلزم بذل جهد أكبر فيها "انظر نقطة موارد ريادة الأعمال النسائية بالبنك الدولي وإجراءات السياسات ذات الأولوية المبينة في تقرير إعادة البناء على نحو أفضل بعد جائحة كورونا: تعزيز ريادة الأعمال النسائية".
وفي البداية، يعد التمويل أمرا بالغ الأهمية للشركات التي تقودها النساء لا لتستمر فحسب، بل لتزدهر أيضا. وتحقيقا لهذه الغاية، أعلنت مجموعة البنك الدولي مبادرتين جديدتين لتحسين إمكانية حصول رائدات الأعمال على التمويل الناشئ وأسواق التجارة الإلكترونية، وذلك في قمة مبادرة تمويل رائدات الأعمال في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا عام 2020.
وبعد ذلك، هناك حاجة ملحة إلى ضخ مزيد من الاستثمارات لزيادة إمكانية الحصول على رعاية جيدة ميسورة التكلفة للأطفال. وكما هو مبين في تقرير صدر أخيرا عن البنك الدولي، فإن الاستثمار في رعاية الأطفال هي وسيلة واعدة لتعزيز مشاركة المرأة في قوة العمل وإنتاجيتها. وعززت الجائحة هذه الرسالة، حيث كانت الأسر في جميع أنحاء العالم تسعى جاهدة لتحقيق التوازن بين العمل ورعاية الأطفال في الوقت الذي كان فيه كثير من المدارس ومراكز رعاية الأطفال مغلقة.
وأخيرا، يجب بذل مزيد لإزالة العقبات القانونية التي تقف في طريق رائدات الأعمال. وكما أبرز تقرير وقاعدة بيانات مجموعة البنك الدولي المرأة وأنشطة الأعمال والقانون 2021، فإن عديدا من القوانين، القيود القانونية المفروضة على امتلاك وإدارة الممتلكات أو فتح حساب مصرفي، لا تزال تعيق قدرة المرأة على إنشاء منشآت الأعمال وتشغيلها وتنميتها.
وتدعو الانتكاسة الهائلة الناجمة عن الجائحة إلى مضاعفة الجهود لا لسد الفجوات بين الجنسين فحسب، لكن لضمان عدم اتساعها. فقد أدت هذه الأزمة إلى ظهور تفاوتات بين الجنسين في ريادة الأعمال لم يتم التغلب عليها بعد.
إنشرها